هل تمهد "سيرياتل" الطريق أمام النظام للعودة إلى مدينة الرقة؟
- بواسطة أحمد زكريا - خاص - اقتصاد --
- 20 كانون الأول 2018 --
- 0 تعليقات
عادت شبكة الاتصالات الخلوية "سيرياتل"، إلى مدينة "الرقة" شرقيّ سوريا، بعد انقطاع دام خمس سنوات، بحسب مصادر محلية.
وتعود ملكية الشبكة لرامي مخلوف وهو ابن خال رأس النظام بشار الأسد وأحد عمدة النظام الاقتصادية.
وأثارت عودة تلك الشبكة إلى مدينة الرقة العديد من التساؤلات من قبل مراقبين، معتبرين أن تلك الخطوة تمهد لعودة النظام إلى المدينة على أجنحة "سيرياتل" بالتنسيق مع "قوات سورية الديمقراطية".
وكانت مصادر صحفية رأت أن "رامي مخلوف" يعيد يده إلى الرقة على أجنحة سيرياتل، بعد خمس سنوات برعاية أمريكية، على حد تعبيرهم.
وتخضع مدينة "الرقة" لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" التي تشكل الوحدات الكردية الجزء الأكبر منها والمدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، منذ تاريخ 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، عقب معارك عنيفة مع تنظيم "الدولة الإسلامية".
تبادل مصالح بين "قسد" والأسد
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أدرجت، في العام 2008، "رامي مخلوف" على القائمة السوداء للعقوبات "متهمة إياه بالاستفادة من فساد مسؤولي الحكومة السورية، ومعاونتهم على الفساد".
ومن المدرجين أيضا ًعلى القائمة السوداء، بحسب مصادر إعلامية، كل من "إيهاب وإياد مخلوف"، شقيقا رامي مخلوف، لمساعدتهما رامي أو حكومة النظام، في التهرب من العقوبات. وبحسب المصادر ذاتها، فإن "إيهاب مخلوف"، نائب رئيس شركة "سيرياتل" السورية للهواتف المحمولة المملوكة لرامي مخلوف.
وفي هذا السياق، أوضح الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية "أيمن دسوقي" في حديثه لموقع "اقتصاد"، أن عودة تغطية شبكة "سيرياتل" إلى مدينة الرقة عقب انقطاعها منذ ربيع 2013، لم يكن ليتم لولا اتفاق أنجز بين الإدارة الذاتية والشركة التي يملكها رامي مخلوف، والذي تم بموجبه السماح لفرق صيانة "سيرياتل" بالدخول للمدنية التي تسيطر عليها قوات "قسد" لإجراء صيانة لأبراجها.
وأضاف "دسوقي"، أن هذا الاتفاق المبرم يحقق مصالح الطرفين، إذ ستحصل بموجبه الإدارة الذاتية على جزء من الأرباح أو مبلغ ثابت وما يعنيه ذلك من زيادة مواردها المالية، فضلاً عن التضييق على شركات الاتصالات التركية التي تنتشر تغطيتها راهناً على المدن الحدودية، فضلاً عن إبقاء "قسد" على قناة تواصل مفتوحة مع النظام عبر رامي مخلوف وما يمثله من ثقل داخل النظام.
بالمقابل، وبحسب "دسوقي"، يتيح عودة شركة "سيرياتل" للعمل في المدينة ولاحقاً مجمل المنطقة الشرقية زيادة عدد مشتركيها وبالتالي أرباحها المالية، فضلاً عن توظيفها من قبل الأجهزة الأمنية للنظام (فرع الاتصالات) لأغراض التجسس والمراقبة والتنصت على الاتصالات.
ويرى الباحث في مركز عمران، أن هذا الاتفاق يضاف إلى اتفاقيات سابقة عقدت بين الإدارة الذاتية ورامي مخلوف في مجال النفط والقمح وكان عرابها القاطرجي، ولعل المستغرب الموقف الأمريكي الذي يجاهر بممارسته ضغوط على النظام، بالوقت الذي يسمح فيه لحليفه المحلي "الإدارة الذاتية" بعقد اتفاقيات مع النظام، وبالتحديد مع شخصيات وشركات مشمولة بالعقوبات الأمريكية والغربية.
