"لمبة".. مشروع مجتمعي يشغّل الحرفيين السوريين في لبنان


في مشغل صغير بمدينة عالية (شرق لبنان) تتوزع عشرات القطع الفنية التي أخذت شكل مصابيح إضاءة وثريات بمجسمات غاية في الجمال والإبداع، وهو المشروع الذي يعمل عليه الفنان اللبناني "أحمد ترو" بمساعدة عدد من الحرفيين السوريين اللاجئين في لبنان ضمن مبادرة أطلقوا عليها اسم "لمبة" وهو مشروع مجتمعي يركز على مزج الإضاءة بالفن من خلال مواد معاد تصنيعها واستحضار التراث الثقافي المشرقي والسوري بشكل خاص بقالب فني معاصر.



 ويهدف المشروع إلى تحويل نفايات الزجاج إلى مصابيح زجاجية جميلة تساهم في الحد من تفاقم النفايات. وبحسب خبراء البيئة فإنّ كل زجاجة يتم إرسالها إلى مواقع الطمر، تستغرق ما يقارب مليون عام حتى تتكسر، في حين أنها لا تأخذ أكثر من شهر من أجل إعادة تدويرها.



 وروى الفنان ترو أن فكرة المبادرة بدأت بعد أن أتاحت منظمة اليونيسكو مجال التقدم بمشاريع تخدم البيئة فتقدم بمشروعه الذي حظي بتمويل من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، التي قدمت دعماً مالياً بعد قراءة اقتراح المشروع وجدواه.



ولفت الشاب الثلاثيني إلى أن مشروعه الذي يهدف لتشغيل اللاجئين السوريين والاستفادة من إمكانياتهم الفنية والحرفية يقوم على إعادة تدوير الأواني والعبوات الزجاجية عبر صنعها على شكل كؤوس، ومن ثم تطوّر عمله إلى صنع مصابيح زجاجية وقطع للديكور (ثريات، لامباديرات)، فضلاً عن إدخال الفن المشرقي والعجمي (telegraphy)، لزخرفة وتزيين هذه المجسّمات بشكل جمالي. وبدأ مع رفاقه-كما يقول لـ"اقتصاد"- بتصميم تحف فنية استخدموا فيها الزخرفة والخط العربي والرسم وتخليد رموز الفن العربي واللبناني كأم كلثوم وفيروز وصباح وماجدة الرومي، ولكنهم اقتصروا الآن على القطع الفنية العادية التي تلقى إقبالاً أكثر.



 وبيّن ترو أن فريقه يعتمد على صفحة خاصة بهم اسمها "لمبة" على موقع "فيسبوك" لتسويق منتجاتهم وبيعها بأسعار مقبولة نسبياً إضافة إلى صالة عرض في منطقة عالية.



وأنجز ترو ورفاقه داخل مشغله أكثر من 250 قطعة فنية مختلفة الأشكال والتصاميم منذ بدء المشروع، ولفت إلى أنهم كانوا يعانون من تسويق منتوجاتهم في البداية مما دفعه–كما يقول-لتمويل المشروع من مصروفه الشخصي ومن مردود عمله كمصور مشيراً إلى أن مشروعه ليس تجارياً أو بيئياً فحسب، وإنما يعكس خلفية ثقافية مشرقية بحتة، تتمثل في الكتابة على بعض القطع الزجاجية بالحرف العربي وبكافة أنواع الخطوط.



 وأكد صاحب المبادرة أنه يحرص على أن تكون أعماله المصممة جديدة وغير مسبوقة، ويحاول–حسب قوله- إدخال أكبر قدر من الزجاج من خلال إعادة تدويره وتوفير أكبر قدر من الضوء، مع الحرص على أن تكون تصميماته منسجمة مع الديكور.



 ولفت محدثنا إلى أنه يستخدم العديد من المواد في إعادة التدوير ومنها الزجاج والخشب القديم والنحاس والحبال، مضيفاً أنه يحصل على عبوات الزجاج الفارغة من المطاعم والمحال التجارية مجاناً مقابل تقديم هدية خاصة لهم مصنوعة من بقايا الزجاج، ما شجع هذه المطاعم على تقديم الفوارغ له بدل كسرها أو إرسالها للحاويات.



ترك تعليق

التعليق