تعرّف على بعضها.. قصص من تجارب "التعفيش" والنهب في حوض اليرموك
- بواسطة خاص - اقتصاد --
- 24 تشرين الاول 2018 --
- 0 تعليقات
يقف الخمسيني "أبو عبد القدوس" مذهولاً أمام مستودعه، وهو يكلم نفسه قائلاً: "في الأمس القريب كان هذا المكان مليئاً بالخيرات، من كل الأنواع. هنا كانت تتوضع أكثر من 25 صفيحة من الزيت البلدي، وهناك في تلك الزاوية كانت مركونة كميات كبيرة من أكياس القمح والشعير والعدس وعشرات خلايا النحل الفارغة، لكني لم أجد من كل ذلك شيئاً".
وأردف في حزن عميق "لم يتركوا لي حتى بذار للموسم الزراعي القادم، الذي أصبح على الأبواب".
وأضاف أن كل شيء في منزله تمت سرقته، وتعفيشه، حتى الأبواب والنوافذ والأسلاك الكهربائية سحبت من مكانها، متسائلاً "في أي عصر نحن نعيش؟ وماذا فعلنا حتى نعامل بهذه الطريقة المذلة؟".
ويقول "أبو عبد القدوس" وهو من ريف درعا الغربي، "ليس هذا فقط. لقد نهبوا كل أموالنا المنقولة من نقود وذهب، بعد أن حاصرونا في زاوية ضيقة هربنا إليها مع عائلاتنا طلباً لبعض الأمان".
وأوضح في حديثه لـ "اقتصاد" أن خسائره المادية لا تقل عن 20 مليون ليرة سورية هي "شقا وتعب سنوات طويلة".
فيما أكد "أبو محمد"، 56 عاماً، أن بيته لم يسرق ولم يعفش من قبل القوات الغازية، لكنها نهبت له أكثر من 300 رأس غنم، كان قد هرب بها إلى ضفاف وادي اليرموك؛ إبان الحملة العسكرية الأخيرة على المنطقة.
وأضاف: "حملوا أغنامي على مرأى مني في شاحنات كبيرة، رغم توسلاتي بأن يتركوا لي بعضاً منها، لكنهم لم يسمعوا ذلك، وتركوا لي الحمار فقط".
وقال: "أخذوا كامل رزقي، الذي أعيش منه، وبقيت أنا وأسرتي بلا مصدر رزق"، موضحاً أن خسائره تقدر بأكثر من 15 مليون ليرة سورية، (على اعتبار أن متوسط سعر رأس الغنم 50 ألف ليرة سورية).
ويقول مصدر من ريف درعا الغربي إن "قوات النمر" والقوات الرديفة، التي دخلت الريف الغربي غازية، خلال الحملة العسكرية الأخيرة على تنظيم"الدولة الإسلامية" في حوض اليرموك، نهبت كل شيء في المنطقة الغربية، ولم يسلم من أذاها لا بشر ولا حجر ولا ضرع ولا شجر، لافتاً إلى أن تلك القوات ارتكبت الموبيقات، واستباحت المحرمات، دون أن يرف لعناصرها طرف، تاركة السواد الأعظم من أهالي تلك المنطقة، في ظروف اقتصادية ونفسية سيئة جداً.
ويشير محمد الرفيدي، 38 عاماً، وهو مربي أغنام، أنه لم يبق في المنطقة الغربية إلا أعداد قليلة من الأبقار والأغنام؛ بعد عمليات النهب التي تعرضت لها في شهري تموز وآب الماضيين، لافتاً إلى أن ذلك تسبب بارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته، وغياب الجبنة البلدية من الأسواق بعد أن كانت متوفرة طيلة العام.
وأضاف أن سعر الكغ من الحليب ارتفع من 125 ليرة سورية، إلى 175 ليرة سورية، والكغ من اللبن الرائب ارتفع من 250 إلى 300 ليرة سورية، فيما فقدت الكثير من مشتقات الحليب الأخرى كالجبنة واللبنة و"الكثي" "الجميد" والسمنة البلدية من أسواق المنطقة؛ بسبب قلة الحليب وتراجع الإنتاج.
