الولاء مقابل العودة.. حال مهجّرين من ريف دمشق


على الرغم من سيطرة قوات الأسد وحلفائها من الروس والمليشيات متعددة الجنسيات على جميع المناطق التي كانت فصائل المقاومة السورية تسيطر عليها في دمشق وريفها، الا أن السماح للأهالي بالعودة إلى تلك المناطق بقي مرهوناً بالولاء لنظام الأسد مما حمّل عدداً كبيراً من أهالي هذه المناطق أعباء وتكاليف إضافية نتيجة حرمانهم من العودة إلى بلداتهم ومنازلهم، حيث اقتصرت موافقات العودة على عائلات عناصر جيش النظام والموظفين وعناصر التسويات، فيما لم يُسمح بالعودة لأغلب السكان الذين لهم صلة بالثورة السورية.

"أنهكتنا الايجارات والنزوح"، يقول "أبو أحمد"، وهو نازح من بلدة الذيابية في ريف دمشق منذ عام 2012، ويقيم في منطقة الكسوة بريف دمشق الغربي.  يضيف: "أتمنى العودة إلى بلدتي ومنزلي لكن حتى الآن لم يسمح لي بالعودة فالجهات الأمنية المسؤولة عن عودة الأهالي إلى بلدة الذيابية لازالت ترفض طلبي بالعودة. أنا وعائلتي نقيم في منزل صغير في منطقة الكسوة وهو منزل على العظم أي غير مكسي وإيجاره 25 ألف ليرة سورية، لكن نحن مضطرون لأن نتأقلم مع هذا الوضع خاصة وأن إيجارات المنازل الجيدة نسبياً تصل لـ 50 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يستحيل أن أتمكن من توفيره".

يتابع "أبو أحمد": "بصراحة أنهكتنا الإيجارات والنزوح ولا نستطيع التحمل أكثر. أنا أملك منزلاً مؤلفاً من طابقين وأرضاً زراعية في بلدة الذيابية والتي سيطرت عليها قوات النظام منذ عام 2014، وعلى الرغم من فتح باب التسجيل للعائلات الراغبة بالعودة إلى البلدة وتقديمي عدة طلبات على أمل أن أعود لمنزلي وأتخلص من كابوس الإيجارات، إلا أن الرفض كان قرار الجهات المسؤولة التي قررت عدم السماح بعودتي لأسباب أمنية".

وأردف "أبو أحمد": "النظام رفض عشرات طلبات النازحين في الكسوة من سكان الذيابية والبويضة وسبينة وخاصة من سكان حجيرة، كونها لا تبعد سوى أمتار عن منطقة السيدة زينب الخاضعة للميليشيات الإيرانية، وهناك عائلات متخوفة من العودة، لأن لديها أبناء مطلوبيين لأفرع النظام، ومنهم من يقيم في الشمال السوري".

ورصد "اقتصاد" آراء شريحة من العائلات النازحة من مناطق مختلفة في ريف العاصمة دمشق، وتقيم في منطقة الكسوة، والتي شكلت منذ بداية الثورة منطقة ملائمة لاستقرار أهالي المناطق الساخنة في دمشق وريفها، حيث يشتكي الجميع من صعوبة المعيشة وتكاليفها المرتفعة وارتفاع إيجارات المنازل. وتقول السيدة (م ش) وهي من بلدة حجيرة، "المعيشة صعبة وإيجارات البيوت في منطقة الكسوة مرتفعة. طبعاً كثرة الطلب على الايجارات بالكسوة كونها منطقة آمنة دفع أصحاب البيوت لرفع الإيجارات طمعاً بالربح، لكن للأسف، الأمل الوحيد كان رجعتنا إلى بيوتنا وخاصة مناطقنا قد سيطروا عليها من فترة طويلة. (بس ماكانوا يخلوا الناس ترجع وهلا الوضع ما تغير لحتى ترجع لبيتك بدك موافقة أمنية ولازم يكون في بالعائلة عسكري)".

 عمدت قوات الأسد بعد سيطرتها على مناطق جنوب العاصمة دمشق والغوطة الشرقية وغيرها من المناطق التي خضعت لسيطرتها خلال العام الجاري، إلى تفجير منازل للناشطين ولشخصيات بارزة شاركت بالثورة السورية، حيث كانت هذه إحدى الطرق للانتقام والتي وسعتها حالياً ليشمل الانتقام كل أبناء المنطقة أو الحي الذي هتف ضد نظام الأسد.

ترك تعليق

التعليق