تعرّف على الأسباب.. أسعار المواشي تلتهب في إدلب وباقي المحرر


يستبدل القصاب "أبو حسن" قطعة الورق المقوى التي كتب عليها سعر كيلو اللحم بورقة أخرى كتب عليها "كيلو الخاروف بـ 3500".

خلال الأيام القليلة الماضية كرر "أبو حسن"، الذي يدير محلاً لبيع اللحم في إدلب، هذا الإجراء، على خلفية الصعود المستمر لأسعار لحم الأغنام بكافة أنواعها في إدلب وباقي المنطقة المحررة التي تقع تحت سيطرة المعارضة. تمثل الصعود بنسبة يقدرها البعض بين 15 إلى 20 بالمئة وهي "مؤهلة للارتفاع ما دامت أسبابه قائمة"، حسبما يؤكد هؤلاء.

الارتفاع الحالي في أسعار المواشي يعود إلى نشاط عملية بيعه من إدلب وريف حلب نحو منبج التي تقع تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية". هذه التجارة أدت لزيادة كبيرة في الطلب على شراء المواشي في الأسواق الكبرى للمحرر مع ضعف في العرض.

تتحدث مصادر خاصة عن سبب آخر يتعلق بافتتاح النظام أواخر العام الماضي لمعبر أبو الظهور من طرف واحد (من المعارضة إلى النظام) حيث يعود العشرات من سكان أبو الظهور وغيرها من المناطق التي سيطر عليها النظام مؤخراً إلى هذه المناطق مصطحبين مواشيهم. تشتهر أبو الظهور بتجارة وتربية الماشية وتعتبر إحدى أبرز المناطق التي تصدر الماشية لباقي المدن السورية. مصادر "اقتصاد" تحدثت عن حركة واسعة لعودة السكان على الرغم من الإتاوات التي يتقاضاها النظام (20 ألف ليرة عن كل شخص، من 5 حتى 10 آلاف ليرة عن كل رأس ماشية).

أسواق المواشي في إدلب سجلت أسعاراً مرتفعة مع ضعف في العرض يقابله ارتفاع في الطلب. سوق معرة مصرين سجل 1550 ليرة ثمن كيلو الخاروف المعلوف. و1350 للفطيمة ونفس السعر للكبش.

أما سوق معصران فسجل سعراً يتراوح بين 1500 وحتى 1550 ليرة للخاروف المعلوف. 1450 وحتى 1500 ليرة خاروف مصوف. بينما سجل كيلو الفطيمة 1250 ليرة. و النعجة 1150 ليرة.

سابقاً، كان لحم الغنم في إدلب يعتبر الأرخص من بين باقي المحافظات حيث يتراوح سعر لحم الخاروف بين 2000 وحتى 3000 ليرة لكن ومع الصعود الراهن لا يتوفر في أسواق المحافظة سعر أقل من 3 آلاف ليرة.

وتضم كل مدينة كبيرة في الشمال السوري تقريباً سوقاً يومياً للمواشي. وتعتبر الأغنام دعامة هذه الأسواق تليها العجول والأبقار التي لا تتواجد في جميع الأسواق.

صعود الأسعار قابله حركة بيع غير نشطة في محلات القصابة.

يقول أحد السكان لـ "اقتصاد": "كان سعر لحم الضأن مناسباً قبل موجة الارتفاع، اليوم لم يعد بإمكان معظمنا شراء اللحم".

أما القصاب "أبو حسن" فيشتكي من "الحركة الباردة" على شراء اللحوم. "لم نعد نذبح بكميات كبيرة. الأسعار نار والله يعين العباد".

ولا يبدو أن الرجل سيستقر على السعر الحالي الذي سجله في لوحته أمام المتجر. فـ "السعر قد يرتفع في أي وقت".

ترك تعليق

التعليق