ولفت إلى أن خلايا النحل، لم تسلم هي الأخرى من عمليات النهب، على أيدي قوات النمر والقوات الرديفة، موضحاً أن آلاف الخلايا سرقت من المراعي، وبيعت في مناطق أخرى بأبخس الأثمان، لبعض ضعاف النفوس من أبناء المناطق المجاورة، رغم أنهم يعرفون مصدرها وعائديتها.
وأضاف أن سعر الخلية المليئة بالنحل، يقدر بنحو 50 ألف ليرة سورية، إلا أنها بيعت لضعاف النفوس، بـ 12 و15 ألف ليرة سورية.
حصار وفرض طوق أمني بهدف السلب
وتقول "أم قاسم"، 65 عاماً، حاصرونا في وادي "الرقاد" في أقصى ريف درعا الغربي، وفرضوا علينا طوقاً أمنياً مشدداً، بعد أن عزلوا الرجال والشباب عنا، وطلبوا منا وضع كل ما في حوزتنا من مصاغ وموبايلات ونقود على الأرض، وإلا سنتعرض للتفتيش الدقيق من قبل العناصر، "الذين كانوا يوجهون فوهات بنادقهم إلى صدورنا، وصدور أطفالنا".
وأضافت أن الخوف من أن تلمسنا أيديهم الآثمة، دفع بنا إلى الإفصاح عما في حوزتنا، ووضع كل ما نملك من نقود وذهب أمامهم، لافتة إلى أن من يطلق عليهم "حماة الديار"جردوا النساء حتى من محابس الزواج ومن ثمن حليب أطفالهن.
يشار إلى أن أهالي حوض اليرموك، ووفقاً لمصادرنا في المنطقة، عاشوا معاناة كبيرة، وظروفاً اقتصادية سيئة؛ نتيجة ما تعرضوا له من انتهاكات وممارسات لا إنسانية، على أيدي "تنظيم الدولة"، الذي منع ممارسة الكثير من الأنشطة الاقتصادية؛ وتسبب بتعطيل مصادر دخل كثيرة للسكان، ليأتي النظام بعد التنظيم، ويقضي على ما تبقى لهم من مقومات العيش والحياة، من خلال الهدم والتخريب والنهب، ويزيد في تفاقم أوضاعهم الاقتصادية.
وأردف في حزن عميق "لم يتركوا لي حتى بذار للموسم الزراعي القادم، الذي أصبح على الأبواب".
وأضاف أن كل شيء في منزله تمت سرقته، وتعفيشه، حتى الأبواب والنوافذ والأسلاك الكهربائية سحبت من مكانها، متسائلاً "في أي عصر نحن نعيش؟ وماذا فعلنا حتى نعامل بهذه الطريقة المذلة؟".
ويقول "أبو عبد القدوس" وهو من ريف درعا الغربي، "ليس هذا فقط. لقد نهبوا كل أموالنا المنقولة من نقود وذهب، بعد أن حاصرونا في زاوية ضيقة هربنا إليها مع عائلاتنا طلباً لبعض الأمان".
وأوضح في حديثه لـ "اقتصاد" أن خسائره المادية لا تقل عن 20 مليون ليرة سورية هي "شقا وتعب سنوات طويلة".
فيما أكد "أبو محمد"، 56 عاماً، أن بيته لم يسرق ولم يعفش من قبل القوات الغازية، لكنها نهبت له أكثر من 300 رأس غنم، كان قد هرب بها إلى ضفاف وادي اليرموك؛ إبان الحملة العسكرية الأخيرة على المنطقة.
وأضاف: "حملوا أغنامي على مرأى مني في شاحنات كبيرة، رغم توسلاتي بأن يتركوا لي بعضاً منها، لكنهم لم يسمعوا ذلك، وتركوا لي الحمار فقط".
