في ظاهرة غير مألوفة.. الثوم يتصدر قائمة أغلى أنواع الخضار بدمشق


في سابقة مدهشة وغير مألوفة، وفي ذروة حصاده، وصل سعر كيلو الثوم الواحد في أسواق العاصمة دمشق وريفها إلى 2000 ليرة سورية متصدراً قائمة أغلى أنواع الخضار.

وتُهمّش وزارة الزراعة بحكومة النظام، مادة الثوم، عن نشرة أسعارها اليومية الرسمية المخصصة للخضار والفواكه وبعض السلع الرئيسية. وبحسب بياناتها السابقة فإنّ حاجة الأسرة الواحدة من الثوم سنوياً ما بين 10 و 15 كيلو غرام، وتعادل بسعرها الحالي بين 20 و 30 ألف ليرة سورية، أي أكثر من نصف الراتب الشهري لموظف في القطاعين العام أو الخاص بحوالي 50 دولار أمريكي.

وللوقوف على أسباب بلوغ سعر مادة الثوم، منحاه الجنوني، التقى "اقتصاد" بـ "أبو إياد"، مزارع في مدينة الكسوة بريف دمشق، حيث أكّد أنّ ارتفاع أسعار الأسمدة والمحروقات وأجور النقل وارتفاع أجور اليد العاملة في جني المحصول، تعد أهم العوامل الرئيسية إضافةً للعقبات المتمثلة بالظروف الجوية وقلّة المياه وانعدام الأدوية الزراعية، وشح الأمطار، وتجفيف منافذ التصدير خارج البلاد.

2 مليون و800 ألف ليرة سورية تكلفة زراعة دونم واحد يُنتج ما بين 3 و 4 طن، أي 700 ليرة لكل كيلو، وهنا يقف المزارعون بين مطرقة تكاليف الإنتاج وسندان الأسعار، إذ أنّ السلعة تخضع للعرض والطلب الذي يوفر هامش ربح بسيط لا يتناسب مع الجهد المبذول، مما يدفع الكثير من المزارعين لهجر زراعة الثوم واستبدالها بأخرى أكثر جدوى في ظل استمرار تردي الواقع الزراعي الحالي، وفقاً للمزارع "أبو إياد".

من أهم أنواع الثوم المنتج في سوريا، "البلدي الكسواني والصيني"، وتبلغ المساحة المزروعة بالثوم البلدي 60% من المساحة الإجمالية، وبقية المساحة للثوم الصيني، وتتركز زراعته في "الكسوة، قطنا، يبرود، القطيفة" بريف دمشق، التي تُعد في المركز الثاني بالإنتاج المحلي، حيث يُزرع فيها حوالي 390 هكتار بإنتاج 4200 طن سنوياً وبنسبة 17% من إجمالي كامل المزروع في سوريا. فيما تحتل محافظة دير الزور المركز الأول، وتأتي محافظتا حلب وحمص في المركز الثالث.

وتحتل سوريا المرتبة الثانية عربياً من حيث المساحة المزروعة بعد مصر والجزائر بمساحة 4 آلاف هكتار والمرتبة السادسة من حيث الإنتاج.

وتراجع محصول الثوم للمرة الأولى في عام 2012، والثانية عام 2015 لأسباب مشابهة للأسباب الحالية، ووصل السعر حينها إلى 1000 ليرة سورية بسعر صرف للدولار الواحد بين 300 و 350 ليرة.

وكان سعر كيلو الثوم في عام 2011 وما قبل لا يتجاوز 35 ليرة في كل أسواق الجغرافية السورية، أي أقل من دولار أمريكي واحد بسعر صرف آنذاك 50 ليرة سورية للدولار الواحد.

يُذكر أنّ سعر كيلو الثوم في أسواق محافظة ادلب "شمال سوريا" الخارجة عن سيطرة نظام الأسد وأسواق مناطق سيطرة "قسد" في المنطقة الشرقية، بين 900 و 1200 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق