محال مغلقة ووباء الفقر بدل "الكورونا" بالمحرر

تبدو علامات القلق والحزن ظاهرة على "أبو العبد" وهو يقول (إذا استمر الوضع هكذا سأغلق محلي وأفوض أمري إلى الله)، لأن كل التجار تنتظر هذا الشهر الكريم وللأسف الطرقات مغلقة والمحلات أصبحت شبه خاوية بسبب عدم وجود البضائع...

"أبو العبد" القاطن في مدينة إدلب أضاف: نحن كمحال تجارية لدينا "موسم" ولكن للأسف هذا العام لم يكن لدينا أيّة مواسم من الشتاء الذي شهد حملة عسكرية ضخمة على المناطق المحررة ومع حلول فصل الصيف ترافق معه إنتشار وباء كورونا ويأتي معه إغلاق المعابر كلها ومنع إدخال البضائع التجارية واليوم كما ترى لا عمل ولا بضائع ولا عيد إذا استمرت المعابر بالإغلاق...

وعن إغلاق المعابر وتأثيرها على الأسواق، يقول "أبو فادي" صاحب محل لبيع الأحذية يجب على المعنيين التفكير ملياً في وضعنا وإيجاد آلية لدخول البضائع بشرط الحفاظ على أمان ونظافة البضائع والتأكد من خلوها من الفيروس وعدم دخوله للمناطق المحررة.

وتابع أنا كصاحب متجر لبيع الأحذية في إدلب سأغلق محلي نهاية الأسبوع أن لم تدخل البضائع إلى المحرر فهنالك آلاف التجار تنتظر دخول بضائعها والإستفادة من هذا الشهر الكريم وتعويض الخسائر السابقة ...

يتسائل "أبو فادي" كل يوم نسمع عن دخول بضائع تهريب من مناطق ريف حلب ودفع مايقارب 75 ألف إلى 100 ألف ليرة لكل طرد من البضاعة وهل هذه البضائع خاوية من الوباء وبضائعنا فقط هي التي تحمل الوباء .

وفي نفس السياق يؤكد لؤي "لإقتصاد" صاحب متجر للبيع بالجملة بأدلب أن هذا الوضع كارثي بكل معنى الكلمة واليوم أصبحنا بلا عمل مثل باقي الدول التي حجرت نفسها بسبب الوباء ..لكن وجه الإختلاف بيننا وبين باقي الدول أن بعض الدول تكفلت بمصاريف الشعب وتأمين إحتياجاته على أن يبقى بالمنزل ...أما نحن ولله الحمد لم يصبنا الوباء ولكن لدينا أوبئة أكثر فتكاً من وباء الكورونا (الفقر - التشرد-الجوع -الإستغلال....)والقائمة تطول أليست هذه الأوبئة أكثر قتلاً من وباء كورونا..يتسائل؟

وأضاف لؤي حديثه على أن الإعتماد الأكبر من البضائع هو خط حلب وباقي المناطق التي تخضع لسيطرة النظام والسبب يعود على أن البضائع ثمنها بالسوري وليس بالدولار وأيضاً تعد مناسبة لذوق السوري ..وأما عن البضائع التركية فهي جميلة ولكنها باهظة الثمن وخصيصاً أنها تباع بالدولار واليوم سعر صرف الدولار غالي جداً ولا يتناسب مع المدخول السوري ...

وختم الأخير ألى أن الحل الوحيد فتح المعابر ولو بشكل مؤقت لدخول البضائع وأستمرار الناس بالعمل كي لا ينتشر وباء الفقر والموت جوعا".

وأغلقت جميع المعابر المتصلة مع النظام والتي تعد شريان رئيسي لبضائع المحرر والمعتمد عليها أكثر من البضائع التركية منذ أكثر من شهر وحتى لحظة كتابة التقرير وحتى المعابر التركية مغلقة لكن بشكل شبه جزئي ويتم من خلالها تمرير البضائع بكميات قليلة في الفترة الأخيرة.

ترك تعليق

التعليق