يوم دون شموع أو تقنين.. أبرز أحلام أهالي القامشلي


"1400 ليرة، يدفعها المنزل الواحد في القامشلي ثمناً للحصول على أمبير واحد مدة 9 ساعات يومياً، في ظل غياب للكهرباء النظامية عن المدينة إلا لساعات قليلة، وتنعدم أحياناً أثناء النهار"، هكذا بدأ "مالك" ابن مدينة القامشلي حديثه لـ "اقتصاد" عن تردي الواقع الكهربائي في المدينة.
 
"مالك" قال: "تصل الكهرباء النظامية إلى المنازل ساعتين يومياً فقط في حين تصل كهرباء المولدات لمدة 9 ساعات يومياً".

 وقال "مالك" إن سعر الأمبير الواحد يبلغ 1400 ليرة سورية في حين يحتاج المنزل وسطياً لثلاثة أمبيرات لتشغيل البراد على الأقل أي 4200 ليرة سورية شهرياً. أما في حال تشغيل أدوات التدفئة أو التكييف على السخانات أو المكيف، فإن الحاجة سترتفع حينها إلى 16 أمبيراً أي 22400 ليرة سورية شهرياً.

وعند السؤال عن سبب هذا الوضع السيء في تغطية شبكة كهرباء بالمدينة رغم ابتعاد الحرب عنها، قال "مالك": "تستطيع محطة غاز (السويدية) سد الحاجة اليومية للمدينة من الكهرباء، إلا أن (الإدارة الذاتية) تقوم بقطع الكهرباء لكي يضطر الناس لشراء الأمبيرات وجعلها مصدر رزق لجهات مقربة من (الإدارة الذاتية)، حيث وصلت دفعة مولدات كهربائية كبيرة من (مسعود برزاني) رئيس إقليم كردستان العراق كهدية للإدارة الذاتية للعمل على تغذية المنطقة بالكهرباء، إلا أن الأخيرة حولت تلك المولدات إلى مصدر رزق لها".

وأضاف "مالك": "الكهرباء النظامية لا تنقطع عن المطار ومساكنه وبلدة (هيمو) والتي تبعد 6 كيلو مترات عن المدينة".

في بلدة "هيمو" يمتلك جميع السكان أراضٍ زراعية تعمل مضخات آبارها على الكهرباء. اضطر كل صاحب أرض فيها لدفع مبلغ مليون ليرة مقابل جعل كهرباء البلدة ككهرباء المطار ومساكنه، كما قال "مالك".

"عبد الكريم ملك"، الرئيس المشترك لهيئة الطاقة في الجزيرة، نفى ما قاله "مالك". وقال في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "إن المولدات التي تغذي المدينة بالكهرباء هي مشاريع خاصة لأصحابها، ويستحيل على الإدارة الذاتية الاتفاق مع أصحابها أو السيطرة عليها حيث يصل عدد تلك المولدات إلى الآلاف, أما محطة السويدية فباتت بالكاد تغطي نسبة 25 بالمئة من حاجة المدينة للكهرباء يومياً".

أما بالسؤال عن سبب عدم انقطاع الكهرباء عن المطار ومساكنه وبلدة "هيمو"، أجاب "عبد الكريم ملك": "المطار يخدم بالدرجة الأولى المواطنين في عمليات النقل إلى دمشق أو إلى خارج القطر، ولا يخدم وحدات الحماية الكردية أو قوات سوريا الديمقراطية، كما يُشاع. لذلك من الضروري أن يبقى المطار مغذى بالكهرباء على مدار 24 ساعة".
 
أما بالنسبة لبلدة "هيمو" فأكد "عبد الكريم ملك" أن الكلام الذي قاله "مالك" بخصوصها، عارٍ عن الصحة، وأن البلدة تحصل على حصتها اليومية من الكهرباء كغيرها من البلدات هناك.
 
"عبد الكريم ملك" أشار إلى أن الكلام عن استغلال الإدارة الذاتية حاجة الناس للكهرباء لجعلها مصدر رزق، يندرج ضمن الدعاية السوداء التي تستهدف الإدارة الذاتية، على حد وصفه.

مصدر آخر من داخل المدينة أرجع تردي الواقع الكهربائي في المنطقة إلى الحرب التي شهدتها منطقة الجزيرة ككل إضافة إلى قيام "تنظيم الدولة" بتدمير عدد من محطات التوليد عمداً، كمحطة مبروكة. إلى جانب الأضرار التي لحقت بسد الرقة بعد الحرب الأخيرة بين "تنظيم الدولة" من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" من جهة أخرى، والتي كان لها أثر كبير في تردي وضع الكهرباء. يضاف إلى تلك الأسباب، انخفاض منسوب المياه في السد الذي يؤثر سلباً على عمل عنفات توليد الكهرباء هناك.
 
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الكهرباء في الشهر الأخيرة بدأت بالتحسن بسبب أعمال الصيانة التي تطال السد والمحطات الأخرى.

ورغم أن القامشلي لم تتعرض كمدن سورية أخرى، لصراع مسلح نال من بنيتها التحتية، إلا أن آثار الحرب في عموم سوريا، بادية على وجوه أهلها الذين باتت أبسط أحلامهم قضاء يوم كامل دون إشعال الشموع أو الاضطرار إلى الحد من استخدام الكهرباء لأن 4 أمبيرات لا تكفي لتشغيل أدوات المنزل مجتمعة.

ترك تعليق

التعليق