موظفون في القنيطرة: "أصابعنا تتجمد من البرد"
- بواسطة يوسف عمر – خاص - اقتصاد --
- 01 شباط 2019 --
- 0 تعليقات
قرابة سبع ساعات من الدوام الرسمي، يجلس العاملون في الدوائر الحكومية السورية في مكاتبهم بدون تدفئة، بقرار من حكومة النظام التي منعت استخدام مادة المازوت لغرض التدفئة داخل وزارات الدولة والجهات التابعة لها، كما أوعزت بإيقاف تشغيل التدفئة المركزية وتخفيض كمية استهلاك الجهات العامة من المازوت والبنزين إلى 50 % من الكمية المخصصة لها، حيث لازال هذا التعميم الذي صدر منتصف شهر شباط 2017 ساري المفعول حتى اليوم في خطة اتبعتها حكومة النظام لترشيد الانفاق والحد من الهدر فيما استثنت الحكومة من قرارها وزارة الدفاع والمشافي.
في محافظة القنيطرة جنوبي البلاد، ترتفع أصوات موظفي الدوائر الحكومية مؤخراً، للمطالبة باستثنائهم من هذا التعميم أسوة بالعام الماضي، ومطالبهم بحسب ما أفاد عدد منهم لـ "اقتصاد"، مبررة، فالمحافظة تُعرف ببردها القارس وتعتبر من أكثر المحافظات السورية برودةً، وتنخفض درجات الحرارة فيها لما تحت الصفر في هذه الأيام.
ودعا موظفون في القنيطرة أصحاب القرار لتجربة يوم واحد فقط من معاناتهم مع البرد الشديد في مكاتبهم خلال أوقات الدوام الرسمي.
"م ، ح"، موظف في إحدى الدوائر الحكومية بالمحافظة، يقول في حديث لـ "اقتصاد": "دائماً يتم معاملة القنيطرة بخصوصية عن غيرها من باقي المحافظات في مخصصات التدفئة. وفي أوامر تشغيل التدفئة في العام الماضي استثنت الحكومة محافظة القنيطرة من تعميم منع تشغيل التدفئة حيث سمح بتشغيلها في الدوائر الحكومية في المحافظة لمدة شهر واحد فقط من 15/1/2018 وحتى 15/2/2018. لكن في هذا الشتاء، لم تتجاوب الجهات المعنية مع مطالب الموظفين المستمرة منذ بداية موجات البرد. وها نحن على أبواب انتهاء مربعانية الشتاء ولا حياة لمن تنادي".
ويتابع "م ، ح": "من غير المعقول أن يمضي الموظف سبع ساعات يومياً بدون أي وسيلة تدفئة على الرغم من توفر مادة المازوت في المديرية. فكانت السخانات الكهربائية الحل الوحيد لمن تجرأ منهم على استخدامها وإخفائها عن أعين المُدراء في مؤسساتهم، الذين يمارسون رقابة شديدة، فيما يتنعمون هم بالدفء في مكاتبهم المكيفة".
وأمام تجاهل مدراء الدوائر الحكومية في المحافظة لمطالب الموظفين ونقل شكواهم، لجأ الموظفون للاستعانة بصفحات التواصل الاجتماعي علها تثمر في الحصول على استثناء للمحافظة من هذا التعميم والسماح بتشغيل التدفئة المركزية.
وبحسب صفحة "القنيطرة اليوم" على "فيسبوك"، والتي نقلت شكوى موظفي مديرية الزراعة، فإن إدارتهم منعتهم من تركيب المدافئ في مكاتبهم بحجة وجود تدفئة مركزية مع وجود قرار بمنع تشغيلها حتى صدور قرار من مجلس الوزراء. وإلى الآن لم يصدر القرار.
ولا يكتفي المدراء بممارسة الرقابة على الموظفين فقط، بحسب الموظف "ع ، ن"، والذي يقول إن المدراء "إذن من طين وإذن من عجين أمام مطالبنا ولا نعرف السبب وراء صمتهم. عند مطالبتهم بتشغيل التدفئة المركزية يتعذرون بالتعليمات الحكومية، وعند مطالبتهم بالسماح بتركيب مدافئ يكون ردهم بالمنع لأن الإدارة مجهزة بتدفئة مركزية ولا يسمح بتركيب مدافئ".
ويردف "ع ، ن": "كيف نتوقع أن يستجيب مجلس الوزراء لشكوانا في حين لم نلق آذاناً صاغية في مكاتب مدراءنا. فمعاناتنا لا تعنيهم. فهم بطبيعة الحال مستثنون من هذا التعميم. أصابعنا تتجمد من البرد ويطلبون منا تقديم أفضل الخدمات للمراجعين".
يتغنى نظام الأسد بما حققه من إنجازات عسكرية وسيطرته على مساحات واسعة من البلاد، فيما تثقل أزماته كاهل المواطنين في مناطق سيطرته لتلاحق أيضاً موظفيه في مكاتبهم، فالتدفئة في نظر الحكومة، هدر يجب إيقافه.
التعليق