من هو صاحب معمل الورق الذي تم تهريب الحبوب المخدرة داخله إلى إيطاليا..؟


في الخامس من الشهر الجاري، فوجئت الأوساط الاقتصادية بالإعلان عن افتتاح معمل لإعادة تدوير الورق، في منطقة الشيخ نجار في حلب، بطاقة إنتاجية 150 طن يومياً، ليكون المعمل الأول من نوعه في سوريا، وذلك بعد توقف هذه الصناعة في البلد في العام 2012، على إثر انسحاب رجل الأعمال المعروف نبيل الكزبري، من تشغيل واستثمار معمل الورق في دير الزور، الذي كان المعمل الوحيد في سوريا.

صاحب المعمل الجديد، رجل أعمال حلبي مغمور، يدعى عبد اللطيف حميدة، وقد انتشرت له في الآونة الأخيرة عدة صور تجمعه مع رئيس اتحاد غرف الصناعة فارس الشهابي، والمفتي أحمد حسون، في أعقاب افتتاح المعمل من قبل وزير الصناعة معن جذبة، وهو ما أثار العديد من التساؤلات عن هذا الشخص ومن يكون، سيما وأن كنيته أعادت للذاكرة رجل المخابرات الحلبي الشهير عمر حميدة، الذي تولى فرع أمن الدولة في حلب منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي وحتى منتصف التسعينيات، وكان ذو سطوة كبيرة، استخدمها حافظ الأسد في محاربة الأخوان المسلمين في حلب، ومن ثم لإرهاب أهالي المحافظة.

لم تستطع العديد من المواقع الإعلامية، أن تؤكد حقيقة الصلة بين صاحب معمل الورق وبين رجل المخابرات، وفيما إذا كان هناك قرابة مباشرة بينهما، إلا أنه بحسب ما يقول أهالي حلب، فإن جميع أفراد عائلة حميدة، لازالوا يستفيدون من سطوة رجل مخابراتهم، عمر حميدة، على الرغم من أنه مات قبل سنوات عديدة.

وبالعودة إلى معمل الورق، فقد كان مفاجئاً أن يؤسس رجل أعمال مغمور معملاً تقدر تكلفة إنشائه بأكثر من 20 مليون دولار، فيما تشغيله يحتاج إلى أضعاف هذا الرقم.. ثم إن الإعلان عن افتتاح المعمل تزامن مع إعلان السلطات الإيطالية عن مصادرة كميات هائلة من الحبوب المخدرة المعبأة بلفائف الورق المصنعة حديثاً، وهو ما جعل جميع الأنظار تتجه إلى هذا المعمل، كونه الوحيد في سوريا، بالإضافة إلى أن دريد الأسد ابن عم بشار الأسد، أشار صراحة في منشور كتبه على "فيسبوك"، إلى هذا الأمر، متهماً جهات لم يسمها، بأنها جعلت اسم السوري في الأرض، بعد أن تعددت أساليب تهريب الحبوب المخدرة باستخدام المنتجات السورية.

مصادر إعلامية في المعارضة، تحدثت عن أن المسؤول المباشر عن معامل تصنيع الحبوب المخدرة في سوريا، هو سامر كمال الأسد، ابن عم بشار الأسد، مشيرة إلى أن المعمل الذي جرى تدشينه عبر حفل افتتاح ضخم، في الخامس من الشهر الجاري،  وبحضور عدد كبير من المسؤولين، كان يهدف لإبعاد الشبهة عن الشحنة التي تم إلقاء القبض عليها للتو، والقول بأن المخدرات لا يمكن أن تكون مخبأة ضمن إنتاج هذا المعمل، لأنه لم يباشر عمله بعد.. بينما على أرض الواقع وبحسب مصادرنا الخاصة، فإن الإنتاج في المعمل كان قد انطلق قبل أكثر من شهر.

ترك تعليق

التعليق