عشرات البقاليات في إدلب "فريسة سهلة" لمجموعة "نصب واحتيال"


"أنت التاجر رقم (21) الذي زارنا حتى الآن ويقدم نفس مضمون الشكاية"، يقول الموظف بـ "شركة النديم" لبيع مواد التنظيف والأدوات المنزلية في سرمدا بريف إدلب مخاطباً أحد تجار التجزئة الذي وقع كضحية في لعبة نصب واحتيال نفذها مندوب وهمي للشركة الشهيرة بهدف كسب كميات كبيرة من المال في عموم محافظة إدلب. يتفاجأ مقدم الشكاية أن الشركة لا علاقة لها بالمندوب وأنه خسر مبلغ 90 ألف ليرة في واحدة من عمليات الاحتيال الواسعة في الشمال السوري.

تقف سيارة محملة بالبضائع. أدوات منزلية، مواد تنظيف، صابون وشامبو، وفراشي أسنان.. يترجل المندوب (المحتال) عارضاً بضاعته بأسعار رخيصة. ولكي يكسب موافقة زبونه الذي بدأ يقتنع بالشراء يقدم عروضاً مجانية إلى جانب البضاعة. فـ "مثلاً، كل ثلاث علب فراشي أسنان معها علبة رابعة كعرض مجاني"، يتحدث "أسامة" وهو أحد التجار الذين طالتهم عمليات الاحتيال.

أحد العروض كانت عبارة عن مجموعة طاقة شمسية مؤلفة من لوح ومدخرة وذلك إلى جانب فاتورة بمبلغ 100 ألف ليرة. يقدم المندوب نفسه كموظف في شركة تجارية معروفة لكسب ثقة الزبون وعندما تتم عملية البيع يختفي عن الأنظار دون أن يقدم البضاعة المجانية (العرض) واعداً بإحضارها في الغد.

يخسر الزبون أموالاً طائلة كنتيجة مؤكدة لنوعية البضاعة التي اشتراها. يقول "أبو محمود" وهو تاجر آخر خسر مبلغ 50 ألف ليرة بنفس الطريقة "البضاعة رديئة جداً (ستوك) ولا تزال كاسدة على رفوف المتجر.. بعض زبائني تساءل كيف أشتري مثل هذه الأصناف السيئة فمهما كان سعرها رخيصاً لا يمكن أن يكون مصيرها سوى حاوية القمامة". لم يحصل "أبو محمود" على أي من عروض الشراء التي وُعد بها وذلك لأن "التاجر غادر المنطقة واختفى تماماً، ربما لإجراء عملية احتيال أخرى في بلدة ثانية".

حاول كل من "أبو محمود" و"أسامة" التواصل مع التاجر. تمكن "أسامة" من التحدث معه عبر واتساب "كان يضحك وهو يقول إذا فيك تطولني لا تقصر"، يتحدث "أسامة" الذي يبدو أنه "تعلم من كيسه"، كما يقول، ولم يعد يشتري أي بضاعة من التجار المجهولين.

لا يمكن لهذه اللعبة أن تمر على التجار ذوي الخبرة فـ "هم يتحسسون البضاعة جيداً ولا يقبلون بشراء الكميات التي تحوي عروضاً تجارية دون أن ينزل العرض قبل البضاعة"، على حد تعبير الخمسيني "أبو بسام"، وهو تاجر سابق من ريف دمشق.

يتابع "أبو بسام" الذي سمع عن حكايات عديدة من هذا النوع في الآونة الأخيرة بريف إدلب، "التاجر الجيد يشتري من شركات ومتاجر معروفة تكون محل ثقة. وأغلب من تعرضوا للنصب هم من التجار الذين افتتحوا محلاتهم منذ فترة قليلة ولم يكتسبوا الخبرة بعد".


ترك تعليق

التعليق