إدلب تلحق بدمشق.. لا مؤونة شتوية في كثيرٍ من مطابخ السوريين


تختلط أصوات بائعي التفاح والباذنجان والفليفلة الحمراء والملوخية ببعضها في شوارع إدلب. تمر السيارات ببطء شديد محملة بأصناف الخضار الخاصة بتحضير المؤونة لكن لا أحد من المارة يشتري.

ومثل ما يحدث في دمشق منذ سنوات، غابت فكرة تصنيع المؤونة الصيفية عن إدلب التي تدار من قبل المعارضة، وطالما اتصفت أسعار معظم المواد الرئيسية فيها -على مدار أعوام- بكونها أرخص عدة مرات من نظيرتها في دمشق- الخاضعة للنظام.
 
شتاء ممل

امتنعت "ضحى" وهي من إدلب عن تصنيع مربيات الفواكه التي تحبها مثل معقود التين والتفاح والسفرجل والباذنجان، وذلك بسبب ارتفاع أثمانها مقارنة بالأعوام الماضية حيث كانت تخزن كميات لا بأس بها من هذه المواد للشتاء.

تقول ضحى: "ينتظرنا شتاء ممل بسبب غياب معظم لوازم السهرة".

أما "وداد" التي تعيش في دمشق فلم تتمكن من شراء الباذنجان الذي يجب أن يكون متوسط الحجم وذلك لحفره ثم تجفيفه تحت شمس أيلول لصنع أكلة محشي الباذنجان التي يعشقها زوجها في الشتاء.

"كيلو الباذنجان بـ300 ليرة"، تقول وداد، وتضيف: "لذلك فضل زوجي التنازل هذا العام عن أكلته المفضلة لشراء ضروريات لا بد منها".

مكدوس مغشوش

أيلول هو شهر المكدوس بالنسبة للسوريين. ولا بد من الالتزام بقواعد مهمة لتصنيع هذه الأكلة المحبوبة مثل اختيار الباذنجان البلدي بعناية وحشوه بالجوز البلدي والثوم والفليفلة الحمراء ثم تخزينه في قطرميزات مع ملئه بالزيت البلدي. وإلا فهذه "ليست أكلة مكدوس حقيقية"، كما يقول السكان، بقدر ما هي عملية تحايل يلجأ إليها معظم السوريين في الوقت الحالي.

هذه الأكلة بهذه المواصفات غابت عن مطابخ السوريات في إدلب تماماً، مثلما تغيب كل سنة عن مطابخ نظيراتهن الدمشقيات.
 
ملوخية ممشوقة وبامية مجففة

لطالما كان قدوم أيلول مقدمة لحديث طويل بين "سلوى" التي تعيش في دمشق وشقيقتها "رجاء" المقيمة في إدلب حول الأسعار في كلا المنطقتين وأصناف الخضار والفاكهة الداخلة ضمن قائمة المؤونة لدى الأختين.

لم تتمكن الشقيقتان من تخزين مؤونة كافية لهذا العام بسبب الغلاء. كما امتنعتا عن تصنيع قائمة طويلة من الأصناف مثل البندورة والباذنجان والفليفلة والملوخية والبامية المجففة.

ارتفعت أسعار الخضار في إدلب منذ بداية العام الحالي بسبب تقلص المساحة المزروعة في القطاع بعد تمدد النظام إلى أرياف حماة وحلب.

وتتصف الفاكهة التي تحصل عليها المنطقة من تركيا بارتفاع مماثل. بينما لا يوجد فائض في الفواكه المحلية التي تنتجها المنطقة مثل الكرز والخوخ والبطيخ والعنب والرمان، يؤدي إلى هبوط كبير للأسعار.

بينما بقيت أسعار الخضار والفواكه في دمشق على حالها.

ترك تعليق

التعليق