اقتصاديات.. خميس ومهلة الـ 15 يوماً


مهلة الـ 15 يوماً، هي المدة الثابتة التي لاحظنا أن رئيس وزراء النظام عماد خميس، يمنحها، لدراسة أي مشروع يخطط له أو مشكلة يتصدى لها.. فهو إذا ما اجتمع مع وزارة الزراعة لدراسة مشكلة الأغنام والماعز أعطاهم مهلة 15 يوماً لتقديم تصور عن الحل، وإذا بحث موضوع استيراد السكر مع وزارة الاقتصاد، أو مشكلة المحروقات مع وزارة النفط، فإنه يعطيهم نفس المدة.. وكذلك الأمر، عندما اجتمع قبل أسبوعين ببعض الوزارات من أجل إطلاق مشروع في كل محافظة، فهو أعطى الوزراء والمستشارين، مهلة 15 يوماً من أجل تقديم دراسة عن هذه المشاريع.

وبالأمس، وخلال اجتماعه مع مسؤولي وزارة الكهرباء، خرج بفكرة ضرورة التحول نحو مشاريع الطاقة المتجددة "الشمس والرياح" حتى العام 2030، بتكلفة 3 مليار يورو، ثم منح الوزارة مهلة 15 يوماً من أجل تقديم الدراسات الخاصة بهذا المشروع..

أي أن مدة الـ 15 يوماً عند عماد خميس ليست مرتبطة بنوع المشروع ومدى تعقيده، وإنما هي مثل حبوب الدواء التي توزع في الجيش، صالحة لعلاج كل الأمراض، بدءاً من وجع الرأس وانتهاء بأمراض الكلى..!

لكن، ما قصة الـ 15 يوماً هذه..؟، وما دامت كل المشاريع والمشاكل يمكن إنجازها وحلها، خلال 15 يوماً، فلماذا كل هذا التدهور في الواقع السوري الداخلي..؟

في الحقيقة، يعجز المتابع عن فهم ما يجري في أروقة حكومة النظام السوري، أو ما الذي يريدون فعله بالضبط.. إنهم يشبهون المثقف السوري ذو الشعر الأشعث والرائحة النتة، والثياب الرثة، الذي يلقي عليك محاضرة عن أحدث ما توصل إليه العقل الغربي من إنجازات علمية وفكرية وحضارية، ثم تكتشف بعد لحظات أنه لا يملك ثمن شفرة حلاقة، لكي ينظف ما تراكم على وجهه من شعر، أو أنه منذ ثلاثة أيام لم يدخل إلى معدته طعام..

وهكذا النظام السوري، بلاد مدمرة من جميع النواحي، ثم يخططون لمشاريع لاتزال الكثير من الدول الأوروبية لم تصل إليها..!

إن قصة الـ 15 يوماً باختصار، هي أسلوب جديد في النصب على آلام هذا الشعب، الذي لم يعد ينتظر، سوى أن "يحل" هذا النظام عن ظهره.. لأن من استسهل دمار هذا البلد، لن يستطيع مهما فعل، أن يقنع الآخرين أنه سيعيد بناءها..

وبقي أن نشير أخيراً، أن مهلة الـ 15 يوماً يمنحها عماد خميس لكل شيء، باستثناء موضوع زيادة الرواتب وتحسين مستوى الدخل.. فهي الدراسة الوحيدة التي فتح ملفاتها قبل ثلاث سنوات، عند توليه رئاسة الحكومة، ولم تنته حتى يومنا هذا..!


ترك تعليق

التعليق