فرق "الإنشاد" السورية في مصر.. علامة فارقة لنجاح السوريين


مع انتقال آلاف السوريين إلى مصر نقلوا معهم مختلف المهن التي كانوا يتقنونها في سوريا، فأثروا بالمجتمع المصري، وتأثروا به. وكان من عوامل نجاحهم البراعة والاتقان، وتقبل المجتمع المصري ورعايته لهم. وإحدى هذه المجالات التي نجحوا فيها هي فرق الانشاد الديني التي لاقت نجاحاً وانتشاراً ملفتاً مثل فرقة "الأخوة أبو شعر"، وفرقة "المرعشلي"، الشهيرتين في سوريا، وفرق جديدة أسسها منشدون سوريون مثل فرقة "تواشيح" وفرقة "حلم".

يستعرض "اقتصاد" في هذا التقرير بعض هذه الفرق الإنشادية عبر لقاء مع مؤسسيها لمعرفة تفاصيل أكثر عن أعمالهم ونشاطاتهم المختلفة بهذا الجانب.

والتقى "اقتصاد" بالمنشد عدنان الساسة، مؤسس فرقة "تواشيح" الإنشادية في مصر، وقد حدثنا عن بداياته هنا بالقول: "وصلت القاهرة عام ٢٠١٢ وبدأت العمل لوحدي قبل تأسيس الفرقة عبر تقديم حفلات على مسرح دار الأوبرا، ومن ثم سجلت كليبات على قناة أزهري، وبعدما لمسته من محبة الجمهور المصري للإنشاد عموماً والأصوات السورية خصوصاً بدأت بتأسيس فرقتي الإنشادية، باسم فرقة تواشيح التي تتألف من ثمانية أعضاء. ونشارك بأي مناسبة ندعى لها وخاصة الأفراح والاحتفالات الدينية والمهرجانات الدولية للإنشاد الديني".

ويكمل الساسة: "للفرقة مشاركات رسمية عديدة مثل احتفالية المولد النبوي في مركز الربع الثقافي وفي دار الأوبرا وفي ساقية الصاوي وفي مركز القصر الثقافي وعشرات المشاركات على مدرا السنوات الخمس السابقة، وللآن".

ويختم الساسة حديثه: "مصر رائدة في كثير من المجالات، ومنها الإنشاد الديني. ونحن بسوريا لنا ثقافتنا الفنية الغنية والمميزة بهذا المجال، وما ساعدنا على النجاح والاستمرارية هو محبة الشعب المصري الكريم بطبيعته، والمشجع للفن الراقي لدرجة فاقت توقعاتنا بأن ندخل لقلوب المصريين بهذه السرعة، والحمد الله استطعنا أن نحقق نجاحاً على هذه الأرض المباركة والشعب الطيب المضياف بسبب الحب والعلاقة القديمة وقرب الثقافة بين الشعبين الشقيقين".

كذلك التقى "اقتصاد" بالأستاذ طارق درغام السويدان، والذي حدثنا عن تجربته بهذا المجال بالقول: "وصلت لمصر بداية 2013 مع أسرتي هاربين من القتل والدمار في درعا، ومنذ بداية إراقة الدماء الزكية هناك قررت اعتزال الانشاد احتراماً للدماء، وأوقفت نشاطي الانشادي بشكل كامل، ولكن بعد عام ونصف من وجودي في مصر تم دعوتي لحضور أول فعالية للسوريين بالإسكندرية وبعد طلب والحاح من السوريين والمصريين المقربين قررت المشاركة، وكانت البداية حيث قدمت أغنية موطني ومن ثم فقرة إنشادية رافقني خلالها 3 من أعضاء فرقتي الانشادية القديمة الموجودين في مصر مصادفة، علماً أول فرقة أسستها في سوريا كانت عام 1996 ووصل عدد اعضائها في 2010 إلى 30 منشداً وكان اسم الفرقة وقتها(شباب محمد). وبعد حفلة الاسكندرية انتشر رقم هاتفي بين السوريين والمصريين بشكل كبير وبدأت العروض والحجوزات مما دعانا إلى إعادة تشكيل الفرقة. وبالفعل انطلقت من جديد وأطلقت اسم (فريق حلم) على الفرقة ليحمل في طياته أمل العودة إلى سوريا وتحقيق حلم كل سوري بأناشيدنا وحفلاتنا".

ويكمل سويدان: "في ذلك الوقت عملت مع مفوضية اللاجئين بمصر كمدرب للمقامات الموسيقية وكونت العديد من فرق الشباب، والتي ساهمت برفد فريق حلم بالموارد البشرية للانتشار أكثر بأوساط المجتمع المصري، وشاركنا في احياء أفراح الاشقاء المصريين في محافظات القاهرة، الجيزة، الشرقية، دمياط، مطروح، والاسكندرية.. كما شاركنا في عدد كبير من المناسبات العامة المصرية ولاقينا تشجيعاً من مسؤولي الدولة في مصر مما سهل علينا الانتشار والاستمرار، وهذا دفعني لتأليف وتلحين أكثر من عمل انشادي خاص بمصر حيث قدمت اغنية (يا مصر يا أمنا) واغنية (بهية)، كرد جميل لمصر وشعبها".

ويختم السويدان: "تم تكريمنا عدة مرات من المؤسسات الشعبية في مصر، وتم اختياري مسؤول اللجنة الموسيقية في الاتحاد الدولي للثقافة والفنون، وكان لافتاً أن الاقبال على عملنا الانشادي لم يكن فقط مع المسلمين في مصر، وإنما تمت دعوتنا لأكثر من مناسبة خاصة بالأخوة الاقباط فمثلاً أقمنا حفلاً بعنوان ميلاد الرسول تحتفل به كنيسة قبطية، وأقمت ورشة فنية قدمت فيها التراث السوري والصوفي في الجيزويت في الإسكندرية، والآن نحضر لإقامة حفلات شهر رمضان المبارك واهمها الإفطارات الجماعية، والتي تكررت على مدار 3 سنين بين السوريين والمصريين برعاية جمعية عمر بن الخطاب، وحالياً نجهز لعمل جديد خاص بشهر رمضان كلماتي وألحاني، وسيكون خاص في العرض الأول صوتياَ لإذاعة صوت العرب بعنوان (أهلا رمضان)، سيشارك فيه (فريق حلم) والذي بلغ عدد أعضائه حتى الآن 15 منشداً سورياً ومصرياً".

(فريق حلم)

ترك تعليق

التعليق