حيان سليمان.. قصة مسؤول يفهم في كل شيء، إلا منصبه


سبق وكتبنا أن الدكتور حيان سليمان يتحدث في كل شيء باستثناء موضوع الكهرباء، الذي يشغل فيه منصباً رسمياً، وهو معاون الوزير، حيث كما أسلفنا في مرات سابقة، بأنه لا يفهم على الإطلاق في موضوع الكهرباء وقد جرى وضعه في هذا الموقع، على إثر خلافه مع وزير الاقتصاد الأسبق، همام الجزائري، الذي ذهب إلى رئيس الوزراء السابق وائل الحلقي في ليلة مظلمة، قائلاً له: إما أنا أو حيان في الوزارة..! حيث كان يشغل منصب معاون وزير الاقتصاد، وأخذ يثير المشاكل والفتن كما عادته، حتى كاد الأمر أن يصل في الوزارة إلى مرحلة ضرب الكفوف بين العاملين.

فاحتار رئيس الوزراء حينها ماذا يفعل به، وخصوصاً أنه كان قد أبلى بلاء حسناً لصالح النظام، منذ بداية الثورة السورية، فأشار عليه أحدهم أن ينقله إلى وزارة الكهرباء.. كونه أعلن أكثر من مرة، أنه يفهم في كل شيء، باستثناء الكهرباء.. وهكذا تم التخلص من حيان سليمان بهذه الطريقة، ولم يعد يسمع له صوت منذ نحو أربع سنوات.

بعدها شوهد حيان سليمان على تلفزيون النظام كمحلل سياسي في المواضيع التي تحتاج إلى شتم طائفي لاذع للمعارضة، اللغة الوحيدة التي يتقنها، إلا أنه، وبسبب أن التلفزيون السوري لا يشاهده أحد، فقد عز عليه أن يخبو اسمه كمحلل اقتصادي، الصفة التي لطالما أراد أن يحملها.. لهذا منذ أكثر من عام توجه إلى وسائل الإعلام معلناً صراحة أنه لا يريد أن يتحدث كمعاون لوزير الكهرباء،  وإنما كصاحب نظرية وفكر.. وما أكثرهم هؤلاء الذين ظهروا بعد الثورة السورية، بعدما هرب من البلد أصحاب الرؤى والنظريات الحقيقيين..!

لقد التقط موقع "سيرياستيبس" المقرب من مخابرات النظام، طموحات حيان سليمان، وما يفكر به، ثم أخذ يروج له على أنه صاحب نظرية "الإدارة المثلى لنقص الموارد".

ويطالب سليمان في هذه النظرية، بالتوقف عن دعم الأغنياء على حساب الفقراء، وأنه لا بد من العمل على "استئصال هذا الدعم السرطاني العشوائي الذي يبدأ بليرة بينما الكلف صارت مرتفعة جداً".

ويقول سليمان في هذه النظرية التي لم يسبقه إليها أحد: "يجب أن ننهي فكرة (البلاش) التي يستفيد منها الأغنياء وأصحاب الأموال"، مؤكداً أن الدعم يجب أن يطال الفقراء ومحدودي الدخل، "وهو ما يجب أن نبدأ به منذ الآن".

تجدر الإشارة إلى أنه قبل العام 2011، كان النظام قد حرّم على حيان سليمان استلام المناصب الرسمية، بسبب فساده العلني والمفضوح.. حيث تسبب بإفلاس العديد من المؤسسات التي تولى إدارتها، والتي كان أبرزها معمل المطاط في حماة.

ترك تعليق

التعليق