قصة العم "أبو محمد" مع عربته المتنقلة
- بواسطة شمس الدين مطعون – خاص - اقتصاد --
- 15 كانون الأول 2018 --
- 0 تعليقات
مع ارتفاع أشعة الشمس ينطلق العم "أبو محمد" بعربته الزرقاء المزركشة والبخار يتصاعد من قدر الفول ووعاء السحلب الساخن. مع صوت بابور الكاز الذي وضعه تحت قدر الفول ليبقيه ساخناً، وصوته حين ينادي بكلماته البسيطة على بضاعته المتواضعة "سحلب سخن" و"فول نابت تعا قرب"، يدرك الأولاد أن العم "أبو محمد" قد وصل.
على يمين باب المدرسة في إحدى قرى إدلب يقف العم بعربته ينتظر قدوم الأطفال في الصباح وانصرافهم بعد الظهر. "بين قدوم الأطفال وانصرافهم أمضي الوقت بجولة في المدينة"، قال "أبو محمد" وهو يصب كأساً من السحلب لأحد الصبية، وتابع "أحب مهنتي المتواضعة فأن أرى الأطفال من حولي سعداء، هو أمر يسرني".
أمام باب المدرسة تصطف عشرات العربات لباعة متجولين لكن القسم الأكبر من الأطفال تجمهر حول عربة العم "أبو محمد". "ابتسامته الدائمة وطيبة قلبه تشجعني دائماً لكي أشتري من عنده"، يقول "سامر" ذو ١٠ أعوام، وهو يتناول صحن فول أمام العربة.
"سامر" أبدى للعم "أبو محمد" اعتراضه على سعر السحلب "١٠٠ ليرة". "عند غيرك في بـ ٥٠"، ردد "سامر"، ولكنه سرعان ما نسي قصة السعر وبدا مستمتعاً وهو يحتسي كأس السحلب الساخن.
يتقن العم صنع السحلب (وهو عبارة عن بودرة تشبه الحليب المجفف). ويدخل السحلب بصناعة البوظة التي عمل "أبو محمد" بصناعتها لسنوات. يقول: "جربت العمل كثيراً في معامل بوظة، ولكن مللت أن أكون عاملاً، والتفت لمشروعي الصغير وهو العربة الصغيرة التي باتت جزءاً مني".
يمسد العم ذقنه بكف يديه ويسترسل، "لقد أتعبتني السنين ولم أعد قادراً على جر العربة لذلك ثبتها على دراجة نارية لكي لا أبتعد عنها".
رائحة غليان السحلب ومنظر القرفة الناعمة التي يزين بها العم الكأس لا تقاوم وتجبر المارة على الوقوف لتذوقها، وبالنسبة لتناول صحن الفول الساخن مع الليمون تحت المطر فتلك حكاية أخرى يدركها من قابل "أبو محمد".
وفي فصل الصيف يواصل "أبومحمد" عمله ببيع البوظة التي يصنعها بيديه ويجد زبائنه الأطفال بالمرور من ساحة لعبهم، فيجذبهم إليه بصوته الرخيم "بوظة .. بوظة.. قرب أبو السمايح قرب أبو البلاش"، فلا سعر محدد لكوز البوظة وأي مبلغ يضعه الطفل بيد "العم" يأخذ مقابله بوظة كما يشتهي.
"سامر" أبدى للعم "أبو محمد" اعتراضه على سعر السحلب "١٠٠ ليرة". "عند غيرك في بـ ٥٠"، ردد "سامر"، ولكنه سرعان ما نسي قصة السعر وبدا مستمتعاً وهو يحتسي كأس السحلب الساخن.
يتقن العم صنع السحلب (وهو عبارة عن بودرة تشبه الحليب المجفف). ويدخل السحلب بصناعة البوظة التي عمل "أبو محمد" بصناعتها لسنوات. يقول: "جربت العمل كثيراً في معامل بوظة، ولكن مللت أن أكون عاملاً، والتفت لمشروعي الصغير وهو العربة الصغيرة التي باتت جزءاً مني".
يمسد العم ذقنه بكف يديه ويسترسل، "لقد أتعبتني السنين ولم أعد قادراً على جر العربة لذلك ثبتها على دراجة نارية لكي لا أبتعد عنها".
رائحة غليان السحلب ومنظر القرفة الناعمة التي يزين بها العم الكأس لا تقاوم وتجبر المارة على الوقوف لتذوقها، وبالنسبة لتناول صحن الفول الساخن مع الليمون تحت المطر فتلك حكاية أخرى يدركها من قابل "أبو محمد".
وفي فصل الصيف يواصل "أبومحمد" عمله ببيع البوظة التي يصنعها بيديه ويجد زبائنه الأطفال بالمرور من ساحة لعبهم، فيجذبهم إليه بصوته الرخيم "بوظة .. بوظة.. قرب أبو السمايح قرب أبو البلاش"، فلا سعر محدد لكوز البوظة وأي مبلغ يضعه الطفل بيد "العم" يأخذ مقابله بوظة كما يشتهي.
التعليق