هل سُرقت أعضاء أطفال بشمال شرق سوريا؟، وهل تورط مسؤولون إماراتيون؟


شرعت الإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديموقراطية – شرق سوريا، منذ أيام، بإجراء إحصاء للنساء والأطفال داخل مخيم الهول.

 وتأتي هذه الخطوة بعد اتهامات رئيسة منظمة أوركيدا لرعاية الأيتام، "ديلان كامل"، للإدارة والهلال الأحمر الإماراتي، بانتهاك حقوق القاصرات وعمليات مشبوهة لتجارة أعضاء الأطفال. ودعت "كامل" في تغريدات على حسابها الشخصي في "تويتر"، الهيئات والمنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق المرأة إلى زيارة مخيم "أبوقبيع" الواقع على بعد 14 كيلومتر -غرب ‎الرقة- للإطلاع على دور مسؤول منظمة الهلال الأحمر الإماراتي في مناطق الإدارة الذاتية "خالد خميس"، الذي يقوم بتمويل تجنيد الفتيات القاصرات في صفوف وحدات حماية الشعب الكردي "بي كي كي".

 وكشفت الناشطة الإغاثية أن ‏المدعو "خالد خميس" ما هو إلا ضابط أمن إماراتي يرتدي سترة الهلال الأحمر وله دور كبير في تحريض عشرات البنات القاصرات على الهروب من بيوتهم والالتحاق بصفوف وحدات حماية الشعب الكردي مقابل 250 دولار شهرياً وسلة غذائية شهرية، مشيرة إلى أن لديه 9 مكاتب في مدينة الرقة تعمل بغطاء إنساني يديرها مجموعة من موظفي وأذناب الإدارة الذاتية الكردية وتقوم بإذلال الناس مقابل علبة زيت وكيلو رز وكيلو برغل أسبوعياً ولا يمكن الوصول لهذه المساعدات الغذائية دون مقابل حتى وإن كانت معلومات تجسسية.

 وكشفت الناشطة أن المذكور قام بسحب جهاز غسل الكلى من مركز تابع لمنظمة أوركيدا تسلمه من الهلال الأحمر الإماراتي قبل 3 سنوات وألقى به في مستودع يتبع لهم في منطقة الجرنية مما سبب لعشرات المرضى مشكلة كارثية وأزمة نفسية وعرضهم للموت.

 واتهمت رئيسة المنظمة التي تتخذ من الرقة مقراً لها، الهلالَ الأحمر والإدارة الذاتية بعمليات تجارة بأعضاء البشر كاشفة أن هناك 36 طفلاً تم نقلهم عبر الهلال الأحمر الاماراتي من مخيمات "قسد" إلى الإمارات بحجة (كفالة أيتام) وبمشاركة مسؤولي الإدارة الذاتية، وما زال مصيرهم مجهولاً. وتتحدث ديلان عن وثائق تثبت ذلك.

ودفعت اتهامات ديلان، التي أحدثت ضجة كبيرة، دولة الإمارات إلى تغييرات إدارية في الهلال الأحمر الإماراتي. وأصدر ممثل حاكم الظفرة في الإمارات العربية المتحدة "حمدان بن زايد آل نهيان" قراراً بإعادة تشكيل مجلس إدارة الهلال الأحمر، ويرجّح ناشطون أن هذه الخطوة تأتي بهدف لملمة هذه الفضيحة والإدعاء في حال فتح الملف بأن ما جرى شرق سوريا مجرد تصرفات فردية على طريقة النظام في التستر على جرائمه.


ولم يتسن لـ"اقتصاد" التحقق من هذه الاتهامات المتضاربة ولم يتم التعليق عليها من أي جهة أو منظمة رسمية بما في ذلك الجهات المعنية بهذه الاتهامات.

الصحفي "أحمد طلب الناصر" الذي كان له دور في تسليط الضوء على هذه الفضيحة إن صحت معطياتها، روى لـ"اقتصاد" أنه بعد انتشار تغريدات رئيسة منظمة الأيتام، ديلان كامل، ووصلت عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي، كان الموضوع كما يقول، حساساً ومستفزاً لأنه يتعلق بقضية الأطفال وبيعهم والإتجار بأعضائهم البشرية حسب اتهامات ديلان، ونظراً لعمله الصحفي وتواصله مع مراكز حقوقية تهتم بالإنتهاكات الإنسانية رأى أن هذا الموضوع يحتاج لمتابعة، واستدرك أن تعامله مع القضية كان من منطلق أن هناك قضية مطروحة واتهامات ولكنها غير واضحة أو مؤكدة وبدأ كما يقول بفكرة كتابة تقرير خبري مبدئياً حول القضية وعدم الاقتصار فيه على التغريدات كما فعلت بعض المواقع بل سعى للتواصل مع الجهة المتهمة وتمكن من الحصول على إيميل ديلان كامل دون التأكد من أن هذا اسمها الحقيقي أم لا.

وتابع المصدر أن تجاوبها كان جيداً وطلبت منه أسئلة للرد عليه وتزويده بالتفاصيل وكانت رغبته أن يكون التقرير موسعاً ويأخذ رأي الأطراف الأخرى ولكنه لم يتلق إجابات وافية من تلك الأطراف وفوجىء بعد نشر التقرير في موقع منظمة "مع العدالة"، بردة فعل غير متوقعة من أشخاص كان يعدهم مقربين ووصل الأمر إلى حد التهديدات وتحولت المسألة من قضية حقوقية وإنسانية تتعلق بأطفال إلى مآلات أخرى لم تكن بالحسبان بل اتهمه البعض –كما يقول- بنشر خطاب كراهية وحاول البعض الآخر تعكير علاقته بموقع "مع العدالة" الذي نشر التقرير مطالبين إياه بسحبه.

وأعرب الناصر عن أمنيته بأن يكون هناك رد واضح وصريح تجاه هذه الاتهامات سواء كانت صحيحة أو باطلة، مؤكداً أن منظمة أوركيدا كلفت محامين وحقوقيين بمتابعة هذا الموضوع ولكنهم لم يتوصلوا لنتيجة حتى الآن.

وكشف الناصر أن الإدارة الذاتية وبعد ساعات من نشر تغريدات ديلان كامل سارعت إلى إجراء عملية إحصاء للنساء والأطفال الموجودين في مخيم الهول لأول مرة مما يضع إشارات استفهام حول توقيت هذه الخطوة ودوافعها، وما يثير الشكوك أكثر –بحسب المصدر- هو عدم رد الإدارة الذاتية على الاتهامات ونفيها.

وحاول "اقتصاد" التواصل مع "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" و"الهلال الأحمر الإماراتي" من خلال صفحتيهما على "فيسبوك" لاستيضاح رأيهما ولم يتلق رداً من أي منهما لذا يترك الباب موارباً لأي رد أو تصويب بخصوص هذه الإتهامات.



ترك تعليق

التعليق