حتى مع تخفيضات تصل لـ 70%.. معظم سكان دمشق عاجزون عن شراء الألبسة الجديدة


كعادته، يُثقل فصل الشتاء على كاهل العائلات السورية بنفقاته، فلا تكاد العائلة تخرج من أزمة تأمين المونة ومتطلبات المدارس،  ليفكر رب العائلة بتوفير ضرورة باتت ملحة أكثر من تأمين وقود التدفئة وهي كسوة الشتاء، فالعادة التي درج عليها السوريون خلال السنوات الماضية أن يقوموا، حسب تعبيرهم، بتسميك ملابسهم، للتقليل من تشغيل المدفئة، والحد من استهلاك الوقود.

إلا أن العائلة تقف أمام حائط الأسعار التي لا تتناسب مع مدخولها المادي على الرغم من عروض التخفيضات والتصفيات التي تشهدها أسواق العاصمة دمشق على أسعار الألبسة والتي يصل بعضها إلى 90% من قيمة المنتج.

السيدة "حنان" من سكان حي نهر عيشة بدمشق، تقول في حديثها لـ "اقتصاد" إنها قامت بجولة على بعض الأسواق الشعبية لدراسة الأسعار قبل أن تقوم برصد الميزانية التي ستخصصها لكسوة عائلتها. "طبعاً أسواق الحمرا والشعلان باتت محرمة علينا نتيجة الأسعار الخيالية جداً. قمت بجولة على بعض الأسواق الشعبية مثل سوق القنوات وسوق مدحت باشا وسوق عاصم. بصراحة يوجد تخفيضات وعروض وتصافي محلات لكن المشكلة هذا الانخفاض لم يصل لمرحلة التوازن مع مدخولنا المادي. أنا عائلتي مكونة من خمسة أشخاص، الكسوة الشتوية للشخص ضمن الحدود الدنيا وبدون أحذية فقط لباس، قرابة 8000 ليرة سورية بين كنزة وبنطال وجاكيت طبعاً للأطفال".

تتابع "حنان": "خلال جولتي بأحد الأسواق الشعبية سعر الجاكيت النسائي لا يقل عن 20 ألف ليرة والكنزات بحدود 8000 ليرة ويوجد عروض على موديلات الموسم الماضي بحدود 4000 ليرة. طبعاً أغلبهم أنواع متوسطة الجودة أو أقل. بحساباتي لا أتوقع أن يكون مبلغ 40 ألف كافي لشراء الكسوة الشتوية للعائلة وهذا المبلغ تقريباً هو كامل مرتب زوجي".

وتردف السيدة حنان: "دراسة السوق تركت لدي قناعة مفادها أن الخيار الوحيد المتاح لشراء كسوة لكامل العائلة هو البالة. فبسعر غيارين ألبسة بإمكاني شراء كسوة لكامل العائلة فأسعار الكنزات الولادي بحدود الـ 1500 ليرة والنسائي بـ 3000 ومعظمهم قطع جيدة وأجنبية ولكن يبقى هناك أشياء لا يمكن شرائها إلا من محلات الألبسة الجديدة".
 
عروض التخفيضات وتصفيات الموسم الفائت التي قامت بها محلات بيع الألبسة سواء في الأسواق الشعبية أو محلات الماركات في دمشق، تُبقي الأسعار رغم انخفاضها، خيالية بالنسبة للأهالي، مع انخفاض القوة الشرائية بشكل عام. وبحسب السيد (ب، م)، تاجر ألبسة في سوق مدحت باشا، تصل عروض التخفيضات في بعض المحلات لـ 70%، فيما تصل لـ 90% على موديلات الموسم الفائت، إلا أن الإقبال على الشراء يبقى ضعيفاً مقارنة بالمواسم السابقة.
 
ويتابع (ب، م) حديثه قائلاً: "حالة الجمود هذه تعاني منها الأسواق الشعبية أيضاً التي لطالما عُرفت برخص أسعارها، وكونها أسواق الدراويش، حيث أصبحت الأسعار في هذه الأسواق دون إمكانيات ذوي الدخل المحدود، خاصة وأن السيولة المادية والقوة الشرائية للأهالي منخفضة هذا العام".

 ويوضح (ب، م) أن المساومة على السعر تطول داخل المحل بين الزبون والبائع وكثيراً ما يغادر الزبائن المحل رغم إعجابهم بالقطعة لكن يبقى  السعر عائقاً أمام شرائها.

يشار إلى أن اسعار الألبسة في سوريا شهدت خلال العام الحالي انخفاضاً بلغ نسبة 15% مقارنة بالعام الماضي، نتيجة انخفاض تكلفة مستلزمات الإنتاج، بحسب تقرير لصحيفة تشرين التابعة لنظام الأسد. وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن أغلب المنتجين كانوا يضطرون لدفع مبالغ إضافية أخرى لشراء المازوت بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر في حين تلاشى ذلك الأمر حالياً.


ترك تعليق

التعليق