عروسة الزعتر.. وداعاً


تتلاشى حياة السوريين التي اعتادوها قبل الحرب أو حتى زمن قريب، وتتبدل صباحات أطفالهم التي كانت ترضيها وقت الضيق (عروسة زعتر) لا ترهق العائلة، وتشبع بطن الصغير، ولكنها اليوم تصبح عبئاً على الأسرة بعد ارتفاع أسعار الزعتر والزيت، وتهاوي قيمة الليرة إلى أرقام قياسية بسبب حرب النظام وسياساته الاقتصادية، ولصوصه.

المنقوشة بـ 250 ليرة

المناقيش أو الفطائر التي كانت فطوراً عابراً للسوري الذاهب لوظيفته، أو ليوم الجمعة حيث يكون الإفطار العائلي مختلفاً فعندما لا ترغب العائلة بالفول والتسقية والحمص يكون البديل هو الفطائر بأنواعها، وهي طقس دمشقي بسيط ولذيذ.

صفحة (دليلك في ضاحية قدسيا) نشرت فاتورة أحد محلات الفطائر في المدينة والتي عكست مدى الغلاء الذي وصلت إليه أسعارها، وجاءت التعليقات لتلعن الغلاء وأسبابه.

الفاتورة المنشورة رصدت أسعار بعض أنواع الفطائر: "منقوشة الزعتر 250- الجبنة البلدي 250- المحمرة 250- محمرة بقشقوان 500 ليرة".

من التعليقات المتهمكة كتب أحدهم: "اي رخيصة كتير عادية جدآ شو٨٠٠٠ معجنات؟؟".. وبسخرية قاسية رد أحدهم: "في تقسيط بليز".

"أبو خالد .م"، من سكان الريف الغربي لدمشق، قال لـ "اقتصاد": "لم نعد نستطيع شراء أي شيء متل أيام زمان، وفطاير يوم الجمعة التي كانت تكلف 200 ليرة لعائلة من خمسة أشخاص صارت تكلف 8000 ليرة يعني ربع راتب الموظف".


الزعتر بـ 5000 ليرة

الصفحة المذكورة كانت قد نشرت قبل أيام صوراً لأشهر محل لبيع الزعتر بدمشق (العرجاوي) وهي ماركة شهيرة، وسبقها تعليق عما وصل إليه المحل الشهير الذي لم تعد الزحمة المعتادة تميزه حين كان الأشخاص ينتظرون بالطابور ليحصلوا على طلباتهم.

أما الأسباب فكانت حسب كل من علقوا على الصورة هي الارتفاع الكبير في سعر كيلو الزعتر حيث قفز من 1500 ليرة إلى 5000 ليرة ما شكل صدمة وإحجاماً عن الشراء.

بعص المعلقين على الصورة اتهموا صاحب المحل بأن طمعه هو السبب في رفع السعر: "موقف البيع ليش خايف على حالو يخسر كم ليرة يبيع كل يوم بيومو ويتركها على الله ....تجارنا اوسخ من امريكا".. بينما اتهم البعض المسؤولين والتجار في أنهم يقفون خلف الغلاء الشديد: "هاد.الغلا الفاحش خلى حدا بخير ... غير هنن الفاحشين التجار والمسؤولين الله ينتقم منن ولا يسامحن".


السوري العاجز

لم يعد بإمكان السوري مقاومة حالة التجويع التي يفرضها النظام وفاسدوه، وبات عليه أن ينسى عاداته في الطعام والشراب بعد أن فرضت عليه قسوة الحياة التقتير وتغيير أنماط اعتاد عليها وتوارثها.

ويعجز السوري اليوم عن شراء اللبن الذي وصل الكيلو منه 500 ليرة وكذلك الحليب، بينما النظام وبوقاحة يعلن عن السماح بتصدير مشتقات الحليب إلى لبنان، وأغلبها يتم تهريبه عبر المنافذ المملوكة للضباط والتجار.

ترك تعليق

التعليق