استعصاء النظام في "عين الفيجة".. ومعول الهدم يطال ما تبقى من بيوت
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 15 كانون الأول 2018 --
- 0 تعليقات
في السادس من الشهر الحالي وعد النظام على لسان "علاء إبراهيم" محافظ ريف دمشق أهالي قرية عين الفيجة بالعودة إلى منازلهم. قامت مساجد المنطقة عبر مكبرات الصوت بالإعلان التالي "من يود من أهالي عين الفيجة العودة لبيته وتثبيت ملكيته فليذهب إلى مبنى إحدى بلديات وادي بردى"، لكن الواقع كان على خلاف الوعود المعسولة التي أطلقها النظام؛ فقد صحا نازحوا عين الفيجة في اليوم الموعود على أصوات تفجيرات البيوت في قريتهم، ما عطل عملية العودة التي يقول نشطاء إنها مجرد "كذبة كبيرة".
تقع عين الفيجة في منطقة وادي بردى غربي العاصمة وتبعد عن دمشق 15 كيلومتراً. ويتدفق من سفوح جبالها نبع الفيجة الشهير الذي يزود مدينة دمشق بحاجتها الأساسية من مياه الشرب. كانت البلدة قبل الثورة من المناطق السياحية الهامة في سوريا نظراً لطبيعتها الجميلة وغناها بالمطاعم الشهيرة.
وفي كانون الثاني من العام 2017 تمكن النظام من السيطرة على عين الفيجة بعد حملة عسكرية واسعة شملت عدة قرى في وادي بردى كانت تسيطر عليها المعارضة. وبعد اتفاقية مع النظام أُخليت البلدة من المعارضة ومن كامل سكانها. يفسر "أبو محمد البرداوي" الناطق الرسمي باسم الهيئة الإعلامية في وادي بردى تعنت النظام في استملاك القرية كنتيجة طبيعية لكونها "أهم قرية في الريف الدمشقي بالنسبة للنظام لأنها مصدر مياه الشرب الرئيسي للعاصمة دمشق وذلك لوجود نبع الفيجة فيها".
ولا يستطيع الأهالي العودة إلى البلدة حتى اللحظة الراهنة.
تتمركز قوات النظام داخل القرية منذ اتفاق التهجير في مطلع كانون الأول 2017. يقول "البرداوي" إن النظام قام بوضع حواجز على مداخل ومخارج القرية مانعاً جميع الأهالي من الدخول للقرية. كما قام جنوده بسرقة جميع بيوت القرية وممتلكات الأهالي وتفجير غالبية بيوت ومحال القرية.
ويرى "البرداوي" أن الاستعصاء الذي يمارسه النظام في المنطقة "ليس جديداً، فقد حاول النظام في ثمانينات القرن الماضي إخراج أهالي عين الفيجة من القرية واستملاكها تحت مسمى حرم النبع". في العام 2007 مرر نفس المحاولة عارضاً تعويض السكان بمساكن في مدينة عدرا قرب الغوطة الشرقية. وجوبه هذا العرض برفض قاطع.
منذ سيطرته على عين الفيجة ينفذ النظام عمليات هدم واسعة النطاق في المنطقة حيث اعتاد سكان وادي بردى على سماع أصوات تفجيرات المنازل ومشاهدة الدخان والغبار الناجم عن هذه العمليات. وتظهر الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي دماراً هائلاً، يشير "البرداوي" إلى أنه يصل إلى 85% من المساحة الإجمالية للقرية.
يستبعد أهالي عين الفيجة تنفيذ النظام لوعوده حول العودة لتبقى "القرية مستملكة من قبل نظام الأسد". فلو كان لدى النظام نية حقيقية لإعادة الأهالي "لما فجر بيوت القرية وأبقى أهاليها مشردين بلا بيوت عامين متتاليين!!".
يقدر عدد أهالي عين الفيجة النازحين بـ 6000 نسمة. ويتوزعون بين قرى وادي بردى وجمرايا وقدسيا والهامة والتل والديماس ومضايا ودول الجوار وأوروبا.
التعليق