ما مصير أموال رفعت الأسد؟، وما سقف العقوبة التي قد تطاله؟


تطرح محاكمة رفعت الأسد، التي تبدأ غيابياً، يوم الاثنين، في باريس، تساؤلات عن أمرين: الأول، ما مصير أمواله المختلسة من السوريين على مدار عقدين في السبعينات والثمانينات، على الأقل؟ والثاني: ما سقف ما يمكن أن تصل إليه العقوبة التي ستطال رفعت الأسد، الرجل الثمانيني، الذي يتذرع محاموه بـ "أسباب طبية" لاعتماد سياسة عرقلة المحاكمة، عبر عدم حضور المتهم.

وهذه هي المحاكمة الثانية لـ رفعت الأسد، في فرنسا، بتهمة "الإثراء غير المشروع".

وتُقدّر مصادر فرنسية ثروة رفعت الأسد، بحوالي مليار يورو. وبهذا الصدد، تتساءال صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، عن مصير الأموال المختلسة من البلدان النامية، والتي لا توجد ضمانات لإعادتها للشعوب التي تعتبر الضحية الأولى للفساد ونهب المال العام، حسب وصف تقرير برلماني فرنسي.

ويقدّر البنك الدولي قيمة مجموع الأموال المنهوبة من الدول النامية، على المستوى العالمي، ما بين 18 و36 مليار يورو سنوياً، حسب "ليبراسيون".

وتتزامن محاكمة رفعت الأسد، الثانية، في فرنسا، مع جولة استئناف في محاكمة نائب رئيس غينيا الاستوائية السابق تيودورين أوبيانغ، التي بدأت في عام 2017.

كان القضاء الفرنسي قد حكم بإدانة تيودورين أوبيانغ، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ وبدفع غرامة قدرها 30 مليون يورو. لكنّ المدان استأنف الحكم وستباشر محكمة الاستئناف النظر في القضية، يوم الاثنين.

 وتؤشر تجربة محاكمة تيودورين أوبيانغ، إلى السقف الذي يمكن أن تصل إليه العقوبة في نهاية محاكمة رفعت الأسد. فنائب رئيس غينيا الاستوائية السابق، يُحاكم منذ أكثر من سنتين في فرنسا، ولم يتم سجنه، وأُرغم فقط على دفع 30 مليون يورو، كغرامة، لكنه استأنف على الحكم، وما تزال القضية متواصلة.

لذلك، لا تثير محاكمة رفعت الأسد اهتمام الكثير من السوريين، نظراً لأن سقف ما يمكن أن تصل عليه، هو إجباره على دفع غرامة مالية بملايين اليوروهات للحكومة الفرنسية، والحكم عليه بسجن مع وقف التنفيذ.

وتقدّر قيمة ممتلكات رفعت الأسد في فرنسا، بنحو 90 مليون يورو. وقد وضع القضاء الفرنسي يده على تلك الممتلكات.

لكن حجم امبراطورية رفعت الأسد العقارية، في اسبانيا، أكبر بكثير، فهو يملك أكثر من 500 عقار، تُقدّر بـ 691 مليون دولار، تمت مصادرتها، حيث يواجه أيضاً احتمال محاكمته في اسبانيا.

ولدى رفعت الأسد عقارات في جبل طارق التابع لبريطانيا.

ترك تعليق

التعليق