لا أعمال في الرقة بعيداً عن "قسد".. هكذا تستغل الأخيرة فاقة الأهالي
- بواسطة مصطفى محمد- خاص - اقتصاد --
- 24 تشرين الاول 2018 --
- 0 تعليقات
اتسمت سياسة ما تعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" في الرقة بشأن تجنيد أبناء المحافظة، بطابع الترغيب والترهيب. فمن جهة تستغل الواقع الاقتصادي المتردي الذي يدفع بالشباب إلى التطوع في صفوفها، مع الأخذ بعين الاعتبار الحماية التي يؤمنها العنصر المتطوع لعائلته، ومن جهة أخرى تفرض التجنيد الإجباري على نطاق واسع في الريف.
وفي مركز مدينة الرقة، وقبل أيام قليلة، دفع الشاب "س، ن" حياته ثمناً لتطوعه في صفوف "قسد"، الخطوة التي أقدم عليها مضطراً بعد أن فشل في العثور على فرصة عمل، تؤمن لعائلته شيئاً من لقمة العيش.
يروي أحد أفراد أسرته لـ"اقتصاد"، أن الشاب تطوع في الجهاز الأمني التابع لـ"قسد" مقابل مرتب شهري يصل لـ60 ألف ليرة سورية، ليُقتل بعدها بمفخخة استهدفت محيط مشفى الطبقة، بينما كان (س ن) يقوم بمهام الحراسة في المشفى الذي تديره "قسد".
ويخبر المصدر، أن الشاب وعائلته لا يلتقيان فكرياً مع أهداف "قسد"، غير أن فقر حال عائلته وحاجته للعمل دفعته إلى التطوع.
ويردف بلهجة محلية "ما في مجال للعمل، والمصروف غالي".
في الشأن ذاته، يصف الناشط الإعلامي شامل الأحمد، الموجود في الرقة، نسبة الشباب العرب الذين تطوعوا في صفوف "قسد" بالرقة، بأنها "نسبة مرتفعة، تتجاوز الـ70 بالمئة من عدد قوات (قسد) في الرقة".
ويوضح في حديثه لـ"اقتصاد" الأسباب التي تدفع بالشباب إلى التطوع، مميزاً بين الأساليب التي تتبعها "قسد" لإجبار الشباب على التطوع، في كل من الريف والمدينة.
"في الريف، تطبق (قسد) التجنيد الإجباري على نطاق واسع، وتعتقل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 30 عاماً، وبذلك لم يبق من خيار أمام هؤلاء إلا التطوع أو التواري عن الأنظار"، يقول الأحمد.
ويشير كذلك، إلى تجنيد من نوع آخر تفرضه "قسد" على أصحاب الشهادات، "أصحاب الشهادات يجبرون على العمل في سلك التعليم الذي تطبق فيه (قسد) المنهاج الكردي، وهذا نوع آخر من أنواع التجنيد، وإن كان بشكل غير مباشر".
أما عن الوضع في مركز الرقة، فبحسب الأحمد، لا أعمال بعيداً عن "قسد"، سواء في المنظمات التي تسيطر عليها المليشيات الكردية، أو الانضمام المباشر للتشكيلات والألوية العسكرية المنتشرة في المدينة.
ويردف: "(قسد) تحاصر الشباب في كل شيء، ولا سبيل لتحصيل لقمة العيش إلا بالعمل معهم".
ويلفت إلى أمر آخر يعتبره الناشط الإعلامي من الأهمية بمكان، فيقول إن "تطوع الفرد يضمن حماية أفراد العائلة، من المضايقات والاعتقال التي تمارسه (قسد) على نطاق واسع".
في السياق، أعلنت "قسد" في الأسبوع الماضي، عن تشكيل اللواء الثاني لها في الرقة، موضحة أن اللواء يتألف من 800 مقاتل من أبناء الرقة.
التعليق