"كورونا".. مرضى دمشقيون لا يفضلون العلاج في المشافي العامة خوفاً من تصفيات محتملة


يعاني أبو أحمد (65 عاماً) من صعوبة بالغة في التنفس وفقدان لحاستي التذوق والشم مع ارتفاع كبير في الحرارة. مع ذلك لم يفكر في التوجه نحو إحدى المشافي العامة في دمشق لتلقي العلاج من ما يشتبه بأنه "كوفيد 19".

ويعتقد سكان -في ظل انتشار مريع للوباء العالمي في دمشق وريفها- أن الذهاب إلى المشفى في هذه الظروف، "كمن يعرض نفسه للموت". وقال 15 شخصاً من دمشق جميعهم يُشتبه بأنهم أصيبوا بالمرض إنهم لم يذهبوا إلى المشافي إذ هناك اعتقاد سائد أن البعض داخل المشافي العامة التي اكتسبت على مدار أعوام من الإهمال سمعة سيئة، "يحقنون مرضى كورونا بإبر قاتلة".

أصيب "أدهم" (41 عاماً) بارتفاع كبير في الحرارة مع مشكلة في الحنجرة جعلته لا يتمكن من النطق لعدة أيام. زار أحد الأطباء لتلقي العلاج دون أن يجري اختبار الوباء لمعرفة إذا ما كان المرض ناجماً عن إصابته بكوفيد 19.

ومع أن الطبيب نصحه باتخاذ هذا الإجراء إلا أن رفضه كان قاطعاً فـ "الخوف من الإهمال الطبي في المشفى يجعل المرء يطرد هذه الفكرة من رأسه"، حسبما يقول أدهم.

ولم يتسن الوصول إلى معلومات موثوقة حول إذا ما كانت الادعاءات التي تحدث عنها الأشخاص الـ 15 حول إبرة الموت، صحيحة.

لكن يمكن وبشكل مؤكد التحدث عن فقدان كامل للثقة بين المصابين بهذا الوباء من جهة، وبين أماكن العلاج وبعض القائمين عليه في دمشق، من جهة أخرى.

ويقيم الأشخاص الذين تحدثوا لـ "اقتصاد" عبر واتساب، في دمشق وفي مناطق قريبة من العاصمة.

تصفيات سرية

في 10/آذار الماضي أفاد تقرير بثه موقع معارض مختص بأخبار العاصمة أن السوريين المشتبه بإصابتهم بمرض (كوفيد19) في مشفى المجتهد الحكومي يتعرضون لحملة تصفية متعمدة وممنهجة.

وبثت "صوت العاصمة" التي تمتلك مراسلين داخل دمشق تقريرها قبل اعتراف النظام بحدوث إصابات بالوباء. وتتم عمليات التصفية -بحسب ما أكده الموقع- عبر إعطاء المرضى جرعات زائدة من المخدر.

وقال عدد من الأشخاص الذين تحدثوا لـ "اقتصاد" إنهم سمعوا الكثير حول عمليات التصفية التي تتم في المشافي العامة.

لذلك يفضل كثيرون العلاج داخل المنزل وبسرية تامة.

قلق وخوف

وكما تنتشر فكرة التصفيات السرية للمرضى داخل المشافي هناك فكرة سائدة لدى السكان ومنهم الأشخاص الخمسة عشر تتعلق بخشية مئات المصابين من القيام بفحص كوفيد 19 حتى لا يتم استقبالهم في الأماكن المزرية الخاصة بالعزل الصحي.

يقول "سعيد" (32 عاماً) وهو أحد من يشتبه بأنهم أصيبوا بالوباء، "أتعالج مع عدد كبير من أفراد أسرتي بالمسكنات وأجهزة الإرذاذ المنزلية".

خلال أسبوعين انتشر المرض بين أفراد أسرة سعيد. ومع تناولهم أدوية مسكنة يشعر معظمهم بالتحسن.

ترك تعليق

التعليق