بسبب تدني قيمتها.. سوريون في إسطنبول يخشون إرسال الحوالات لذويهم بالليرة التركية


يتخوف اللاجئون السوريون في تركيا من تدني قيمة الليرة التركية مقابل العملات الصعبة وخاصة الدولار، ومن انعكاس ذلك على أسعار السلع والمواد الأساسية، في ظل تدني الأجور وقلة فرص العمل، يضاف إلى ذلك خشيتهم من عدم القدرة على الموازنة بين ما سيدخرونه من مصاريف وبين ما سيتم إرساله لذويهم في الداخل السوري، خاصة وأن الليرة السورية تشهد تحسناً طفيفاً بينما الليرة التركية تشهد تراجعاً ملحوظاً.

ومنذ أكثر من 10 أيام وسعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الواحد يتراوح بين 7.30 و 7.50 ليرة تركية، الأمر الذي بات يقلق العمالة السورية بشكل كبير جداً، في حين يتراوح سعر الليرة التركية مقابل الليرة السورية ما بين 250 و262 ليرة سورية في حلب وما حولها على سبيل المثال بعد أن كان قبل أسبوع تقريباً يصل إلى 300 ليرة سورية لليرة التركية الواحدة.

وفي هذا الصدد قال اللاجئ السوري "عمر العكو" والذي يعمل في مشغل للخياطة في مدينة إسطنبول كعامل عادي وراتبه لا يتجاوز الـ 1800 ليرة تركية شهرياً وبساعات عمل تصل إلى 10 ساعات تقريباً، في حديث لـ "اقتصاد"، إن "انهيار الليرة التركية ينعكس سلباً خاصة فيما يتعلق بالحوالات، فإن سعر التصريف يختلف في ظل تحسن الليرة السورية".

وأضاف أنه "في ظل ضخ العملة التركية في الشمال واعتمادها كعملة متداولة، حتى أن مكاتب التحويل باتت تقتطع العمولة بالليرة التركية، كل ذلك يجعل انهيار الليرة التركية له تبعات سلبية خاصة وأن العملة في الشمال السوري مرتبطة بالعملة واستقرارها داخل تركيا".

أما اللاجئ السوري "أبو أحمد الشمالي" والذي يعمل في إحدى ورش الخياطة في إسطنبول فقال "بالنسبة لي فأنا أنتظر تحسن الليرة التركية مقابل الدولار ومن ثم أرسل الحوالة لعائلتي في ريف إدلب، أما الآن فأنا مستعد للانتظار ريثما يتحسن سعرها".

وأوضح "الشمالي" لـ "اقتصاد" أن "حساسية هذا الموضوع متعلقة فقط بإرسال الحوالة المرتبطة بمسألة تحسن الليرة التركية من عدمه، أما في حال وصل المبلغ حسب سعر السوق الحالي فإن العائلة لن تعاني كثيراً في مصاريف حياتها اليومية، لكن الأمر ينعكس على من سيرسل الحوالة والذي يطمع دائماً في سعر الصرف المناسب وليس المتدني ما يشكل له الخسارة".

وأعرب المصدران عن خشيتهما من ارتفاع الأسعار في قادمات الأيام داخل تركيا نفسها، في حال بقيت الليرة التركية تعاني مقابل العملات الصعبة.

وفي هذا الصدد قال الخبير الاقتصادي الدكتور "فراس شعبو" لـ "اقتصاد" إن "المواطن السوري والجالية السورية يعيشون بحالة لا يحسدون عليها خاصة من يقومون بالتحويل للداخل السوري في ظل تحسن الليرة السورية وانخفاض قيمة الليرة التركية".

وأضاف أن "الارتفاع الهائل للأسعار في الداخل السوري يجعل من قيمة الحوالة لا تكفي شيئاً هذا إذا استطاع الشاب السوري أو العامل السوري تحويل جزء من دخله إلى أهله في الداخل السوري كما هو حاصل منذ فترة ليست بقليلة".

وتابع: "اليوم مع توقف الأعمال وتدهور قيمة العملة التركية وارتفاع الأسعار المستقبلي للسلع الأساسية، سوف يشكل ذلك مشكلة أساسية وكارثة على أهلنا في الداخل خاصة الذين كانوا يعتمدون على تحويلات دورية من أقارب لهم وكانت تصلهم بشكل أو بآخر عن طريق بعض الصرافين بشكل رسمي أو غير رسمي، ولكن كانت تصرف بأسعار مختلفة. واليوم مع تدهور قيمة الليرة التركية وتحسن الليرة السورية نوعاً ما، أدى لانخفاض قيمة الحوالة وهذا أثر على المواطنين في الداخل السوري".

وأضاف أنه "إذا افترضنا أن الجالية السورية في تركيا قادرة على التحويل، إلا أن الوضع الاقتصادي بتركيا ليس جيداً بما فيه الكفاية، فكثير من المهن لم تعد للعمل كسابق عهدها، وكثير من السوريين لم يعودوا لأعمالهم كون المهن باتت تعتمد على العمالة الرخيصة وبعض المهن تعتمد على التصدير والصناعة والتجارة أيضاً، لكن الصادرات توقفت بشل كبير جداً وهذا الأمر انعكس بشكل كبير على التجار السوريين والعمالة السورية".

ولفت "شعبو" الانتباه إلى أن "العامل السوري يعيش بحالة من الارتباك بعكس العامل التركي الذي يوجد من يحميه إضافة لوجود دولة تقوم برعايته وتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات، بينما المواطن السوري لا يستطيع تأمين هذا الحد الأدنى إلا من خلال بعض المساعدات الدولية أو المساعدات التي تقدمها تركيا للسوريين".

وتؤوي تركيا نحو 4 ملايين لاجئ سوري، يواجهون ظروفاً معيشية صعبة في ظل عدم قدرتهم على الحصول على فرصة عمل، وفي حال تم الحصول عليها فإنهم يتعرضون للاستغلال من أرباب العمل الأتراك، إضافة لساعات العمل الطويلة.

ترك تعليق

التعليق