اختطاف القُصّر في شمال شرق سوريا.. ثلاثة أسباب محتملة


أكدت شبكات إخبارية محلية شرقي سوريا، تصاعد عمليات خطف الأطفال في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية - قسد.

ووثق موقع "الخابور" حالات اختطاف عدة للأطفال منذ مطلع الشهر الجاري، في مناطق سيطرة "قسد"، موضحاً أن حالات الاختطاف سُجلت في كل من عين العرب (كوباني)، وريف حلب (منطقة الشهباء)، والحسكة وريفها.

وعزا رئيس "الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة"، مضر حماد الأسعد، في حديثه لـ"اقتصاد"، تصاعد وتيرة اختطاف الأطفال إلى أسباب عدة، في مقدمتها، ضعف الإقبال على الالتحاق الطوعي من قبل الشباب للقتال في صفوف "قسد".

لقاء الفدية

وأضاف، أنه كذلك في حالات أخرى يكون الاختطاف بهدف الحصول على مبالغ مالية من قبل الأهالي، مقابل إطلاق سراح الأطفال، مشيراً إلى أمر في غاية الخطورة، وهو الاتجار بالأعضاء البشرية.

وقال الأسعد، إن تجارة الأعضاء البشرية تشهد رواجاً في مناطق "قسد"، لافتاً إلى اتهام منظمات حقوقية عاملة في شمال شرق سوريا لـ"قسد" بالاتجار بالأطفال.

مصدر من عين العرب "كوباني" أكد لـ"اقتصاد"، أن حالة خوف تسود الأوساط بسبب الأنباء عن حالات اختطاف الأطفال، مشيراً إلى أنباء متناقلة عن انتعاش ظاهرة المتاجرة بالأعضاء البشرية.

وكانت رئيسة منظمة أوركيد لرعاية الأيتام، ديلان كامل، قد أثارت في وقت سابق العديد من الاتهامات لـ"قسد" حول اختفاء آثار أطفال تم إخراجهم من مخيم الهول بريف الحسكة.

وأوضحت أن 36 طفلاً أخرجوا من مخيمات تديرها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ثم ظهرت إجابات متناقضة بعد السؤال عن مصيرهم، كما قالت.

من جانبه، نفى مكتب الدفاع التابع لـ"قسد"، في بيان، صحة الأنباء عن تجنيد الأطفال، معتبراً أن كل ما يقال عن ذلك يندرج في إطار "الصحافة الصفراء، للنيل من الانتصارات التي حققتها قسد ضد الإرهاب العالمي ومن التضحيات الجسام".

وأضاف البيان، نؤكد للرأي العام أن الإدارة الذاتية ملتزمة بالاتفاقات والتفاهمات التي أبرمتها مع المجتمع الدولي، ومنها الاتفاقية الموقعة مع الأمم المتحدة في العام ٢٠١٩، والتي تنص على إنهاء ومنع تجنيد الأطفال.

ولم يكن نفي "قسد" مقنعاً، ليقوم نشطاء على الفور بالرد على البيان بنشر تفاصيل لأكثر من حادثة اختطاف أطفال بهدف التجنيد، سجلت مؤخراً.

وفي هذا السياق، أكد  مصدر محلي من عين العرب (كوباني) لـ"اقتصاد"، تنظيم وقفات في عدد من القرى التابعة للمدينة، تنديداً بعمليات الاختطاف، وتحديداً بعد اختطاف طفلتين من قرية سفتك، قبل أيام.

من جانبه طالب الكاتب الكردي جان دوست، برفع الصوت عالياً استنكاراً لظاهرة اختطاف الأطفال، وقال على صفحته الشخصية في "فيسبوك": "لا تنتظر أن تصل النار إلى خيمتك لتبدأ بالصراخ، ارفع صوتك حين تحترق خيمة جارك فلعلك تنجو من الحريق"، وأضاف: "خطف وتجنيد القاصرين والقاصرات جريمة كبرى، والسكوت عن الخطف جريمة أكبر، أما تبرير الجريمة لا نجد اسماً يليق به، فهو نذالة مطلقة".

يذكر أن مظلوم عبدي قائد "قسد"، كان قد وقّع على خطة عمل مع الأمم المتحدة، في العام الماضي، بهدف منع تجنيد الأطفال في شمال شرق سوريا.

ترك تعليق

التعليق