بين إدلب واللاذقية.. كيف يصل سعر تنكة زيت الزيتون إلى الضعف؟


تعتبر محافظة إدلب المصدر الأساسيّ لمنتجات الزيتون في سوريا، ولكن جشع الانتهازيّين والحصار عليها يجعلها مجبرة على بيع محاصيلها بأقل من نصف أسعار السوقّ ليضيع تعب المزارعين بين مستغلّ وشبّيح.

الشبّيحة والتجار يتحكّمون

ينشط تجّار الزيت في كلّ عام مع بداية موسم الزيتون، ويتنقّلون بين المزارعين والمعاصر من أجل الشراء ويتحكّمون بالأسعار.

اشتكى المزارع "أبو أحمد" من بلدة "كفرنبل" من تكرار هذه الحالة في كل عام.

قال أبو أحمد لموقع "اقتصاد": "يبلغ انتاجي السنويّ من الزيت حوالي 200 صفيحة (تنكة)، وكنت أخزّنها حسب العادة في منزلي، وأبيعها في الوقت الذي يناسبني وحسب حاجتي للأموال".
 
"أما الآن ومع الحصار على المحافظة وارتفاع الأسعار فقد أصبحت أضطّر لبيعها في الموسم، لكي أتمكّن من تسديد ما عليّ من ديون للمتاجر وشراء ما يلزمني من حاجات مؤجّلة، لأن موعد الوفاء هو قطاف موسم الزيتون".

وأضاف: "نحن مجبرون أيضاً على بيع المحصول في موسمه، لأنّنا لم نعد قادرين على التخزين، فنحن لا نعلم إن كنا سنبقى أو سنرحل نتيجة ما تقوم به قوّات الأسد، وقصفها الدائم علينا بالطيران، فنحن كما نخشى على أرواحنا نخشى على أموالنا".

وتابع: "لقد بعتُ إجمالي موسمي لهذا العام الذي بلغ (180) تنكة بسعر 16 ألف ليرة للتنكة الواحدة، وهو قليل جداً مقارنة مع الأسعار التي يبيع بها التجار في المناطق التي يسيطر عليها النظام بعد نقلها إلى هناك، وتبلغ ضعف هذا المبلغ حيث تتراوح الأسعار في محافظة اللاذقيّة بين 30 و35 ألف ليرة".

للتجّار مبرّراتهم

اشتكى تاجر الزيت "مصطفى - ن" من عدم مقدرته على دفع أسعار أعلى، مع علمه بأنّ ما يدفعه أقلّ من السعر الحقيقيّ، وبرر ذلك بقوله لموقع "اقتصاد": "نحن ندفع مبالغ كبيرة لكافّة الحواجز المنتشرة على الطرقات سواء باتجاه الساحل أو دمشق، ويتحكّم بنا التجار هناك، ويفرضون علينا الأسعار التي تناسبهم متذرّعين بضعف الحالة المعاشيّة وانخفاض المقدرة الشرائيّة".

وأضاف: "إنّ تكلفة تنكة الزيت الواحدة من لحظة تحميلها في مكان الإنتاج إلى وصولها في سوق المبيع يتراوح بين 6 إلى 8 آلاف ليرة سورية، وكل حاجز لقوات الأسد يأخذ بين 100 و200 ليرة عن كل تنكة".

وتابع: "يجب ألاّ ننسى تكلفة التحميل والتفريغ وأجور الشاحنات الناقلة، ونحن يجب أن نحقق أرباحاً تمكننا من الاستمرار في العمل، وعلينا تصريف إنتاج المحافظة رغم كل شيء، فإدلب هي المنتج الأكبر للزيتون والزيت في سوريا".

إدلب.. قبلة الزيتون

يعتبر زيت إدلب وزيتونها من أفضل الأصناف في العالم. وتبلغ المساحة المقدّرة للأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في محافظة إدلب حوالي 130 ألف هكتار، ويزيد عدد الأشجار عن "15" مليون شجرة، يبلغ انتاجها حوالي 14 مليون صفيحة (تنكة) زيت، أي ما يقارب 250 مليون كغ زيت نقيّ صالح للاستهلاك في الطعام، بالإضافة إلى ما يتم استهلاكه من الزيتون في صناعة المخللات التي تشتهر بها المحافظة وكانت تصدرها إلى مختلف دول العالم.

يوجد في محافظة إدلب حوالي 120 معصرة زيتون، تستمرّ في عملها منذ شهر تشرين أول وحتى نهاية فصل الشتاء لتتمكّن من عصر إنتاج المحافظة من الزيتون.

وينتج عن عصر الزيتون مئات الآلاف من أطنان العرجوم، الذي يستخدم في التدفئة بالإضافة إلى كميات كبيرة من المخلّفات تستخدم في صناعة الصابون.

ترك تعليق

التعليق