"تين إدلب".. الأخضر يتراجع لصالح المجفف


يعاني موسم التين في محافظة إدلب من تراجع ملحوظ في كمية المحصول، وركود في سوق التين الأخضر، في الوقت الذي بدأ يتحسن فيه سوق التين المجفف "اليابس".

وساهمت عدة عوامل في تقلبات موسم التين لهذا العام، كتغير العوامل المناخية، وتأثر محاصيل كاملة بالمعارك الأخيرة التي شهدتها المحافظة، وضيق سوق التصريف.

المهندس الزراعي "أحمد غزال" أوضح لـ "اقتصاد" أن موسم التين لهذا العام تأخر بالنضوج نتيجة درجات الحرارة المنخفضة.

متابعاً: "لكن الموسم بدأ في حالة هجوم كما يقال بسبب ارتفاع الحرارة بشكل كبير خلال أسبوع واحد، ما أدى لطرح كميات كبيرة من التين في السوق وبالتالي انخفاض السعر مع قلة طرق التصريف".

ولا يتجاوز سعر كيلو التين الأخضر للنوعية الجيدة 1.5 ليرة تركية ما يعادل 400 ليرة سورية، وهو سعر قليل مقارنة بالأعوام الماضية.


ويعزو التجار انخفاض السعر لعدم وجود طرق تصريف جديدة، وأن ما يتم تصديره يكون عبر طرق مغلقة بالحواجز ويتم دفع أتاوات بمبالغ كبيرة للسماح بمرور البضاعة، ومعظم ثمار التين تباع للمعامل الغذائية "كونسروة".

ويقول "عبادة أبو عبدو"، كمسيون تين في بلدة سرمين، إن معظم الأهالي امتنعت عن قطاف التين الأخضر لتراجع سعره، وعمدت لتجفيفه إما عن طريق تركه على الأشجار أو على "السطح" عبر وضع الثمار تحت أشعة الشمس وتقليبها حتى تجف تماماً.

ويتابع محدثنا أن أسعار التين المجفف شهدت ارتفاعاً جيداً مقارنة بأسعارها في العام الماضي، لاسيما أن تسعيرتها ثبتت بالدولار.

ووصل سعر كيلو التين المجفف في بعض الأحيان لـ 2 دولار ونصف، وهو قابل للارتفاع لأنه في بداية موسمه، وبسبب إمكانية تخزينه فإنه قابل للتصدير ولو بعد فترة.

ويوضح "خالد الغالب" وهو تاجر تين من بلدة كفرسجنة، أن موسم جبل الزاوية من التين لم يدخل ذروته بعد وهو مختلف تماماً عن تين كامل المحافظة، ويتميز بثماره الكبيرة وقابليتها للتجفيف ويعرف بالتين "السطحي" وهو أغلى أنواع التين المجفف.

ويقول "الغالب" إنه من المتوقع أن نشهد سعراً مرتفعاً لثمار التين الجيدة نتيجة انخفاض كمية الإنتاج بعد سيطرة النظام على محاصيل تين بأكملها، وتخوف الأهالي من الاقتراب لخطوط التماس لجني محاصيلها.

وبحسب "الغالب" فإن كمية محصول تين جبل الزاوية المقدرة لهذا العام تتراوح بين 3 آلاف و4 آلاف طن بعد أن كان يصل في سنوات سابقة لأكثر من 10 آلاف طن.

ولكن المشكلة التي تواجه تجار التين هي ارتفاع سعر الشراء الآن، وربما انخفاض كبير لاحقاً، لعدم توفر طرق التصدير، وتراجع التجارة بعد أزمة كورونا.

 ويُصدّر التين من محافظة إدلب إلى العراق ودول الخليج العربي.

وتتنوع أصناف التين في محافظة إدلب ومن أشهرها السطحي والصفراوي والزعيبلي وكعب الغزال، وتتركز زراعتها بشكل أساسي بجبل الزاوية وريفه ومناطق سرمين والنيرب وريف المعرة.

ترك تعليق

التعليق