أهالي دمشق يستخدمون حلولاً كهربائية بدائية للتغلب على ساعات التقنين


كانت وجبات الغداء وفيرة في الأيام الماضية بالنسبة لـ "حميدة" وهي سيدة تعيش في مدينة دمشق، فقد اضطرت لطبخ جميع ما تحويه ثلاجتها من مؤونة بسبب تقنين غير منضبط في التيار الكهربائي.

وفي ظروف خدمية قاسية يحاول السكان الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها النظام إيجاد وسائل للحصول على كهرباء بديلة بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء وهي واحدة من سلة كبيرة من الخدمات لا تزال غير موجودة بشكل دائم.

تقول "مديحة" التي تعيش ساعات طويلة من الليل في الظلمة معتمدة على ضوء خفيف يبثه "لد" يستهلك شحنات قليلة للغاية من الكهرباء "لا توجد كهرباء في ظل صيف حار جداً.. لا يمكننا تشغيل المراوح والبرادات ولا أي شيء آخر".

ينقطع التيار الكهربائي كل ساعتين تقريباً لمدة ساعتين أخرى. وقد يستمر مشتعلاً ليلاً لكنه سرعان ما ينقطع في الصباح.

وهذا ما يجعل تشغيل الأدوات الإلكترونية والكهربائية أمراً لا يحمل الكثير من الجدوى إذ لا يتمكن معظم السكان من الاستفادة من هذه الآلات بسبب الساعات القليلة للتشغيل.

يقول "أمجد" وهو من سكان إحدى المناطق المحيطة بالعاصمة، "يكون أحدنا مندمجاً في متابعة برنامج ما على التلفزيون وفي لحظة لا تُنسى ينقطع التيار الكهربائي.. الحياة فعلاً باتت مقرفة".

يلجأ البعض لاستعمال المولدات الكهربائية لتلافي التقنين.

لكن هذه المولدات بحاجة للديزل أو البنزين وهاتان المادتان مفقودتان والحصول عليهما من السوق السوداء مكلف جداً.

بينما قرر بعض آخر المضي في خطوة أجرأ وأكثر كلفة.

يتحدث "سعيد" بفرح غامر عن استعماله لمنظومة طاقة شمسية أمنت لمنزله إنارة دائمة وتلفزيون لا ينطفئ.

بكلفة مليون ونصف ليرة تمكن سعيد من شراء المنظومة المكونة من مدخرة كبيرة وألواح طاقة ورافع جهد وساعة.

يتابع سعيد "الفكرة جيدة صيفاً لكنها غير مفيدة إطلاقاً في فصل الشتاء كما أنها مكلفة". لذلك وبحسب سعيد "تبدو غير مشجعة لمعظم السكان ذوي الدخل المحدود".

قال لنا العديد من السكان إن أفضل الحلول المتاحة حالياً هي اللجوء إلى استعمال مدخرات صغيرة يتراوح سعرها بين 25 ألف وحتى 150 ألف ليرة مع شاحن إلكتروني ومجموعة من المصابيح أو (اللدات) العاملة على كهرباء (12 فولط).

وتنتشر هذه الفكرة فعلاً في معظم المساحة التي يسيطر عليها النظام.

ترك تعليق

التعليق