مظاهرات للاجئين السوريين تندد بالمعاملة السيئة في مخيم يوناني


خرج اللاجئون في مخيم "فيال" الواقع في جزيرة "كيوس" اليونانية، والذين يشكل السوريون منهم، النسبة الأكبر، خرجوا في مظاهرة يوم الاثنين 26 آب/ أغسطس الجاري، ينددون فيها بالمعاملة السيئة التي يتعرضون لها من قبل السلطات اليونانية إضافة إلى انعدام الخدمات ضمن المخيم.

"أبو عمر"، أحد الواصلين حديثاً إلى المخيم والذي خرج من تركيا باتجاه اليونان بعد الحملة الأمنية الأخيرة التي طالت المخالفين في اسطنبول، قال في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "تقدم السلطات اليونانية للاجئين الموجودين داخل المخيم طعاماً غاية في السوء حيث يذهب معظمه إلى القمامة لسوء طعمه وطريقة إعداده على حد سواء. في حين توجد نقطة طبية واحدة داخل المخيم يُعتبر الذي يستطيع دخولها من المحظوظين، حيث يصطف الناس منذ الصباح الباكر أمام النقطة على أمل الحصول على معاينة بسيطة أو علبة دواء في ظل انتشار الأمراض داخل المخيم. إلا أن 90% من المنتظرين يعودون مساءً، خائبي الأمل".


أحد المتظاهرين أكد لـ "اقتصاد" ما قاله "أبو عمر"، متابعاً: "المعاملة داخل المخيم تعتبر غاية في السوء حيث يمكن للاجئ أن يبقى مغمىً عليه مدة تزيد عن 6 ساعات دون تدخل من فرق طبية أو حتى ممرضين. أما عن الطعام فحدث ولا حرج، حيث بتنا نستلم مخصصاتنا ونتوجه فوراً إلى حاويات القمامة لرميها، إضافة إلى انتشار الجرب بين الأطفال داخل المخيم الذي يحوي أكثر من 5000 شخص تشرف عليهم نقطة طبية واحدة لا يوجد بداخلها طبيب مناوب ليلاً. وترد السلطات المشرفة في المخيم على شكاوى اللاجئين الذين يطالبون بوجود طبيب مناوب ليلاً تحسباً لطارئ، بأنه على عائلة المريض في حال اضطرت لإسعافه ليلاً نقله على حسابهم الخاص عبر سيارة أجرة إلى مشفى داخل المدينة".


المصدر أكمل قائلاً: "أطفالي الأربعة أصيبوا بفقر دم ونقص في الحديد بسبب سوء التغذية لم أستطع إدخالهم حتى اليوم إلى تلك النقطة".

أما بالحديث عن المساعدات المالية، فقد أكمل "أبو عمر" قائلاً: "لا تقدم السلطات اليونانية سوى مبلغ 90 يورو للشخص الواحد داخل المخيم تكاد لا تكفي ثمناً للطعام الذي يجبر الشخص على شراءه نظراً لعدم صلاحية طعام المخيم، أما في حال كان الشخص مدخناً فإن المبلغ لا يكفي ثمناً لشراء السجائر"، على حد وصفه.


تقدم السلطات اليونانية خيمة لا يتجاوز طولها 1.5 متر، وعرضها كذلك، لكل عائلة. في حين لا تكفي تلك الخيمة أصلاً لأكثر من شخص.
 
البيوت المتنقلة أو ما يسمى "الكرفانات" تُباع لقاء مبالغ تصل إلى 400 دولار للكرفانة الواحدة إضافة إلى صعوبة الحصول على واحدة منها رغم ارتفاع سعرها، كما قال "أبو عمر".


الوضع التعليمي

تنقل باصات بشكل يومي الراغبين بالتعلم من داخل المخيم باتجاه المدينة، وتعود بهم عند انتهاء الدوام. في حين يُمنعون من الانتقال إلى داخل المدينة والاستقرار فيها رغم تلقيهم التعليم، حيث تشرف السلطات اليونانية على تعليمهم اللغتين اليونانية والانكليزية داخل تلك المدارس. ولا يستطيع الراغبون إكمال تعليمهم المدرسي أو الجامعي في اليونان، قبل تعلم اللغة الأم واللغة الانكليزية أو إحداهما على الأقل..

أعداد اللاجئين في اليونان تزايدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بسبب الحملة الأمنية الاخيرة التي استهدفت الأجانب المخالفين بشكل عام والسوريين بشكل خاص، في مدينة اسطنبول التركية. حيث اختار عدد لا بأس به من أولئك السوريين السفر إلى اليونان على أمل إكمال الطريق باتجاه عمق الاتحاد الأوروبي (ألمانيا، هولندا، الدنمارك وفرنسا وبقية تلك الدول..) بحثاً عن استقرار فقدوه منذ أكثر من ثمانية أعوام.

يُذكر أن تكلفة السفر باتجاه اليونان وصلت إلى 1000 دولار للشخص الواحد عبر البحر بطريقة غير شرعية. في حين يعتبر العبور من الطريق البري الذي ينطلق من ولاية أدرنة التركية إلى الأراضي اليونانية، ضرباً من الخيال.

ترك تعليق

التعليق