"ذبذبات" مايك فغالي، والليرة السورية.. قصّة إحراج لا تنتهي


نواجه مشكلة مع المقولة الشهيرة "كذب المنجمون ولو صدقوا"، حينما نحاول إسقاطها على المنجم اللبناني الشهير، مايك فغالي، وتوقعاته حول تطورات سعر صرف الليرة السورية، التي اعتاد أن يطلقها، خلال السنوات الثلاثة الماضية.

ذلك أن هذا المنجم، لم يصدق ولا حتى لمرة واحدة، بهذا الخصوص. ولا نعرف، هل الليرة كانت لعنة على سمعته "التنبؤية"؟، أم أن تنبؤاته كانت لعنة على الليرة؟!.. لكن ما نعرفه فقط، أنه لمرتين على الأقل، تنبأ فغالي بصعود كبير لليرة، ليشهد العام التالي، انهياراً غير مسبوق لها، لتسجل أدنى سعر في تاريخها، على الإطلاق.

المرة الأولى، كانت في نهاية العام 2015، حينما أطلق فغالي نبؤته الشهيرة، التي توقع فيها أن ينخفض الدولار إلى ما دون عتبة الـ 100 ليرة، خلال العام 2016.

وكان العام 2016، لعنة على الليرة، حيث سجلت، في منتصف أيار/مايو من ذلك العام أدنى سعر لها في تاريخها، مقابل الدولار، حتى ذلك الوقت، عند 645.

في العام التالي، تعلم فغالي، جزئياً، من تلك الصفعة، فتوقع أن تعود الليرة السورية إلى "عز مجدها" في العام 2017. لكنه، في نفس الجلسة التنبؤية، أطلق توقعاً مناقضاً للأول، إذ ألمح إلى إصدار ورقة نقدية من فئة الـ 5 آلاف ليرة سورية. لكنه قال "لا تخافوا ستكون لتسهيل الأمور فقط". ومن المعروف أن إصدار أوراق نقدية من فئات كبيرة، يشير إلى تراجع القوة الشرائية لأية عملة.

في العام التالي، تورط فغالي، مجدداً مع الليرة، ونسي صفعة العام 2016. إذ أطلق رقماً جديداً، وتوقع أن يشهد العام 2019، تحسناً لليرة وصولاً إلى ما دون عتبة الـ 300 مقابل الدولار.

وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، وقد بقي بضعة أسابيع فقط، على نهاية العام 2019، يبدو أن الليرة بحاجة إلى معجزة تتجاوز قدرات البشر، كي ترتفع من أدنى سعر لها في تاريخها، حتى اليوم، والذي لامس الـ 720 مقابل الدولار، إلى عتبة الـ 300، التي توقعها لها، فغالي.

بطبيعة الحال، لم تكن الأمثلة السابقة هي الوحيدة التي تمثل إخفاقات تنبؤية صارخة، لـ فغالي، في الشأن السوري. ففي عام 2011، تنبأ فغالي بأن يستعيد نظام الأسد الجولان السوري المحتل، في القريب العاجل، و"ذلك بطريقة غير سلمية".

وتروّج وسائل إعلام موالية، لـ فغالي، منذ بدء الثورة في العام 2011. ففي ذلك العام، وصفته بأنه يحتل المرتبة الرابعة عالمياً في القدرة على التنبؤ بالأحداث.

ويدعي فغالي أنه يتنبأ بالأحداث قبل وقوعها، بناء على ذبذبات صوتية يرصدها.

لكن ذبذبات فغالي لم تفلح مع الليرة. إذ يبدو أن هذه العملة، محصنة ضد الذبذبات الصوتية، بحيث أنها كانت من أبرز مصادر السخرية والإحراج لـ فغالي، على مدار السنوات الثلاث الماضية، بالنسبة لكثير من المتابعين السوريين، تحديداً.

لكن، هل يعتبر فغالي من صفعة العام 2019؟.. تاريخه السابق لا يُنبؤ بذلك، ما دام يجد حضناً دافئاً له، في "سوريا الأسد".

ترك تعليق

التعليق