في القلمون.. ابتزاز مادي أثناء الحصول على مازوت التدفئة


يشتكي الأهالي في مدن وبلدات منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، من وجود عمليات ابتزاز مادي تجري بحقهم أثناء حصولهم على الدفعة الأولى من مخصصات مازوت التدفئة التي خفضتها حكومة النظام بصورة مفاجئة من 400 إلى 200 لتر لكل عائلة من أبناء الريف الدمشقي، يتم توزعيها على دفعتين خلال موسم الشتاء الحالي.

وحول هذا الموضوع قال "حسان الصالح" وهو أحد أبناء مدينة الرحيبة، في تصريح خاص لـ"اقتصاد"، إنّ بعض الموزعين "أصحاب صهاريج" الذين تعاقدت معهم شركة "تكامل" المسؤولة عن نظام العمل بـ"البطاقة الذكية"، يقومون في الوقت الراهن بطلب رسومٍ مالية إضافية لقاء إيصال مخصصات مادة المازوت إلى مستحقيها، فضلاً عن التلاعب بالمخصصات وسرقة جزءٍ منها، يتراوح بين 5 إلى 10 لتر من أصل 100 لتر عند تعبئة الدفعة الأولى.

وأضاف: "يشترط موزعو شركة المحروقات الحصول على زيادة مقدارها 1500 ليرة سورية فوق مبلغ الـ 18،500 ليرة، عند الحضور لتعبئة الدفعة الأولى-100 لتر- من مازوت التدفئة المدعوم، الأمر الذي يجبر الأهالي على القبول وعدم الاعتراض لكونهم غير قادرين على الظفر بفرصة ثانية للتعبئة في وقتٍ أو مكانٍ آخر".

وأوضح أنّ المُوزعين يحصلون على مازوت التدفئة بموجب عقدٍ رسمي بينهم وبين شركة "تكامل"، وبسعر 180 ليرة سورية لـلتر الواحد، بعدها يتوجب عليهم بيعه للعوائل المستحقة بسعر محدد يبلغ 183 ليرة، أي أنّ هامش ربحهم لا يتعدى 3 ليرات فقط في اللتر الواحد.

وحسب "الصالح" فإنّ نسبة العائلات التي حصلت على مخصصاتها من مازوت التدفئة لهذا العام بالكاد تتخطى عتبة الـ 15%، في حين توجد آلاف العائلات في الرحيبة لم يتم تسليمها "لتر واحد" حتى اليوم.

السوق الحرّة هي البديل

ويلجأ قسمٌ كبير من أهالي القلمون الشرقي لتأمين ما يحتاجونه من المازوت من السوق الحرّة، وعلى الرغم من أسعاره المرتفعة، إلاّ أنّه يبقى الخيار الأفضل بالنسبة للكثير من العوائل لمواجهة برودة الشتاء القارس.

ووفقاً لما أشار إليه "محمد أبو حمزة" وهو أحد أبناء مدينة الضمير المجاورة فإنّ حكومة النظام لا تُوفر للمناطق التي دخلت في التسويات والمصالحات مواد المازوت والبنزين وحتى الغاز بالقدر الكافي، مما يدفع بالأهالي إلى التوجه نحو السوق الحرّة "السوداء" وشرائها بأسعار مرتفعة لتأمين حاجياتهم خلال فصل الشتاء.

وأضاف "أبو حمزة" في حديثه لـ"اقتصاد" قائلاً: "وصل سعر لتر مادة المازوت في السوق (السوداء) إلى نحو 425 ليرة سورية، وهي متوفرة بصورة شبه دائمة في مختلف أرجاء منطقة القلمون الشرقي، في حين يبلغ سعر لتر المازوت عند النظام 180 ليرة مع عدم توفره، كما أنّ المخصصات التي وفرها النظام لكل عائلة لا يصل منها سوى ربع المخصص".

ويمتاز فصل الشتاء في منطقة القلمون الشرقي –كما يقول أبو حمزة- ببرودته الشديدة وانخفاض درجات الحرارة، مما يزيد نسبة استهلاك الأهالي للمازوت بكمية لا تقل عن 500 لتر لعائلة مكونة من خمسة أشخاص طوال فترة الشتاء.

بيع للمخصصات

من جانب آخر اضطرت عائلات عديدة في منطقة القلمون الشرقي إلى بيع مخصصاتها من مازوت التدفئة المخصص لفصل الشتاء، وذلك بسبب ارتفاع سعره مقارنةً مع ما تعيشه تلك العائلات من ظروف معيشية واقتصادية متردية بفعل توالي سنوات الحرب وانعدام مصادر الدخل.

وقال "عبد الحكيم بدوية" وهو رب أسرة مؤلفة من 5 أفراد، من أبناء مدينة جيرود، إنّ قسماً لا بأس به من العائلات الفقيرة يقوم حالياً ببيع مخصصاته من المازوت المدعوم إمّا إلى عائلات أخرى ميسورة الحال، أو إلى بعض تجّار المحروقات في المنطقة، والسبب في ذلك أنّ تلك العائلات غير قادرة على دفع ثمنه؛ نتيجة لفقرها وحاجتها إلى المال لتغطية نفقات معيشية يومية أكثر إلحاحاً.

وأردف لـ"اقتصاد" قائلاً: "يستغل التجّار حاجة العائلات إلى المال عبر شراء المازوت المدعوم بأسعار منخفضة تتراوح بين 12 و15 ألف ليرة سورية، ثمّ يقومون بتجميع كميات وافرة منه وبيعها مجدداً بأسعار السوق الحرّة إلى الأفران وأصحاب الورش الصناعية ومعامل الرخام والكسارات التي تنتشر بكثرة في المنطقة".

ترك تعليق

التعليق