في إدلب الخالية من أي دار نشر، جميع الكتب متوفرة.. وهذا هو السبب
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 26 تشرين الاول 2018 --
- 0 تعليقات
يصنع "أبو كرم"، وهو طالب جامعي، كوباً من القهوة ويجلس إلى مكتبه ويشرع في مطالعة كتب الأدب والتاريخ والعلوم الشرعية. فبعد تجهيزه مكتبة صغيرة طالما حلم بها أصبح بإمكانه الجلوس طويلاً والمطالعة في عشرات الكتب التي يحبها، فمشكلة عدم توافر الكتب في إدلب حُلّت، وذلك بتصويرها في مكتبات المدينة وبأجور أرخص من شرائها في حال توفرت في الأسواق.
وعن طريق تنزيلها عبر الإنترنت ثم تصويرها في مكتبات معينة تخرج الكتب أنيقة ومغلفة كما لو كانت مطبوعة في إحدى دور النشر. ومع ازدياد عدد القراء والطلاب الجامعيين على خلفية النشاط الذي يشهده التعليم العالي في إدلب ازدهرت مهنة تصوير الكتب وأضحت إحدى أهم الركائز التي تقوم عليها مكتبات القرطاسية في إدلب.
تسلم "نبيل" الطالب في الجامعة (العثمانية) منهاج الفصل الأول للسنة الثانية والمُؤلّف من عدة مجلدات لم يتوفر أي منها في مكتبات إدلب، وهذا ما جعله يلجأ إلى الطريقة التي اتبعها "أبو كرم" ليحصل على المنهاج الكامل عن طريق التصوير.
يقول نبيل لـ "اقتصاد": "هذه الطريقة وفرت علينا عناء البحث كما أنها تعتبر أقل كلفة". ويضيف بينما يقلّب في إحدى المجلدات من كتاب "مقاصد الشريعة الإسلامية" لمؤلفه الطاهر بن عاشور، "طلبوا منا في الجامعة الجزء الثالث فقط من هذا الكتاب. طريقة التصوير وفرت علي الكثير من المال لأنني غير مضطر لشراء الكتاب كاملاً".
3 ليرات فقط هو كل المبلغ الذي تتقاضاه المكتبات عن كل صفحة يتم تصويرها. وفي حين يباع كتاب "مائة عام من العزلة" لـ(غارسيا ماركيز) المطبوع في دمشق بـ 1300 ليرة لا يحتاج تصويره لأكثر من 800 ليرة فقط.
أما رواية "خان الخليلي" لنجيب محفوظ التي طبعتها إحدى دور النشر المصرية فتباع بـ 1500 ليرة وفي حال تم تصويرها سينقص الثمن 500 ليرة على أقل تقدير.
تطبع المكتبات الكثيرة الموجودة في إدلب أي كتاب يمكن أن يخطر على بال الزبون حتى ولو كان يضم عشرات المجلدات. ويوفر الزبائن الكثير من أموالهم باستخدام هذه الطريقة فالكتب ذات الغلاف الفني تعتبر باهظة الكلفة وفي حال تم تصويرها وتجليدها بغلاف من الورق بإمكان الزبون توفير جزء كبير من ثمن الكتاب.
فاوض "عبادة" وهو طالب في جامعة إدلب صاحب إحدى المكتبات حول الثمن النهائي لكتاب "فقه السنة" لـ سيد سابق الذي يضم ثلاثة مجلدات مغلفة بغلاف فني فاخر ليصل المبلغ إلى 10 آلاف ليرة. ومع قيامه بتصوير نفس النسخة تمكن عبادة من توفير مبلغ 5 آلاف ليرة.
عقب تسجيله في جامعة إدلب لجأ "محمد" إلى تصوير منهاج التاريخ المكون من 7 كتب عوضاً عن شراء طبعاتها الصادرة عن دور النشر والتي يتجاوز ثمنها 9 آلاف ليرة على الأقل، وتمكن من الحصول على نسخ مصورة بمبلغ 5000 ليرة.
ولا يُعتبر توفير المال السبب الوحيد في إقبال الزبائن على تصوير ما يحتاجونه من كتب بل إن ندرة تواجدها هو ما دفعهم إلى ابتكار هذه الطريقة التي يقول الكثيرون إنها "مجدية ونافعة وقد وفرت الكثير من المال والوقت والجهد".
التعليق