وقال: "أخذوا كامل رزقي، الذي أعيش منه، وبقيت أنا وأسرتي بلا مصدر رزق"، موضحاً أن خسائره تقدر بأكثر من 15 مليون ليرة سورية، (على اعتبار أن متوسط سعر رأس الغنم 50 ألف ليرة سورية).
ويقول مصدر من ريف درعا الغربي إن "قوات النمر" والقوات الرديفة، التي دخلت الريف الغربي غازية، خلال الحملة العسكرية الأخيرة على تنظيم"الدولة الإسلامية" في حوض اليرموك، نهبت كل شيء في المنطقة الغربية، ولم يسلم من أذاها لا بشر ولا حجر ولا ضرع ولا شجر، لافتاً إلى أن تلك القوات ارتكبت الموبيقات، واستباحت المحرمات، دون أن يرف لعناصرها طرف، تاركة السواد الأعظم من أهالي تلك المنطقة، في ظروف اقتصادية ونفسية سيئة جداً.
ويشير محمد الرفيدي، 38 عاماً، وهو مربي أغنام، أنه لم يبق في المنطقة الغربية إلا أعداد قليلة من الأبقار والأغنام؛ بعد عمليات النهب التي تعرضت لها في شهري تموز وآب الماضيين، لافتاً إلى أن ذلك تسبب بارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته، وغياب الجبنة البلدية من الأسواق بعد أن كانت متوفرة طيلة العام.
وأضاف أن سعر الكغ من الحليب ارتفع من 125 ليرة سورية، إلى 175 ليرة سورية، والكغ من اللبن الرائب ارتفع من 250 إلى 300 ليرة سورية، فيما فقدت الكثير من مشتقات الحليب الأخرى كالجبنة واللبنة و"الكثي" "الجميد" والسمنة البلدية من أسواق المنطقة؛ بسبب قلة الحليب وتراجع الإنتاج.
ولفت إلى أن خلايا النحل، لم تسلم هي الأخرى من عمليات النهب، على أيدي قوات النمر والقوات الرديفة، موضحاً أن آلاف الخلايا سرقت من المراعي، وبيعت في مناطق أخرى بأبخس الأثمان، لبعض ضعاف النفوس من أبناء المناطق المجاورة، رغم أنهم يعرفون مصدرها وعائديتها.
وأضاف أن سعر الخلية المليئة بالنحل، يقدر بنحو 50 ألف ليرة سورية، إلا أنها بيعت لضعاف النفوس، بـ 12 و15 ألف ليرة سورية.
حصار وفرض طوق أمني بهدف السلب
وتقول "أم قاسم"، 65 عاماً، حاصرونا في وادي "الرقاد" في أقصى ريف درعا الغربي، وفرضوا علينا طوقاً أمنياً مشدداً، بعد أن عزلوا الرجال والشباب عنا، وطلبوا منا وضع كل ما في حوزتنا من مصاغ وموبايلات ونقود على الأرض، وإلا سنتعرض للتفتيش الدقيق من قبل العناصر، "الذين كانوا يوجهون فوهات بنادقهم إلى صدورنا، وصدور أطفالنا".
وأضافت أن الخوف من أن تلمسنا أيديهم الآثمة، دفع بنا إلى الإفصاح عما في حوزتنا، ووضع كل ما نملك من نقود وذهب أمامهم، لافتة إلى أن من يطلق عليهم "حماة الديار"جردوا النساء حتى من محابس الزواج ومن ثمن حليب أطفالهن.
يشار إلى أن أهالي حوض اليرموك، ووفقاً لمصادرنا في المنطقة، عاشوا معاناة كبيرة، وظروفاً اقتصادية سيئة؛ نتيجة ما تعرضوا له من انتهاكات وممارسات لا إنسانية، على أيدي "تنظيم الدولة"، الذي منع ممارسة الكثير من الأنشطة الاقتصادية؛ وتسبب بتعطيل مصادر دخل كثيرة للسكان، ليأتي النظام بعد التنظيم، ويقضي على ما تبقى لهم من مقومات العيش والحياة، من خلال الهدم والتخريب والنهب، ويزيد في تفاقم أوضاعهم الاقتصادية.
التعليق