كهرباء متقطعة تنال من الأجهزة الكهربائية في "القلمون الشرقي"


يشتكي الأهالي في منطقة "القلمون" الشرقي بريف دمشق، من زيادة ساعات نظام "التقنين" الكهربائي المعمول به حالياً في المنطقة، إذ وصلت إمدادات الكهرباء في الأيام القليلة الماضية إلى خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل فقط، الأمر الذي انعكس سلباً على معيشة الأهالي وحياتهم اليومية.

تضرر الأجهزة الكهربائية

انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وتغير نمط القطع وتكراره العشوائي في بعض مدن وبلدات المنطقة، ألحق خسائر مادية جسيمة ببعض سكانها الذين يعيشون ظروفاً معيشية واقتصادية استثنائية. وذلك بحسب ما أشارت إليه مصادر أهلية من داخل المنطقة.

وأكدّ "فارس" وهو مالك أحد المحال المخصصة لبيع قطع صيانة الأدوات الكهربائية في المنطقة، في تصريح خاص لـ"اقتصاد"، أنّ التيار الكهربائي القادم من محطة "الناصرية" الحرارية الواقعة بالقرب من مدينة "جيرود"، أصبح ينقطع بشكلٍ متكرر وغير منتظم، وبمعدل مرتين أو ثلاث مرات كل ساعة تقريباً في مدن المنطقة.

وأضاف قائلاً: "تتراوح مدّة القطع الواحدة ما بين خمس إلى عشر دقائق في كل مرة، وحين يعود التيار يكون إمّا بجهد عالٍ جداً وإمّا منخفض جداً، ما يجعل أغلب الأجهزة الكهربائية المنزلية تتعرض لخطر التلف أو العطل الفني".

ووفق "فارس" فإنّ محله يشهد تزايداً ملحوظاً في عدد الزبائن الذين يدخلونه يومياً من أجل شراء قطع تبديلٍ لأجهزتهم الكهربائية المنزلية المعطلة؛ فمنهم من يحتاج لقطعة صيانة واحدة ومنهم من يحتاج إلى قطعتين أو أكثر، وهذه القطع تكون بمجملها مستوردة، وسعرها مرتبط بقيمة صرف الليرة السورية أمام الدولار، كما أنّ أرخص المتوفر منها في السوق الآن لا يقل سعره عن 5000 ليرة سورية.

بدوره أشار "أبو جمعة" وهو موظفٌ حكومي ورب أسرة من مدينة "جيرود"، إلى أنّه صار زبوناً شبه دائم عند مصلحي الأدوات الكهربائية، حيث أدّى ضعف التيار الكهربائي وتكرر انقطاعه عن منزله ولأكثر من مرة خلال الساعة الواحدة، إلى أعطال كبيرة في أدوات منزله الكهربائية.

ونظراً لحاجته الماسة إليها اضطر- أبو جمعة كما يقول لـ"اقتصاد"- إلى اقتراض مبلغ من المال من أحد أصدقائه لتغطية تكاليف إصلاح الأجهزة المعطلة؛ إذ دفع حتى الآن مبلغ 30 ألف ليرة سورية مقابل إصلاح التلفاز والمروحة لمرة واحدة، و110 آلاف ليرة لإصلاح البراد لمرتين.

ولتقليل حجم الضرر الناجم عن تراوح التيار الكهربائي بين الانقطاع والعمل، يقوم "أبو جمعة" بفصل أجهزة المنزل بعد انقطاع الكهرباء مباشرة وبعد عودتها بحوالي عشر دقائق يقوم بوصلها مجدداً.

تلف "المونة"

ورغم تدهور الوضع الاقتصادي العام للسوريين، إلاّ أنّ قسماً كبيراً من أبناء منطقة "القلمون" ما يزال يعتمد على حفظ "المونة" في الثلاجات لاستخدامها بصورة متقطعة في بقيّة أيام السنة، لكنّ هذا التدبير لا يصمد أمام ساعات الانقطاع الطويلة للكهرباء، ما يؤدي إلى تلف مونتهم ويسبب لهم خسائر مالية لم تكن في حساباتهم.

ويشكو "أ. ش" من أبناء مدينة "الرحيبة" لـ"اقتصاد"، عدم انتظام التيار الكهربائي الذي تسبب بتعطل الثلاجة لديه وفساد مواده الغذائية المخزنة فيها، وعبر عن ذلك بالقول: "تعطل مولد البراد بفعل قوة الكهرباء وتسبب ذلك بتعفن وفساد كميات كبيرة من الخضار المجمدة فيه؛ أكلنا ما استطعنا أكله من الفول والبازلاء، وتلفت بقيّة المونة التي تكلفت عليها أكثر من 25 ألف ليرة سورية".

وبالعودة إلى "فارس" فإنّ الحل المتاح لتجنب مثل هذه الأعطال هو شراء منظم للتيار الكهربائي، لكنّ ذلك ليس بالأمر السهل لأنّ سعر النوع الجيد منه يتراوح بين 150 إلى 200 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يفوق قدرة غالبية أهالي المنطقة.

وينصح "فارس" أبناء منطقته باتخاذ احتياطات أخرى أكثر رخصاً مثل شراء ما يُسمى بـ "دارة حماية كهربائية" لحماية الأجهزة الكهربائية المنزلية من ارتفاع الجهد الكهربائي، وهي متوفرة في السوق بسعر 6000 ليرة سورية.

أعباء إضافية

بدورها عبرت السيدة "نعيمة" وهي أمٌ لأربعة أطفال، عن استيائها الشديد من انقطاع الكهرباء، وأشارت في حديثها لـ"اقتصاد" إلى أنّ استمرار فصل الكهرباء، قد أثر سلباً على تيسير أشغالها اليومية في المنزل، لذلك فهي تحرص على استغلال ساعات وصل الكهرباء الضئيلة، في إعادة ترتيب أمور بيتها، وحاجيات عائلتها مثل غسيل الملابس وتحضير الطعام، وهذا يتطلب منها جهداً ومعاناة كبيرين.

ونتيجةً لارتفاع درجات الحرارة وزيادة ساعات الفصل، تواجه "نعيمة" صعوبة بالغة في حفظ الطعام في الثلاجة، فالخبز والخضروات، والطبيخ بأنواعه بات-كما تقول- عرضةً للتعفن، ما يجعلها مجبرةً على تحضير وجبات أقل من الطعام وبشكلٍ يومي لعائلتها الأمر الذي يترتب عليه مصاريف إضافية لا تتناسب مع مدخولهم الشهري.

الجدير بالذكر أنّ وسائل إعلامية محلية موالية نقلت قبل أيام عن "خلدون حدة" مدير كهرباء ريف دمشق، أنّ سبب "التقنين" وفقدان التوتر الكبير الحاصل حالياً في منطقة "القلمون" الشرقي هو نقص الغاز الذي يشغل محطات التوليد بسبب قطعه من قبل ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، لكنّ هذه التبريرات قوبلت بالاستنكار والاستهجان من قبل أبناء المنطقة.


(الصورة المرفقة أرشيفية)

ترك تعليق

التعليق