النظام يبدأ التخطيط على مبدأ جرة عسل "جحا"


تقدمت وزارة الزراعة في حكومة النظام بدراسة عن الاستثمار في زراعة النخيل في سوريا، والتي يمكن أن تعطي مردوداً بعد 10 أو 15 عاماً، أكثر من مليار دولار، بحسب ما أكدت دائرة النخيل في الوزارة.

وتقول الدراسة إن المساحة القابلة لزراعة النخيل في سوريا تصل إلى 50 ألف هكتار، ويستوعب كل هكتار 100 شجرة، ما يعني أن عدد أشجار النخيل التي يمكن زراعتها تصل إلى 5 ملايين شجرة، يصل إنتاج الشجرة في الظروف العادية 100 كيلو تمر رطب، بإنتاج سنوي يبلغ نصف مليون طن.

وأوضح رئيس دائرة النخيل في وزارة الزراعة الذي يدعى منذر البابا، أن هذه الكمية تغطي حاجة السوق المحلية بالكامل، مع تصدير كميات كبيرة إلى الأسواق الخارجية، حيث يبلغ سعر كيلو التمر 2 دولار، أي أن قيمة الإنتاج الكلي تصل إلى مليار دولار سنوياً.

وبحسب البابا، فإن الأفضلية الأولى لزراعة النخيل محلياً وفقاً للدراسات، تقع في الضفة اليمنى لنهر الفرات، ما بين البوكمال ودير الزور بعرض 50كم، أما الأفضلية الثانية فهي المنطقة المحصورة بين الرقة في الشمال ومرقده بالشمال الشرقي على الخابور والبوكمال في الجنوب الشرقي بعرض 60 كم على الضفة اليسرى من نهر الفرات.

أما الأفضلية الثالثة فهي المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي من المنطقة الأولى، والمحددة بتدمر غرباً والحدود الأردنية جنوباً والسخنة شمالاً، أما المنطقة الرابعة فهي إلى الجنوب الغربي من المنطقة الثالثة بدءاً من الزلف في الجنوب الغربي والسبع بيار في الشمال وحتى الحدود الأردنية.

وبالنسبة للمنطقة الخامسة والأخيرة، فهي تقع إلى الشمال من المنطقة الثالثة، ويحدها من الشمال الرقة وبحيرة الأسد والسخنة جنوباً وخناصر، والمحطة الرابعة غرباً وتمتد للجنوب الغربي حتى شرق دمشق.

وأوضح البابا في تصريحات نقلتها عنه جريدة "تشرين" التابعة للنظام، أن زراعة هذه الأعداد من أشجار النخيل في الحزام المذكور يتوقف بالدرجة الأولى على توفر المياه، والمعطيات المناخية والتراكمات الحرارية اللازمة لنضج الرطب والتمور والتي تقدر بين 1,150 و2,200 درجة مئوية فوق 18 درجة في الفترة الممتدة من أول أيار إلى نهاية تشرين الأول.

تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد في سوريا سوى أعداد قليلة من أشجار النخيل تم البدء بتجربة زراعتها منذ العام 1989، في تدمر وبعض مناطق دير الزور، وقد ثبت عدم جدواها في سوريا، بسبب عدم مناسبة الظروف المناخية، وهو ما يجعل دراسة وزارة الزراعة أشبه بجرة عسل "جحا" التي انتهى بها المطاف إلى الإنكسار فوق رأسه، بعد سلسلة من التخيلات والأحلام، وصل من خلالها إلى قمة المجد والغنى، ثم في لحظة واحدة انتهى كل شيء.

ترك تعليق

التعليق