قصّابون في طريقهم للتوقف عن ممارسة مهنتهم في درعا.. تعرّف على الأسباب


شهدت أسعار اللحوم الحمراء في محافظة درعا خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعاً كبيراً أدى إلى إحجام الكثير من الأهالي عن استهلاكها لعدم قدرتهم على مجاراة أسعارها التي وصلت إلى ارتفاع غير مسبوق.
 
وأكد عدد من القصابين أن الإقبال على استهلاك اللحوم تراجع بنسبة كبيرة خلال فترة ما بعد عيد الفطر، حتى بات أكثر من قصاب يشتركون في ذبح عجل واحد يتم تقاسمه فيما بينهم، بعد أن كان كل قصاب ينفق ذبيحة كاملة يومياً.

ولفت "محي الدين قاسم"، 36 عاماً، وهو قصاب غنم من ريف درعا الأوسط، إلى أنه طيلة اليوم لا يبيع أكثر من ذبيحة واحدة، أو بعض الكيلوغرامات مقارنة مع أيام رمضان، الذي كانت تتجاوز مبيعاته خلالها ما بين أربع وست ذبائح على الأقل.

وعزا تراجع الإقبال على شراء اللحوم إلى ارتفاع الأسعار، التي تجاوزت كل الحدود الممكنة، حسب تعبيره، إضافة إلى عدم توفر سيولة مالية بأيدي المواطنين، بعد أن انهارت قيمة الليرة السورية، وتوجه الأسر إلى الاكتفاء بشراء المواد الأساسية، والاستغناء عن باقي المواد الأخرى.

وقال: "نجلس طيلة النهار من أجل بيع كيلوغرامات قليلة والأرباح لا تكفي لسد مصاريف المحل من أجور ورسوم"، موضحاً أنه بصدد إغلاق محله، والبحث عن مصدر رزق آخر ريثما تتحسن الأمور.

وأضاف أن سعر كيلو لحم الغنم يتجاوز الآن الـ 12 ألف ليرة سورية، ولحم البقر 10 آلاف ليرة سورية على الأقل (وفي بعض المناطق أكثر من ذلك)، فيما بلغ سعر كيلو الفروج 2500 ليرة سورية، لافتاً أن الناس باتت تشتري اللحوم الآن بالحدود الدنيا، وبالغرامات، ولحم الفروج بالقطعة، وقلما تشاهد أحداً يشتري كميات كبيرة.

وأضاف أنه رغم توفر المراعي، واستغناء المربين عن تقديم العليقة العلفية للمواشي، كون المراعي متوفرة في موسم الحصاد، إلا أن أسعار الذبائح من أغنام وأبقار مرتفعة جداً والمربي دائماً يطلب أسعاراً خيالية ثمناً للرأس الواحد أو للكيلو القائم.

فيما أكد "شاهر. ع"، 30 عاماً، وهو قصاب ترك محل القصابة وتوجه إلى التجارة بالمواشي الحية، أن الأسعار العالية حدت من نشاطات محلات القصابة، لافتاً إلى أن سعر الخروف أو النعجة يصل إلى ما بين 300 و400 ألف ليرة سورية، ولا يحقق الأرباح المرجوة في حالة ذبحه، فيما يصل سعر العجل أو البقرة، إلى ما بين 2 مليون و3 ملايين ليرة سورية.

وأضاف أن سعر كيلو الغنم الواقف تضاعف عدة مرات، وذلك حسب الوزن، موضحاً أن أسعار الكيلو تتراوح ما بين 5000 و7500 ليرة سورية، فيما يصل كيلو العجل الواقف إلى 3800 ليرة سورية لوزن 400 كغ وما فوق.
 
ويقول "أبو سامر"، 50 عاماً، وهو مربي ماشية من ريف درعا الأوسط إن ارتفاع أسعار اللحوم، يعود إلى ارتفاع أسعار المواشي، موضحاً أن رأس الغنم بات ثمنه أكثر من 200 ألف ليرة سورية.

وعزا الارتفاع في الأسعار، إلى زيادة الطلب على الماشية لا سّيما في هذا الوقت من العام، والذي يتزامن مع قرب عيد الأضحى، ورغبة الكثير من المربين في تسمين المواشي، لبيعها لاحقاً بأسعار عالية.

من جهته، رأى "سليم. م"، 42 عاماً، وهو أحد التجار في ريف درعا الغربي، أن ارتفاع الأسعار سببه عمليات التهريب، التي تتعرض لها الثروة الحيوانية، إضافة إلى تراجع أعداد المواشي، نتيجة عزوف الكثير من المربين عن ممارسة هذه المهنة، لعدم قدرتهم على تأمين تكاليفها المالية المرتفعة، وذلك بعد أن تخلت حكومة النظام عن تقديم أية مساعدات لأصحاب الثروة الحيوانية.

ولفت إلى أن أعداداً كبيرة من الأغنام يتم تهريبها إلى الأردن والعراق ولبنان، على مرأى ومسمع من سلطات النظام وأجهزته الأمنية، مشيراً إلى أن رأس الغنم الذي يتم تهريبه، يباع بأسعار تصل إلى 400 دولار أمريكي.

من جهتها، حددت مؤسسات النظام المعنية في محافظة درعا، سعر كيلو لحم الخروف خالي الدهن بـ 8500 ليرة سورية، فيما حددت سعر كيلو لحم العجل بـ 7500 ليرة سورية، وذلك وفق آخر تعرفة أصدرتها.
 
يشار إلى أن عدد الأغنام والماعز في المحافظة وصل، وبحسب آخر إحصائية أجرتها مديرية زراعة النظام، إلى 750 ألف رأس، إنتاجها السنوي من اللحوم يقدر بحوالي 6900 طن، فيما بلغ عدد الأبقار نحو 321 ألف رأس، إنتاجها السنوي 900 طن من اللحوم.


(الصورة المرفقة أرشيفية)

ترك تعليق

التعليق