القابون.. حديدها لـ حمشو، وباب الاعتراض على مخططها يكاد يُغلق


رغم الوعود الكبيرة، لا يزال حي القابون يشهد توسعاً في رقعة الدمار، نتيجة عمليات الهدم المتكررة التي تقوم بها قوات النظام، في مناطق متفرقة من الحي.

صور خرائط غوغل الأخيرة تظهر تحول الحي، ابتداء من منطقة البعلة بالقرب من فرع المخابرات الجوية، ووصولاً إلى منطقة جسر الحوارنة، إلى ساحة كبيرة من الدمار، تخلو من أي بناء أو وحدة سكنية.

عمليات نهب للحديد في الحي

شهد حي القابون في الأسابيع الأخيرة، عمليات استخراج للحديد من منطقة مشروع علوان، والذي كان قد دمر بشكل شبه كلي خلال المعركة التي اندلعت في شباط عام 2017 وانتهت بسيطرة النظام على الحي، حيث أكمل النظام بعدها عمليات الهدم والتفجير للأبنية في المنطقة.

عمليات استخراج الحديد يشرف عليها اليوم، أحمد البغدادي ابن المدعو: "سميح البغدادي"، أحد أبرز الأسماء في وفد المصالحة الذي كان له دور كبير في تهجير مقاتلي الحي، بالاشتراك مع أحد أقربائه من حي برزة المجاور للحي، والمدعو: محمد خير شحرور، حيث قاموا بإدخال معدات وآليات تعمل على طحن البيتون، لاستخراج الحديد الموجود داخله كالأسقف والدعائم الرئيسية.

الحديد المستخرج من المنطقة، يباع لمعامل إعادة التصنيع التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال: محمد حمشو، والموجودة في منطقة عدرا الصناعية قرب دمشق.

المخطط التنظيمي
 
أصدرت مديرية محافظة دمشق، المخطط لتنظيمي لحي القابون بعد قرابة 3 أعوام على تهجير مقاتليه، وتوسع رقعة الدمار بشكل كبير داخله. وأبقت المحافظة من خلال المخطط على كلية الشرطة والأبراج السكنية الموجودة شرقها، إضافة إلى الإبقاء على مقبرة القابون والأبراج السكنية الموجود شرقها أيضاً.

المنطقة المنظمة في أبو جرش سيتم الحفاظ عليها في حين سيتم العمل على تنظيم المنطقة غير المنظمة هناك، أما بالنسبة لشمولية المخطط فهو يطال المنطقة بين اوتستراد دمشق-حمص جنوباً وحتى طريق الوحدات الخاصة شمالاً، ومن طريق مساكن برزة غرباً حتى طريق مؤسسة الكهرباء متضمنة جميع الحارات كـ (بستان الدهاش- محيط مسجد الحسن مع المحافظة على المسجد- مزرعة الحمام- العارضية- البعلة- مشروع علوان- سوق التهريب- محيط مخفر الشرطة- محيط ساحة القهوة)، حيث يبدأ المخطط من اوتستراد دمشق-حمص جنوباً بمساحة خضراء بعرض 50 متر باتجاه الشمال، يليها منطقة استثمارية لم تتضح معالمها بعد بعرض 50 متراً أيضاً، ومن ثم طريق يصل شرق القابون بغربها بعرض 24 متراً مروراً بشركة بردى، بعدها تبدأ الأبراج السكنية بالتدرج من ارتفاع 8 طوابق ووصولاً إلى 16 طابقاً (8-10-12-14-16).

من غرب الحي باتجاه الشرق ستكون هناك منطقة خضراء أيضاً بعرض 50 متراً مماثلة للمنطقة التي تبدأ من جنوب الحي، يليها أبراج سكنية مشابهة للأبراج الممتدة من الجنوب إلى الشمال، ومن ثم طريق بعرض 24 متراً يصل المنطقة من مسجد الغفران وحتى الفرن الآلي وصولاً إلى منطقة العارضية، يلي الطريق صفين من الأبنية السكنية وخلفها مباشرة منطقة خضراء أخرى وبعدها أبراج سكنية مشابهة أيضاً لما سبق.

أما بالنسبة للأسواق التجارية فستمتد على طول الطريق من شرق المقبرة مروراً بالحارة الفوقانية وحتى منطقة سوق التهريب ومشروع علوان، في حين سيمر طريق يصل بلدية الحي بمؤسسة الكهرباء بعرض 28 متراً. أما منطقة أبو جرش، فغير المنظم منها سيتحول إلى أبراج سكنية ومجمعات تجارية.

كيفية إثبات الملكية

بعد تصديق المخطط التنظيمي، وبعد طلب مجلس المحافظة، يتقدم المالكون بأوراق ومستندات ملكيتهم إلى المحافظة في وقت تحدده الأخيرة لاحقاً، حيث سيتم توزيع الأسهم بالمقاسم الجديدة على المالكين في المنطقة، في حين أنه لا يهم إلى ماذا ستتحول المنطقة بالنسبة للمالك فالجميع سواسية في توزيع الأسهم، وفق ما جاء في منشور نشره المهندس منير اجنيد، رئيس الفرقة الحزبية سابقاً، وأحد أبناء الحي المؤيدين للنظام.

عمليات شراء منذ عام 2014

شهدت المنطقة التي سيطرت عليها قوات النظام عام 2013، والمتمثلة بالمنطقة الصناعية، وقطاع صالة المهند، عمليات شراء للأراضي من مالكيها بأثمان زهيدة، من قبل كل من: عيسى الصغير، وطاهر البعلي، وسميح البغدادي، بشكل رئيسي. في حين ازدادت أعداد القائمين على عمليات الشراء عقب تهجير مقاتلي الحي لتشمل معظم العاملين في وفد المصالحة، مستغلين الظروف الصعبة للأهالي عموماً، والمهجرين منهم خصوصاً، وبالتحديد من ستتحول منازلهم إلى مناطق خضراء أو طرقات.

اعتراض على المخطط

يحق للأهالي من أصحاب الأراضي على المخطط التنظيمي، الاعتراض خلال مدة 20 يوماً فقط من تاريخ الإصدار، أي حتى 25 من الشهر الجاري، حيث يتم الاعتراض في مبنى المحافظة في الدور الخامس، في الغرفة رقم 554. أما بالنسبة للمغتربين فيحق لأقربائهم الاعتراض بدلاً عنهم بمجرد إحضار رقم العقار وصورة هوية المالك.

يذكر أن المخطط التنظيمي لم يحدد مصير مؤسسة الكهرباء، الموجودة في منطقة البعلة، والتي تحولت لمقبرة للشهداء بين عامي 2013 و 2017.

ترك تعليق

التعليق