"السللور" وحيداً في أسواق إدلب.. أين ذهبت أصناف السمك الأخرى؟


لا يمكن لعشاق السمك وذواقيه العثور على أي من الأصناف المشهورة التي اعتادوا رؤيتها بشكل دائم في أسواق مدينة إدلب. لكن نوعاً واحداً يُربى محلياً، يتربع على البسطات العديدة المتناثرة في سوق المدينة.

وكانت إدلب تحصل على عشرات الأصناف من السمك الطازج من تركيا ومن الساحل السوري إضافة لما يربيه أصحاب المسامك جنوباً، مثل السللور والمشط.

وقال "أبو مصطفى" الذي يدير مسمكة (اللادئاني) إن من بين الأصناف الكثيرة التي كانت تزدان بها أسواق المدينة لم يبق سوى سمك السللور الذي يصطاد مع خيوط الفجر الأولى حين يكون القصف على المناطق الجنوبية لشمال غرب سوريا، خفيفاً أو متوقفاً.

وبعد توغل قوات النظام في سهل الغاب وإحكامها السيطرة على قلعة المضيق والقرى المحيطة، بات الحصول على ما تنتجه مسامك المنطقة مستحيلاً.

ويكثر في هذه المناطق تربية أسماك معينة كانت تباع بأسعار أرخص بأضعاف عن نظيرتها القادمة من تركيا مثل الناصري والمشط والكارب والسللور.

وقال صاحب المسمكة: "بالنسبة لنا كبائعي سمك نعتمد بشكل كبير على أسماكنا من سهل الغاب وتحديداً قلعة المضيق والقرى المجاورة لها لما تحتويه من مسامك ضخمة".

ماذا عن الأصناف الأخرى؟

نتيجة لاحتدام المعارك مؤخراً توقف تدفق أسماك الساحل السوري نحو إدلب.

وقال "أبو مصطفى" الذي يدير أيضاً متجراً لبيع السمك وسط المدينة، "لم نعد نستوردها من مناطق النظام في ظل الحرب الدائرة بينه وبيننا".

ومؤخراً توقف تمرير الأسماك من تركيا ما جعل أصنافاً عديدة مثل السلمون والأجاج والبراق تختفي من المتاجر.

ويرجع السبب بحسب التجار إلى دخول السمك في مرحلة التبويض والتكاثر الذي يبدأ من نيسان وحتى أيلول. ومن غير المسموح -وفقاً للتجار- تصدير السمك في هذا التوقيت حفاظاً على سلامة البيوض.

ونتيجة لفقدان الأصناف الأخرى وإغلاق العديد من متاجر السمك ارتفع سعر السللور إلى 850 ليرة للكيلو بعد أن كان لايتجاوز 650 ليرة.

وسمك "السللور" من فصيلة أسماك القرموط وهو نوع خال من الحسك وله شعيرات فوق فمه تشبه شوارب القط، كما لا يمتلك عموداً فقرياً وراء زعنفته الظهرية.

ولا يرغب العديد من ذواقة السمك بتناول هذا النوع من الأسماك.


وقال "لؤي"، وهو أحد سكان إدلب، لـ "اقتصاد": "تفاجأت بغياب جميع الأصناف عن السوق. أعشق سمك الأجاج وأتناوله بشكل مستمر لكنه اليوم غير موجود".

وقال بينما كان يقف أمام متجر فارغ من السمك في سوق الخضار وسط مدينة إدلب، "لا يوجد سوى السللور وأنا لا أفضل هذا النوع".

مطاعم توقفت

أغلق "أبو يزن" مطعمه الخاص بالسمك بمدينة إدلب بسبب عدم توفر الأسماك للزبائن. وحول سبب التوقف قال أبو يزن لـ "اقتصاد": "يزورني عشرات الزبائن يومياً. العديد منهم يتناول السمك في الأسبوع مرتين أو ثلاث مرات. لكني لم أعد أتمكن من تأمين الأصناف التي يطلبونها بسبب عدم توفر الأسماك في السوق لذلك أغلقت المطعم".

وهناك العديد من المتاجر أغلقت أبوابها في ظل عدم توفر الأسماك.

ولا يجد طباخو المطاعم في إدلب ما يقدمونه من أسماك سوى السللور الذي يقل عليه الطلب بخلاف الأصناف الأخرى.

وأدى سقوط القذائف التي يلقيها النظام بشكل مكثف لنزوح معظم سكان سهل الغاب جنوب المنطقة المحررة ومنهم مربو الأسماك.

وقال أحد هؤلاء المربين مخاطباً زبائن توافدوا على متجره لشراء السمك بينما كان المتجر فارغاً تماماً، "ما عم نعرف كيف ننفد بجلدنا.. فكيف بدك نجبلكن سمك!!".

ترك تعليق

التعليق