"اقتصاد" يرصد الأوضاع في حي القابون مع تفشي "كورونا"


بخافضات الحرارة ومضادات الإلتهاب ومسكنات الآلام، يلجأ أهالي حي القابون شرق العاصمة دمشق، للعلاج من مرض كورونا Covid-19، بعد انتشاره بشكل كبير في الحي، الذي يفتقر اليوم إلى أدنى متطلبات الحياة.

وصل عدد المصابين بفايروس كورونا في حي القابون شرق العاصمة دمشق إلى أكثر من 60 حالة إصابة حتى يوم الأحد. وتختلف الإصابات في درجة خطورتها، في حين تعتبر أبرز الأعراض، فقدان الشم والتذوق وارتفاع في الحرارة إضافة إلى آلام في المعدة يرافقها زكام قد يتطور إلى ضيق في التنفس في حال كانت مناعة الجسم ضعيفة.

حجر منزلي.. وأغذية غنية بالفيتامين، هي الحل

مصدر مقرب من إحدى العوائل المصابة بفايروس كورونا، في حي القابون، قال في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "الأطفال والشباب تحت سن الأربعين تكون الأعراض لديهم مشابهة لأعراض الكريب، أما الكبار في السن فتكون الأعراض أقوى، إلا أنهم رغم ذلك يرفضون الذهاب إلى مشافي العاصمة دمشق، نظراً لعدم وجود عناية كافية ضمن تلك المشافي أولاً، وعدم قدرتها أصلاً على استيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين اليوم، حيث باتوا يلجأون إلى الحجر المنزلي، ومحاولة تأمين أغذية غنية بالفيتامينات كالفواكه، والتي تعتبر أسعارها مرتفعة جداً مقارنة بدخل عائلات يعتمد 90% منهم على مساعدات المغتربين، نظراً لتدهور الوضع الإقتصادي في دمشق، وعدم القدرة على العمل بالنسبة للمصابين بسبب الإرهاق الجسدي الذي يسببه المرض".

أما بالنسبة لأسعار تلك الأغذية الغنية بالفيتامينات كالفواكه، فيبلغ سعر الكيلو غرام الواحد من التفاح 1600 ليرة سورية، فيما يسجل سعر الليمون بين 2500 ليرة سورية، أما الموز فيتواجد في مناطق، ويختفي من مناطق أخرى داخل العاصمة نظراً للإرتفاع الكبير في سعره.

الأدوية أيضاً يختلف سعرها في دمشق من منطقة لأخرى حسب الطبقة السكانية الموجودة في المنطقة، حيث يبلغ سعر خافض الحرارة مثلاً في بعض الصيدليات 300 ليرة سورية في حين يصل في بعضها إلى 700 ليرة. مسكنات الآلام تبدأ بـ 700 ليرة سورية وتصل إلى 5500 في بعض المناطق أيضاً. أما حب الفوار "الفيتامين" فقد حاز على مرتبة الأعلى سعراً بسبب الطلب الكبير عليه حيث يصل سعر العلبة الواحدة منه في بعض المناطق إلى 8000 ليرة سورية، وينخفض في مناطق أخرى إلى 6000 ليرة سورية.

لا إجراءات وقائية بسبب الغلاء

أبرز الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها دول العالم، هي ارتداء الكمامات، والمحافظة على التباعد الإجتماعي بين الأفراد، إلا أن الوضع في دمشق يختلف، فسعر الكمامة الواحدة يصل إلى 2000 ليرة سورية في القابون مثلاً، نظراً للتعقيدات التي يعيشها أهالي الحي أثناء إدخال المواد الغذائية والتموينية وحتى الطبية إلى الحي، رغم مرور أكثر من 3 أعوام على تهجير مقاتليه باتجاه الشمال السوري وسيطرة النظام عليه.

عودة للمدارس رغم كورونا

كل المدارس التي كانت موجودة داخل الحي، خرجت عن الخدمة خلال فترة سيطرة الثوار على الحي نتيجة القصف المكثف من قبل قوات النظام، حيث بات يلجأ طلاب المدارس من سكان الحي اليوم إلى التسجيل في مدارس منطقة أبو جرش التابعة أساساً للحي، أو مدارس حي برزة المجاور.

"أم هادي" إحدى سكان العاصمة دمشق، قالت في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "ما جعلني أسمح لأولادي بالعودة للمدرسة رغم انتشار الفايروس، هو المتابعة الكبيرة من قبل الإدارة والتشديد على الإجراءات الوقائية، كونها مدرسة خاصة تتلقى مبلغ 350 ألف ليرة سورية سنوياً، عدا عن أجور المواصلات أو اللباس أو القرطاسية".

 أما بالنسبة للمدارس الحكومية، فتستبعد أم هادي إمكانية السماح لأبنائها بالعودة في حال كانوا يدرسون في إحداها، نتيجة أعداد الطلاب الكبيرة داخلها، وعدم الإلتزام ومتابعة الإجراءات الوقائية من قبل إدارة تلك المدارس، ما يجعل الوضع الصحي فيها متدهوراً ويزيد من إمكانية نقل العدوى بين الطلاب.

يذكر أن الوضع الصحي في الغوطة الشرقية المجاورة، ليس بالأفضل حالاً، حيث ينتشر الفايروس بشكل كبير في مدن عربين ودوما، دون أي متابعة صحية من قبل النظام المسيطر على المنطقة.

ترك تعليق

التعليق