إدلب.. النازحون الجدد عليهم مواجهة ثلاثة احتمالات للحصول على مأوى


يواجه النازحون الذين فروا من الموت والمعارك في ريفي حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي ثلاثة احتمالات للحصول على منزل.

النازحون مضطرون لدفع مبالغ الإيجار الكبيرة التي يطلبها أصحاب البيوت في المناطق الأكثر أمناً، بينما يتوجب عليهم الاختيار بين السكن الإسعافي في أي منزل غير صالح للسكن أو تحت أشجار الزيتون أو في المخيمات. في حين يختار البعض دخول المناطق التي تركها سكانها الأصليون مثل الفوعة وقرى عفرين حيث يدفعون مبالغ كبيرة لتأهيل البيوت.

المدن الحدودية مثل سرمدا وسلقين والدانا استقبلت النازحين بأسعار خيالية. إذ يبدأ إيجار المنزل من 100 دولار فما فوق. في إدلب المدينة وضواحيها ينخفض الإيجار إلى حدود النصف لكنه "يبقى مبلغاً كبيراً يكسر الظهر" على حد تعبير أحد النازحين من مدينة كفرنبل التي فرغت تقريباً من سكانها.

تواجه أصحاب هذا الاحتمال مشكلات أهمها صعوبة إيجاد منزل مناسب بإيجار مناسب. ويقضي العشرات من النازحين معظم ساعات النهار في البحث عن منزل. إذ تعاني المناطق التي هرع إليها النازحون من أزمة سكن خانقة بعد تهجير قرابة نصف مليون شخص خلال الحرب الأخيرة.

المئات من المدنيين فضلوا السكن الإسعافي تحت أشجار الزيتون. البعض ممن حالفه الحظ وجد بيتاً (على العظم).. قام بوضع بطانيات مكان الأبواب والشبابيك وربما بات مع عائلته في العراء نتيجة الحر الشديد.

هناك من يمتلك أقارب يعيشون في المخيمات على الحدود السورية-التركية فكان الانطلاق نحو هذه المخيمات هو الحل المناسب.

على أطراف الشوارع الرئيسية وحول المدن والقرى يلمح المرء عشرات الخيم التي أقيمت على عجل كمساكن مؤقتة. يأمل من اختاروا هذا الاحتمال بالعودة السريعة إلى بيوتهم وربما تسمح لهم الظروف الحالية بعد الإعلان عن تهدئة في المنطقة بتحقيق هذا الحلم. "نأمل تحقيق ذلك سريعاً"، يقول بعضهم شاكين من حياة قاسية أجبروا عليها مع عائلاتهم نتيجة اندلاع القتال جنوب المنطقة المحررة.

يبقى الخيار الثالث هو الأصعب والأندر. حصل البعض على منازل في بلدة الفوعة وفي القرى المتناثرة في رقعة واسعة بمنطقة (غصن الزيتون). كانت بيوت غير مؤهلة للسكن. لذلك عملوا على شراء أدوات ولوازم للتجهيز من سوق المستعمل وتأهيل البيوت كحل مؤقت لكنه سيحميهم من القلق على نسائهم وأطفالهم عند قدوم فصل الشتاء.

ترك تعليق

التعليق