تهريب المواشي في ريف حلب الشمالي.. من المسؤول؟، وكيف؟
- بواسطة خالد محمد - خاص - اقتصاد --
- 01 شباط 2019 --
- 0 تعليقات
تواصل المجالس المحليّة في مناطق عدّة من ريف "حلب" الشمالي، إصدار قرارات تتعلق بمنع تجارة المواشي بمختلف أنواعها (أغنام، ماعز، أبقار) وبيعها في مناطق أخرى، وذلك بعد أن أدّت عمليات التهريب الجائر إلى ارتفاعٍ كبير بأسعارها في أسواق المنطقة.
في هذا الشأن قال "مسعود بكر"، وهو مالكٌ لأحد المحال المخصصة لبيع اللحوم في مدينة "عفرين"، في تصريح خاص لـ"اقتصاد": "ارتفعت أسعار اللحوم كثيراً مقارنةً مع ما كانت عليه خلال الأشهر الماضية، إذ يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد من لحم الخروف3200 ليرة سورية، بعد أن كان يباع سابقاً بسعر 2000 ليرة، وهو ما أثر أيضاً على أسعار لحوم الدواجن نتيجة الإقبال عليها بسبب رخص ثمنها".
وأضاف: "يرجع السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار إلى تهريب الماشية وخاصة الأغنام إلى مناطق سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، التي تشهد مناطقها ارتفاعاً مضاعفاً في أسعار اللحوم قياساً بالمناطق المحررة الخاضعة لسيطرة (المعارضة) السورية".
وأشار "بكر" إلى أن تهريب المواشي لا يقتصر على مناطق ريف "حلب" الشمالي فحسب، وإنما يمتد ليشمل كل المناطق السورية؛ بينها "الجزيرة" السورية التي تعاني هي الأخرى من عمليات تهريب واسعة إلى "كردستان العراق"، ما أسفر عن ارتفاع اللحوم في الآونة الأخيرة ليصل سعر الكيلو الواحد 4000 ليرة سورية.
تشهد قرى وبلدات "الجزيرة" حسب -بكر-انخفاضاً متزايداً في أعداد الماشية، بسبب جملة من العوامل وأبرزها: معاناة مربيها من عدم توفر الأعلاف وارتفاع أسعارها، وانخفاض القوة الشرائية لعددٍ كبير من أبنائها، وعزوفهم عن شراء اللحوم الحمراء، فضلاً عن نزوح المربين إلى مناطق أخرى، وانعدام اللقاحات والأدوية البيطرية التي تباع بأسعار مرتفعة جداً إن وجدت.
تهريب منظم
بدوره أوضح "عمر حسن" (اسمٌ مستعار لأحد تجار الماشية في منطقة "إعزاز") أن عمليات التهريب تتم عبر شراكات بين تجار عرب وأكراد، تبدأ أولى خطواتها بقيام مجموعة من الوسطاء بشراء المواشي من المربين الذين يتواجدون في منطقتي (درع الفرات، غصن الزيتون)، بعدها تُنقل بواسطة سيارات شحن صغيرة أو متوسطة إلى مناطق سيطرة (وحدات حماية الشعب) وحزب (pkk)، لقاء رشاوى مالية تبلغ 8000 ليرة سورية عن كل رأس غنم، تُقدم إلى مسؤولي بعض فصائل "المعارضة" التي تُدير الحواجز العسكرية، ومن أبرزهم "فرقة الحمزة" المعروفة أيضاً باسم "الحمزات" والتي تحظى بنفوذ واسع في المنطقة.
وأضاف التاجر في حديث خاص مع "اقتصاد": "يجري تهريب القسم الأكبر من رؤوس الماشية بعد وصولها إلى المناطق التي تسيطر عليها الأحزاب الكردية الانفصالية، إلى داخل الأراضي (العراقية)، إما عن طريق القرى الحدودية بين البلدين، أو من خلال معبر (سيمالكا) على الحدود (السورية- العراقية) مقابل دفع ضريبة عليها".
أسعار متفاوتة
وأشار "حسن" إلى أن سعر كيلو الخروف يتفاوت بين المنطقتين، فهي تبلغ في مناطق "المعارضة" بشمال حلب 1700 ليرة سورية، وفي "منبج" 1900 ليرة، لكل رأس، فيما يُقدّر سعر الأنثى "الفطيمة" -وهي مرغوبة بشكلٍ كبير- بنحو 1200 ليرة سورية، و"الأمات" بـ 100 ألف ليرة سورية عن كل واحدة مع صغيرها.
وكانت المجالس المحليّة في مدن (إعزاز، صوران، عفرين)، أصدرّت في الأيام القليلة الفائتة قرارات تنص على منع إخراج أي من أنواع الماشية بهدف الحفاظ على الثروة الحيوانية وضبط أسعار اللحوم، تحت طائلة المسؤولية والمحاسبة القانونية للمخالفين.
التعليق