لعنة "كورونا" لم تشفع لكثير من المستأجرين في دمشق


"ارتفاع الإيجار المتكرر كان مترافقاً مع انخفاض قيمة الليرة السورية وارتفاع سعر صرف الدولار في البلاد"، هكذا بدأت "أم حمزة"، إحدى سكان منطقة المزرعة، في العاصمة دمشق، حديثها لـ "اقتصاد" عن ارتفاع إيجارات المنازل في دمشق، حتى في زمن "كورونا"، الذي عملت فيه معظم الدول حول العالم، على تعويض المتضررين بسببه، على عكس سوريا.

"أم حمزة" قالت إن المنزل الذي كانوا يدفعون إيجاره قبل حوالي 6 سنوات 90 ألف ليرة سورية، يريد اليوم المسؤول عن تأجيره 300 ألف ليرة سورية، على الرغم من فقدان الكثير من الناس لأعمالهم، نتيجة الإجراءات المتخذة للحد من انتشار الفايروس، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، دون أدنى مبالاة بوضع الناس المعيشي.

المنزل لم يصل إيجاره إلى 300 ألف ليرة سورية، قفزة واحدة كما قالت أم حمزة، حيث كان المسؤول عن تأجير المنزل، يعمل على رفع الإيجار بداية كل عام دراسي، حيث كان في البداية 90 ألف ليرة سورية وبعدها ارتفع إلى 100، ومن ثم 120، وبعدها 150، ليصل بعدها إلى 175، ويرتفع إلى 200، وفي النهاية إلى 225 يريد رفعها دفعة واحدة إلى 300 ألف ليرة سورية.

أم حمزة أكملت: "لن نعطيه هذه المرة كما يريد، فالأعمال اليوم ليست كالأعوام السابقة، ورجالنا الذين يعملون في مجال صناعة الأحذية باتوا يداومون أقل من نصف يوم، فمن سيترك شراء رغيف الخبز مقابل شراء حذاء"، على حد وصفها، مشيرة إلى ضعف الدخل بشكل كبير.

حالات أخرى كثيرة، تشهدها العاصمة دمشق، تؤشر إلى عدم التسامح، وازدياد المطالبة بإيجارات المنازل في الآونة الأخيرة، في وقت تحملت فيه دول تكاليف بقاء مواطنيها داخل منازلهم حفاظاً على حياتهم.

من تلك الحالات، أبو منار، ابن حي القابون، والذي يقيم اليوم في منطقة برزة من العاصمة دمشق، أكد أن مالك المنزل الذي يقيم فيه مع عائلته لم يتأخر يوماً في المطالبة بإيجار المنزل البالغ 100 ألف ليرة سورية، وأضاف أن لا نية لدى المالك بالتأخر أو ترك الإيجار هذا الشهر، "رغم بقائنا دون عمل".

أم حمزة بدورها، ذكرت لـ "اقتصاد" عدداً من الحالات لعمال يعملون في ورشة صناعة الأحذية التي يعمل بها زوجها، فقالت: "واحد منهم يسكن في منطقة السيدة زينب، بات يقضي الأسبوع داخل الورشة، ويذهب في نهايته إلى عائلته، بسبب توقف حركة المواصلات بين المناطق، حيث يدفع حتى اليوم إيجار منزله البالغ 50 ألف ليرة سورية، دون انتظار ليوم واحد فقط".

واحد من الحالات التي ذكرتها أم حمزة، كان يعيش بمنزل بالمجان في منطقة عين منين، والتي عزلها النظام بسبب وجود عدد من الإصابات بالفايروس فيها، إلا أن المنزل بدون أبواب أو نوافذ، أو كما يقال "عالعضم".

أما إيجارات المنازل في منطقة أبو جرش، الملاصقة لحي القابون، فتخطت حاجز الـ 50 ألف ليرة سورية منذ زمن، حيث ارتفع إيجار أحد المنازل إلى الضعف خلال عام واحد فقط، في حين لم يتضح بعد إن كان هناك ارتفاع جديد في الإيجار مع اقتراب منتصف هذا العام.

جارات سوريا، أو حتى المناطق المحررة من سوريا نفسها، سجلوا حالات أفضل من تلك التي يعيشها السوريون في العاصمة دمشق اليوم، كالعراق والأردن وتركيا، فالأخيرة مثلاً أعلن أهالي ولاية باتمان فيها، مسامحتهم المستأجرين بالإيجارات خلال هذه الفترة، تحت عنوان "نحن نكفي بعضنا".



ترك تعليق

التعليق