في دمشق وريفها.. لا غاز، لا شاورما
- بواسطة خالد محمد - خاص - اقتصاد --
- 16 كانون الثاني 2019 --
- 0 تعليقات
تصاعدّت أزمة الغاز في محافظة دمشق وريفها بشكلٍ غير مسبوق خلال الفترة الماضية، إذ أنها لم تقف عند حدود الأفراد والبيوت فحسب؛ بل تجاوزتها لتطال المطاعم والأفران ومحلات بيع الأطعمة الجاهزة، الأمر الذي أسفر عن إغلاق عددٍ منها نظراً لحاجتها المستمرة إلى الغاز.
استياء وغضب
في هذا السياق، قال "أنس الأشقر"، وهو يقطن في ضواحي العاصمة دمشق، في تصريحات لـ "اقتصاد": "تحول تجمهر الأهالي أمام مراكز الغاز المرخصة للحصول على جرة غاز، إلى مشاهد مألوفة في الأسابيع الفائتة، ورغم ساعات الانتظار الطويلة -تبدأ من ساعات الليل المتأخرة وتمتد حتى الصباح- التي يقضونها على تلك المراكز أملاً باستبدال جرارهم الفارغة بأخرى معبأة، إلا أن أغلبهم يرجع بلا أسطوانات، وربما يخسر البعض منهم أسطوانته الفارغة نتيجة التدافع على الدور".
وأضاف: "يعتمد القسم الأكبر من أبناء دمشق وريفها على الغاز كمصدرٍ رئيس للتدفئة والطبخ وجميع الأمور المتعلقة بأنشطة الحياة اليومية في فصل الشتاء، ومع عدم توفر المازوت وزيادة ساعات التقنين في التيار الكهربائي، أصبحت حاجة الأسرة إلى أسطوانة غاز كل 3 إلى 4 أيام أمراً طبيعياً في مثل هذه الظروف".
ونوّه "الأشقر" إلى وجود حالة من الاستياء والغضب الشديد تسود بين الأهالي، جراء حاجتهم إلى معارف وعلاقات لمعرفة موعد حضور سيارات التوزيع التي لا تتناسب كمياتها مع حجم احتياجاتهم، فضلاً عن عجز الجهات المعنية في أي من مناطق دمشق وريفها حتى اللحظة عن تنظيم دور التوزيع.
شح وغلاء
امتدّت أزمة فقدان الغاز المنزلي لتشمل قطاعات تجارية حيوية أبرزها: مطاعم (الوجبات السريعة، الفروج والشاورما) التي اضطر العديد من أصحابها إلى الإغلاق مؤقتاً، في حين لجأ آخرون إلى السوق السوداء للمحافظة على عملهم.
وقال "أحمد سليمان"، صاحب أحد مطاعم الفروج والشاورما في منطقة "القلمون" الشرقي، لـ"اقتصاد": "اضطررت في الآونة الأخيرة إلى إغلاق مطعمي أكثر من مرة، بسبب استمرار انعدام تأمين أسطوانات الغاز اللازمة لعملي، ما أدّى في نهاية المطاف إلى إغلاق المطعم وصرف قسمٍ من العمال رغم براعتهم وحاجتي إليهم في وقتٍ تعاني فيه مدن وبلدات المنطقة من غياب ملحوظ في اليد العاملة على خلفية سوق المئات من أبناءها إلى الخدمة الإلزامية".
وأضاف: "لا أستطيع في الوقت الراهن إعادة فتح مطعمي أمام الزبائن لعدم قدرتي على تأمين طلباتهم من المأكولات، وفي حال استمرت هذه الأزمة لفترة طويلة فإنني سأتعرض لخسائر مادّية كبيرة، لذلك قمت بتسريح 4 عمال بصورة نهائية كل واحد منهم يعيل أسرة تتكون من خمسة إلى ستة أفراد".
يحتاج أصحاب المطاعم-حسب سليمان-إلى عددٍ كبير من أسطوانات الغاز للقيام بمقتضيات العمل، وقد شكل انقطاع هذه المادة صدمة كبيرة بالنسبة له لأنه لم يضع احتياطاته لها، حيث يستهلك ما مقداره 3 أسطوانات من الغاز كل يومين لتشغيل آلات المطعم وتلبية طلبات الزبائن.
بدوره أشار "قصي عمران" مالك أحد المطاعم المخصصة للوجبات السريعة في العاصمة دمشق، في حديثه مع "اقتصاد"، إلى أنه قام في بداية الأزمة بتقليص فترة عمله إلى أربعة أيام في الأسبوع، مستفيداً من بعض الأسطوانات المخزنة لديه، لكنه قام مؤخراً برفع أسعار الوجبات التي يقدّمها مطعمه بنسبة تصل إلى نحو40%، وذلك تجنباً للخسارة وإغلاق مطعمه بوجه زبائنه، على اعتبار أنه لجأ إلى شراء أسطوانات الغاز من السوق السوداء.
وبينّ "عمران" أن سعر الأسطوانة الواحدة من الغاز المنزلي يصل في السوق السوداء إلى حوالي 12000 ليرة سورية، بينما يقدّر سعرها النظامي بـ 3800 ليرة فقط، والسبب أن بعض أصحاب محلات بيع أسطوانات الغاز يقومون باحتكار جزءٍ منها ومن ثمّ بيعها لأصحاب المطاعم بأسعار مرتفعة.
التعليق