قوة عسكرية تقتل دباً سورياً مهدداً بالانقراض غربي العراق
- بواسطة فارس الرفاعي- خاص - اقتصاد --
- 03 تشرين الثاني 2018 --
- 0 تعليقات
تداول مهتمون بالبيئة صوراً لحيوان "الدب البني السوري" المهدد بالإنقراض مقتولاً على يد قوة أمنية تابعة للفوج التاسع في محافظة الأنبار غربي العراق بعد مهاجمته أراضٍ زراعية.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام صوراً لدب بني ملقاً على الأرض والدماء تملأ وجهه وجسده بعد قتله، مشيرة إلى أن الدب هرب من إحدى المزارع حيث تربى، باتجاه نهر الفرات، وأشار ناشطون إلى أن دورية استكشافية رأت الدب على ضوء السيارة فتم رميه بالرصاص.
وشُوهد هذا الحيوان النادر في جبال القلمون حيث تم التقاط صورة تداولها ناشطون على نطاق واسع مع العاصفة الثلجية العنيفة (عاصفة السلام / زينة / هدى) التي ضربت المنطقة عام 2015، كما شوهد في جرود السلسلة لجبال لبنان وتحديداً في جرود بلدة نحلة -قضاء بعلبك أواخر العام 2016، كما انتشر خبر ظهور هذا الحيوان النادر في قرية "سنير"- جنوب شرق سوريا- في العام 2004، وإثر هذا الاكتشاف اختير الدب السوري كحيوان سوريا عام 2010 وأُصدرت عملة فضية تذكارية فضية حملت صورة الدب السوري.
وبالعودة إلى تواريخ أسبق تشير المصادر إلى أن الدب السوري كان مألوفاً في سوريا وشمال فلسطين والجولان في القرن التاسع عشر كما تمت رؤية آخر دب سوري عام 1917 جنوب جبل الشيخ أو ما يُعرف بـ"جبل الحرمون" وسلسلة جبال لبنان الشرقية قبل أن ينقرض بسبب صيده المكثف من قبل الضباط الألمان خلال الحرب العالمية الثانية. واستمر تواجده في سوريا بعدها حتى نهاية الخمسينات أو الستينات لينقرض بعدها بسبب تدمير المسكن والتمدن في المناطق الريفية.
وبحسب الموسوعات العلمية فإن الدب البني السوري أو الدب الأسمر السوري أو الدب السوري (الاسم العلمي: Ursus arctos syriacus) هو إحدى سلالات الدب البني وأصغرها جميعاً، وهو حيوان "آكل لكل شيء"، فهو يقتات على اللحوم والأعشاب والفاكهة والحشرات وغيرها. وللدب البني السوري مواصفات تميزه عن بني جنسه، إذ يبلغ طوله 150 سم، أما رأس الذكر منه فيبلغ حجمه بين 30 و40 سنتيمتراً، ولون فرائه أسمر خفيف، بينما شعر كاهله أكثر طولاً من فرائه، ويتميز بلونه البني، ويمكن لأنثى الدب السوري أن تحمل عندما تبلغ ثلاث سنوات من العمر، وبعد التزاوج يستمر الحمل حوالي سبعة أشهر، وتلد خلال فصل الربيع اثنين من الصغار حيث ترعى الأم صغارها لمدة عام أو أكثر، وتكون شرسة في الدفاع عنها، ويمكن أن يصل عمر الدب ما بين 15 و30 عاماً.
وروى المهتم بشؤون الصيد البري "داود سليمان البرغش" لـ"اقتصاد" أن الدب السوري الذي انتشرت صورته مقتولاً تم قتله قريباً من الحدود العراقية السورية بـ 150 كم. وأعرب محدثنا عن اعتقاده بأن هذا الدب دخل من الحدود الإيرانية لأنه لم يكن موجوداً في المناطق المذكورة سابقاً كونها مستوية ويصعب عليه العيش فيها لقلة المياه ولعدم وجود جبال وكهوف وأحراش وهي التضاريس المناسبة لمعيشته، كما أنه يمر بفترة سبات شتوي وغالباً ما يكون هذا السبات في الكهوف.
وأردف البرغش أن الدب السوري يستطيع أن يمشي لمسافة 100 كم في اليوم ليأكل ويشرب وهو يأكل كميات كبيرة من الطعام. ويقتات عادة على اللحوم والأعشاب والفاكهة والحشرات.
وأشار البرغش إلى أن الدب المقتول صغير الحجم مقارنة بالدببة البالغة التي تكون ذات بنية أضخم وتتميز بشراسة وذكاء أكثر وبمهارة في الهروب لمسافات بعيدة والابتعاد عن البشر في حال إحساسها بالخطر.
ولفت محدثنا إلى أن اختصاصيي الدببة كانوا يجهلون وجود الدببة في العراق حتى سنة 2006 عندما رأى طيار أمريكي عبر منظار لأشعة تحت الحمراء ما اعتقد أنه دب بري سوري فبحث عن خبراء الدببة في الشرق الأوسط على الأنترنت فأخبروه بأن الدببة السورية لا تزال موجودة في منطقة كردستان شمال العراق، وغالباً ما يقتل الصيادون هناك هذه الدببة ويوثقون هذه الحوادث بكاميرات جوالاتهم المحمولة.
ويتواجد حوالي 150 دباً سورياً في كل من تركيا وإيران والعراق وفي بعض حدائق الحيوان كحديقة الحيوان الكتابية في القدس، وحديقة حيوانات ملبورن الملكية، ومنتزه ماريبا للحياة البرية في أستراليا.
ودعا ناشطون المنظمات المعنية بالحياة البرية والتنوع الحيوي ولاسيما منها الإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN إلى حماية هذه السلالة النادرة من الدببة خصوصاً وأن حادثة قتل الدب في العراق تقدم بينة تقطع الشك باليقين على أن هذا الكائن تمكن من أن ينأى عما يتهدده من مخاطر طبيعية طوال أكثر من خمسين عاماً، إلا أن الحرب كانت أقوى من قدرته على التكيف بعيداً من البشر.
التعليق