حتى الكرز السوري.. للروس


قبل اندلاع الثورة السورية كانت الكثير من أصناف الفاكهة الصيفية السورية مثل "الكرز والمشمش والتوت.." تُصدر إلى دول عديدة ومنها دول أوروبية، ولكن بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضت على "نظام الأسد" من قبل الاتحاد الأوروبي، رفضت الشركات الأوروبية شراء الفواكه والتوت والشحنات الزراعية القادمة من سوريا.

السوق الروسية البديل على حساب المواطن السوري

وبعد أن وضعت روسيا يدها على سوريا في أغلب محاور ومكونات الاقتصاد فيها، و"قشت الأخضر واليابس"، وسط تبريرات من جهات النظام و"لصوصه" بوصفها دولة "صديقة" أو "حليفة".. وهذه  الدولة "الصديقة الحليفة" باتت اليوم تفكر باستيراد المنتجات السورية من مناطق النظام، إذ من المخطط له شحن أول دفعة من الكرز السوري (60 طن) قريباً من مناطق النظام على أن تصل بعد نحو 20 يوماً إلى روسيا.

لسان حال السوريين تعليقاً على تصدير الكرز السوري إلى روسيا

يبدو أن غالبية السوريين لم يذوقوا الكرز هذا العام، رغم وفرة المحصول. ومع بداية الموسم ونزوله السوق السورية، تراوحت أسعاره بين (500 - 700) ليرة سورية للكيلو. ولكن، خلال مدة قصيرة بعد انتشار خبر رغبة روسيا في استيراد الكرز السوري، بدأت كميات الكرز تقل في السوق السورية، ليرتفع السعر إلى (900) ليرة سورية للنخب الثالث، و (1000) ليرة سورية للنخب الثاني، و(1200) ليرة سورية للنخب الأول.

لم يجد خبر تصدير النظام لمحصول الكرز رضىً لدى الكثير من السوريين الذين "لاحول لهم ولا قوة". فمع ارتفاع سعر الكرز بشكل كبير - بعد قرار روسيا استيراده- والخشية من تصدير المزيد من الكميات منه لروسيا إلى جانب أصناف أخرى من المنتجات الزراعية السورية، فإن من المتوقع ارتفاع أسعار هذه الأصناف- المرتفعة أساساً- بما يفوق قدرة المواطن السوري ومدخوله الشهري أضعافاً مضاعفة.

وبهذا الصدد، رصدنا آراء وتعليقات بعض السوريين حول تصدير الكرز السوري إلى روسيا، ومنهم "أبو زيد" الذي قال: "لسا يا دوب دقناه خلونا نشبع منه، بكرا بينفقد من السوق"، وأضاف صديقه "أحمد أبو راغب" : "خلينا ندوقه ع القليلة والله ولادي بيحبو الكرز حرام عليكم، بس إلى الله المشتكى".

ويزيد على ذلك "أبو نزار" واصفاً الغلاء وعدم القدرة على شراء الكثير من أصناف الفواكه بقوله: "ما عم نشوف الفواكه إلا عند البياع ع الغلا، كيف إذا تصدرت ع روسيا؟!".

في حين "أم وائل" علقت قائلة: "أي شحنوه وبيعوه للمواطن السوري بـ(2000)، يعني ما رح نقدر بكل الأحوال ناكل كرز، شو مناكل كرز، ومنقعد بلا أكل وشرب ومدارس وفواتير الله المستعان".

ويبدو الرفض والامتعاض واضحاً إلى جانب عدم الرغبة بتصدير أي نوع من المنتجات السورية، على حساب المواطن وقدراته، وخير مثال على ذلك ما جاء على لسان "أم مالك": "أي لسى ما أكلناه لحتى تصدروه، ان شاء الله ما حدا ياخد من عنا خلي هالأسعار ترخص وهالشعب المحروم ياكل".

ويمثل شريحة واسعة من السوريين- في استهجان التصدير على حساب معيشتهم- ما جاء على لسان "أبو نورس" بقوله: "يكتر خيركن والله راتب ما بيطعمي خبز ليطعمي فواكه، حتى يلي طعمنا اياه الله غليتوه وحرمتوه لهالشعب وبدكن تصدروه وتطعموه لغير السوريين".

روسيا تأخذ كل شيء

ويبدو أن المواطن السوري رغم كل ما عاناه وما يعيشه من "كبت وترهيب" ومحاولات تضليله من وسائل إعلام وجهات تابعة للنظام، لم تجدِ معه نفعاً، عندما يتعلق الأمر بحاجاته الأساسية ولقمة عيشه، وخير مثال ما جاء على لسان "أم عزام": "الله يلعن روسيا إذا خلتلنا شي، عينن ع كل شي بسوريا مارح يتركولنا شي رح يجي لسى يوم ويقلعونا ويقتلعونا من بلادنا".

ومثلها "أبو وائل" متهكماً يقول: "إذا بدو يضل ع الطريق (20) يوم شلون رح يوصل لروسيا عصير ولا مربى، يعني المهم ياخدو كل شي ويحرموا هالشعب".

وكعادتهم لا يخلو أمر كهذا دون فكاهة "الحماصنة"، فيتندر "محمود الحمصي" متهكماً بقوله: "أييه فوق ماسعرو غالي رح يغلا أكتر، بكل الأحوال ماعم نقدر نشتريه، ياريت يتكرموا علينا ويصدرونا نحنا كمان منكون ممنونين".

أما "اسماعيل الحمصي" علق متندراً أيضاً: "عقبال لما نبعت جارينك وعوجا لروسيا لأن الفواكه هون مو طيبه، صارت محرمة عالسوريين، اذا وصل الكرز لروسيا ولعنا ما وصل، شقدو الطريق لكن لعنا صعب ومابينشق".

ترك تعليق

التعليق