هل تفضّل أجورك أسبوعية أم شهرية؟.. عمال سوريون في إسطنبول يجيبون


أعرب عدد من اللاجئين السوريين المقيمين في مدينة إسطنبول التركية عن عدم ثقتهم بأرباب العمل الأتراك، خاصة فيما يتعلق بتسديد الرواتب الشهرية، ومن أجل ذلك باتوا يفضلون أن يقسم راتبهم على مدار الأسابيع الأربعة، وأن يحصلوا في كل أسبوع على جزء من الراتب الشهري.

"صدّيق الحلبي" لاجئ سوري يعمل في متجر تركي لبيع الأجبان والألبان بالجملة، قال لـ "اقتصاد"، "إنني أفضل أن أحصل على الأجور بشكل أسبوعي وفي كل يوم سبت تحديداً".

وأوضح "الحلبي" الأسباب التي تدفعه لطلب الأجور بشكل أسبوعي قائلاً إن "هذا الأمر يشعرني بالأمان مادياً، وبالتالي لن أكون مضطراً للاستدانة من أحد، خاصة أنه لو كنت سأنتظر الراتب حتى نهاية الشهر فإنني سأكون مضطراً لسحب سلفة شبه أسبوعية حتى أتمكن من تأمين مصاريفي اليومية، وبالتالي سوف يتقلص الراتب بشكل كبير جداً نهاية الشهر".

وأضاف أن "من إيجابيات أن تكون الأجور أسبوعية هو أنك ستكون قادراً على تلبية احتياجات أسرتك فيما لو طلبت منك شيئاً مستعجلاً، ولن تكون مضطراً للتوجه لرب العمل من أجل أن تترجاه كي يعطيك سلفة على الراتب، وعلى الأغلب أنه لن يفعل ذلك".

وأكد محدثنا أن "80% من العمالة السورية وخاصة المتزوجون، يفضلون الحصول على الأجور بشكل أسبوعي وليس شهرياً".

من جهته، اللاجئ السوري "وليد الخليل" الذي يعمل في مشغل تركي للخياطة قال لـ "اقتصاد": "أنا أفضل الحصول على أجري أسبوعياً، خاصة أنني مستأجر بسكن شبابي وأحتاج أن يكون في متناول يدي مصروفي اليومي، إضافة إلى أنني أخشى أن يكون راتبي شهرياً لأنه في كثير من الأحيان أرباب العمل لا يدفعون لك في الوقت المحدد، ما يضعني في موقف محرج وسيئ مع صاحب السكن عندما يحين موعد دفع الإيجار".

وأضاف أن "نسبة كبيرة تفضل الأجور أسبوعية، لأنهم يخشون فيما لو كانت شهرية أن تتراكم لدى صاحب العمل الذي سيبدأ بالمماطلة وربما لن يكون بمقدوره دفع مستحقاتك بسبب عدم حصوله على الأموال من الجهات التي يتعامل معها مثلاً، ما سينعكس سلباً على العامل السوري وتبدأ هنا المشاكل وربما يترك السوري العمل دون الحصول على مستحقاته".

وأكد مصدرنا أن "دفع الأجور بشكل أسبوعي يلاحظ بشكل كبير في مهن الخياطة وبعض المتاجر الغذائية التي تبيع بالجملة، بينما في مهن أخرى فدفع الأجور بشكل شهري".

وأشار إلى أن "بعض أصحاب المهن يضطرون لدفع الأجور بشكل أسبوعي لأشخاص هم بحاجتهم، بعكس عمال عاديين لا يشكلون أي تأثير فيما لو تركوا العمل، وهذ الأمر يحصل في كثير من الأحيان".

وتعليقاً على ذلك قال الخبير بالشأن التركي والمهتم بأمور اللاجئين السوريين في تركيا، "إبراهيم الهايل"، في تصريحات لـ "اقتصاد"، إن "أغلب العمال السوريين العاملين في تركيا يفضلون تقاضي الأجور أسبوعيا لعدة أسباب منها: أن يضمن العامل حقه في تقاضي راتبه من قبل مشغليه، ولكي لا تحصل مماطلة في تسليم الرواتب، فهناك شريحة واسعة من العمال السوريين لا يعملون بشكل قانوني في تركيا ما يعرضهم بشكل كبير في بعض الحالات للنصب والاحتيال أو المماطلة في تسليم رواتبهم من قبل مديريهم".

وأضاف: "أيضاً، أجر العمل الأسبوعي غالباً ما يكون أجدى اقتصادياً للعمال، فإذا ما تم حساب 4 أسابيع في الشهر تكون المحصلة 28 يوماً، وهذا يعني أن بعض العاملين في الورش والمعامل والذين يقبضون راتباً أسبوعياً يحصلون على أجر أعلى من أولئك الذين يتقاضون أجورهم شهرياً".

نسبة ضئيلة جداً من اللاجئين السوريين الذين التقى بهم "اقتصاد"، أعرب عن رغبته بأن تكون الأجور شهرية، إذ قال "وائل العلي"، "أنا أفضل أن تكون أجرتي شهرية بسبب الالتزامات المتعلقة بإيجار المنزل وفواتيره، في حين لو كانت أسبوعية فربما من غير الممكن توفير إيجار المنزل نهاية الشهر".

ووافقه بالرأي اللاجئ السوري "باسل العبيسي" الذي قال أيضاً: "أفضل أجرتي شهرية بكل تأكيد حتى أشعر بقيمة تعبي وحتى أنظم مصاريفي الشهرية من إيجار منزل وفواتير".

وتواجه العمالة السورية في تركيا صعوبات عدة سواء على صعيد الرواتب المتدنية أو على صعيد ساعات العمل الطويلة، يضاف إلى ذلك عدم حصولهم على أدنى حد من حقوقهم المترتبة على أرباب العمل الأتراك إن كان على صعيد استخراج أوراق عمل رسمية لهم أو على صعيد معاملتهم كما العامل التركي من ناحية التأمين وتحسين الأجور بين فترة وأخرى.

ترك تعليق

التعليق