معبر وحيد لمساعدة الشمال السوري.. ما تبعات ذلك على سكان المنطقة؟


رغم نجاح مجلس الأمن الدولي وبعد 4 جولات ماراثونية في تبني قرار لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية للسوريين في عموم الشمال السوري، إلا أن التساؤل الأبرز هو عن مدى تبعات ذلك على حياة 6 ملايين إنسان في تلك المنطقة بعد اختيار إيصالها عن طريق معبر واحد فقط.

وحذر فريق "منسقو استجابة سوريا" المعني بتوثيق احتياجات النازحين والمهجرين شمالي سوريا (في منطقتي إدلب وحلب)، من تبعات التخلي عن معبر "باب السلامة" الحدودي واعتماد معبر "باب الهوى" منفذاً وحيداً لإيصال المساعدات.

وقال مدير الفريق المهندس "محمد الحلاج" لـ "اقتصاد"، إنه "سيكون هناك مشاكل كبيرة، خاصة وأنه سيتم حرمان أكثر من مليون و300 ألف نسمة من مناطق الريف الشمالي لحلب من المساعدات الأممية التي كانت تصل عن طريق باب السلامة".

وأضاف أن "هناك مخاوف من زيادة في أعداد المخيمات وسيضطر النازحون الذين يقطنون منازل بالإيجار إلى التنازل عن دفع إيجارات المنازل واللجوء للسلة الغذائية والتوجه للمخيمات في حال قطعت عنهم وبقي توجيه المساعدات لقاطني المخيمات فقط".

وأشار إلى أنه "في حال انقطاع المساعدات الإنسانية فسيؤدي ذلك لارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، وحتى على نطاق المساعدات الطبية المقدمة وخاصة بشكل مجاني، فإنه سيكون هناك انخفاض بالدعم بعد توقف أو شح المساعدات الأممية".

وحذر "الحلاج" أيضاً من مسألة انتشار كورونا وقال، إن "زيادة عدد الناس في المخيمات سيفسح المجال أمام انتشار حالات الإصابة بشكل أكبر، كون الناس ستلجأ للمخيمات للحصول على المعونات الغذائية".

واعتبر آخرون أن القرار "مسيّس"، في ظل الضغوطات التي مارستها روسيا على مجلس الأمن واستخدام "الفيتو" مرتين.

وقال رئيس مجلس إدارة منظمة "سند"، المهندس "سعيد نحاس" لـ "اقتصاد" إن "معبراً واحداً لا يكفي ولا بد من استمرار تدفق المساعدات عبر باب السلامة وإلا لزادت الكارثة الإنسانية في شمال حلب ومنطقة نبع السلام".

وأضاف أن "2 مليون نسمة سوف يتضررون بشدة لو توقفت المساعدات من باب السلامة، وكان على الولايات المتحدة أن تمنع صدور هكذا قرار، فالقرار مسيس وفرضته روسيا وخضعت له الدول ولا أحد يسمع معاناة السوريين".

وأشار أن "على الدول المانحة أن تستمر بشكل فردي في إدخال المساعدات دون المرور بالأمم المتحدة وآلياتها".

ورصد "اقتصاد" موقف القائمين على المعابر الحدودية عقب قرار مجلس الأمن الدولي واختصار مسألة إيصال المساعدات بمعبر وحيد، وخاصة القائمين على معبر "باب السلامة" الحدودي.

وقال مدير المعبر العميد "قاسم القاسم" لـ "اقتصاد" إن "استثناء معبر السلامة فيه إجحاف وظلم، كونه يخدم أكثر من 2 مليون نازح ضمن مناطق عفرين واعزاز والباب وجرابلس، إضافة لوجود أكثر من 20 مخيماً، يضاف إلى ذلك كل المجالس المحلية في المنطقة كانت تقدم المساعدات للأهالي المسجلة لديها".

وحذر أنه "مع إغلاق المعبر نتوقع حدوث مشاكل كبيرة جداً، وسيكون هناك ضياع للوقت والجهد وظلم للسكان الذين ينتظرون المساعدات".

وأوضح أن "حجم المساعدات التي كانت تدخل كبيرة جداً، فمنذ بداية العام الجاري وحتى تاريخ 12 تموز الجاري، دخل عن طريق المعبر أكثر من 3600 شاحنة مساعدات إنسانية وبالتالي كان يدخل إلينا 7000 أو 8000 شاحنة في العام، وبالتالي استثناء المعبر من دخول المساعدات سيؤثر جداً على معبر باب الهوى وسيزيد من الضغوط عليه، إضافة لتأثيراته على المنطقة التي تتبع لمعبر باب السلامة بشكل كبير جداً".

أما "مازن علوش" مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في معبر "باب الهوى"، فقال لـ "اقتصاد"، إنه "حتى الآن لا يوجد أي شيء واضح فيما يخص تبعات اختيار معبر وحيد لإيصال المساعدات الإنسانية، وربما في الأيام القادمة ستتوضح الصورة بشكل أكبر".

وأضاف "نحن جاهزون لاستقبال أكبر عدد ممكن من الشاحنات الإغاثية كونه يوجد لدينا بنية تحتية ممتازة وكوادر مختصة ومستعدون للعمل على مدى 24 ساعة".

ورأى "علوش" أن "القرار سيتسبب بمشاكل كبيرة للمدنيين في الداخل السوري، وهو قرار غير جيد إذ كنا نتوقع أن يزداد عدد المعابر لا أن تقل أو تبقى على حالها من خلال معبري باب السلامة وباب الهوى".

وأشار إلى أن "التعنت الروسي الصيني فرض رأيهم على مجلس الأمن في هذا القرار، ولا ندري ما السبب الرئيس وراء اختيار روسيا لمعبر باب الهوى فقط".

وأوضح "علوش" أنه "من المتوقع خلال نهاية شهر تموز الجاري استئناف دخول الشاحنات الإغاثية الأممية عبر باب الهوى، ونحن بدورنا سنسهل إيصالها وتسليمها لمندوبي المنظمات التي تتشارك الأمر مع الأمم المتحدة".

يشار إلى أن روسيا اشترطت على مجلس الأمن، في كانون الثاني الماضي، تخفيض عدد نقاط الدخول إلى سوريا من أربع نقاط إلى اثنتين (باب الهوى وباب السلامة)، كما أنّها خفّضت مدّة التفويض وجعلته لـ 6 أشهر بدلاً من سنة كما كان معمولاً به في السابق، وإغلاق معبري اليعربية في العراق والرمثا في الأردن في وجه إيصال المساعدات.

ترك تعليق

التعليق