انترنت فضائي وشبكة تركية
وكان سكان مدينة "الرقة" يعتمدون على خدمة الانترنت الفضائي للتواصل مع أقاربهم وأصدقائهم، في ظل انقطاع شبكات الاتصال الخليوي عن المدينة وريفها، وكان الاعتماد الأكبر على شركة "الثريا" وشركة "مترو" التركية للنت الفضائي التي دخلت للمنطقة أوائل العام الحالي، بحسب ناشطين من المدينة.
الناشط الإنساني "أبو نايف الرقاوي" قال لموقع "اقتصاد" إن الأحداث الأخيرة التي مرت بها مدينة "الرقة" من نزاعات وحروب، انعكست بشكل سلبي على المواطن، من ناحية قلة الخدمات وضعف البنية التحية، ومن هذه الخدمات انقطاع شبكة الاتصال الخليوي التي انقطعت عن مدينة الرقة وريفها في شهر أيلول/سبتمبر 2013.
وتابع "الرقاوي" قائلًا: "على اعتبار أنه لم يبقى وسائل تواصل بين الأهالي، دفع ذلك ببعض التجار لاستقطاب ما يسمى الأنترنت الفضائي التابع لشركة "Tooway " الذي ساعد سكان المدينة وريفها على التواصل فيما بينهم داخل وخارج المدينة".
وتطرق "الرقاوي" إلى تكلفة الاتصال عبر شبكة "سيرياتل"، موضحاً أن سعر دقيقة الاتصال بشبكة الخليوي 13 ليرة سورية، وسعر خدمة "الانترنت" 3000 ليرة سورية تقريباً لكل 1 ميغا انترنت، وتتفاوت أجور تلك الخدمة بحسب عروض الشركة.
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" إبان سيطرته على المدينة، قد منع الأهالي من استخدام النت في المنازل، ليقتصر الأمر على بعض صالات "الكافي نت" مما أدى إلى قلة استخدامه بسبب خوف الأهالي من التواصل في تلك الصالات وعدم حريتهم في التواصل، خشية من اتهامهم بالتواصل مع جهات خارجية ضد التنظيم.
أمّا بعد دخول قوات "قسد" إلى مدينة "الرقة" أواخر عام 2017، عادت معاناة أهل الرقة من عدم وجود وسائل تواصل، فقام بعض المستثمرين باستقطاب شبكة "مترو" التركية، وكان لها صدى إيجابياً ساعد الأهلي على التواصل فيما بينهم.
لا خيار أمام الأهالي
وقال "الرقاوي" إن عودة شبكة الاتصالات السورية "سيرياتل" إلى الرقة وكامل ريفها مع بداية الشهر الحالي، كان له صدى إيجابياً بين الناس كونها تساهم في ربط الناس بين بعضهم البعض.
وفيما يتعلق بردود الفعل حول ما يتعلق بتلك الخطوة التي تعود بالفائدة على نظام الأسد اقتصادياً، نقل "الرقاوي" عن عدد من الأهالي قولهم: "إن هذه خدمات يحتاج لها أبناء المدينة وبما أن (قسد) سمحت بالاستفادة من خدمات شركة (مترو) التركية، فلا مانع من استخدام شركة سيرياتل، مع العلم أن (مترو) تتبع لتركيا العدو اللدود لـ (قسد)"، مضيفين أن من يسمح بدخول هذه الشركة التركية فإنه يسمح لشركة سيرياتل بالدخول.
في حين لم يستبعد مدير منظمة "صوت وصورة" والتي تهتم بتوثيق أخبار المنطقة الشرقية، مثل هذه الاتفاقات بين قوات "قسد" ونظام الأسد.
وقال "محمد الخضر" مدير المنظمة لموقع "اقتصاد": "منذ حوالي أسبوعين تم رصد دخول سيارات ورشات التصليح التابعة لسيرياتل إلى داخل مدينة الرقة وبدأت بصيانة المحطات والأبراج"، لافتاً إلى وجود ورشات مماثلة تعمل في الريف.
وأضاف أن قوات "قسد" ومنذ مدة لديها تعامل اقتصادي مع نظام الأسد وبشكل علني سواء اقتصادي أو سياسي، وهذا ما نشاهده على سبيل المثال في مناطق الحسكة حيث توجد نقاط مشتركة بين الطرفين هناك.
الجدير ذكره، عودة شبكة الاتصالات الخليوية " MTN" إلى مناطق من ريف الرقة، منذ شهر تقريباً، في حين لم تعد تلك الشبكة إلى مدينة الرقة، بحسب مصادر أهلية، والتي أشارت إلى أن هناك وعود بعودتها للمدينة عما قريب.
التعليق