مهجرو الشام ينقلون "الكنافة النابلسية" إلى إدلب
- بواسطة شمس الدين مطعون – خاص - اقتصاد --
- 23 تشرين الاول 2018 --
- 0 تعليقات
لم يطل انتظار "مهاب"، ٢٤ عاماً، كثيراً ليحصل على أكلته المفضلة "كنافة النابلسية" بعد قدومه مهجراً من ريف دمشق إلى إدلب. كان الحصار قد حول جسده لبقايا جسد، وأول ما كان يفكر به، هو الطعام.
أحلام وذكريات "مهاب" كانت دائماً تراوده متخيلاً نفسه يتمشى تحت المطر ويأكل صحن نابلسية يرتفع البخار منه وتسيح الجبنة الطرية مع الكنافة الحلوة كما كان يفعل أيام الجامعة عندما يمر بباب الجابية عند "نبيل نفيسة" أشهر محلات النابلسية بدمشق، و"نابلسية الرازي" التي تجبر كل من مرّ من هناك على تذوقها.
"سكان إدلب لا يعرفون كنافة النابلسية كثيراً، ويشتهرون بالشعبيات"، قال "مهاب" وأردف: "لكن استطعت تناولها في محلات لمهجري دمشق وريفها وأصبحت متوفرة".
باتت محلات النابلسية والتي تحمل ماركات "دمشقية" وأسماء مدن وبلدات بريف دمشق، منتشرة في أسواق وشوارع محافظة إدلب حيث سعى مهجرون من الشام إلى نقل هذه الأكلة الشهيرة والتي يتميزون بصناعتها.
"أبو منذر" من داريا افتتح محل نابلسية في مدينة إدلب. قال لـ "اقتصاد": "هذه مهنتي من زمن، وقررت العودة إليها بعد الطلبات المتكررة من الناس الذين يعرفونني، وكانت نفوسهم تطوق لأكل الكنافة".
تردد "أبو منذر" في افتتاح محله لاسيما أن هذه الصنعة جديدة ولا يفضلها الكثيرون في إدلب. ولكن مع توافد قوافل من المهجرين من دمشق وريفها وبحثهم عن الأكلات الدمشقية، "قررت افتتاح المحل. والعمل الآن جيد وأصبح لدينا الكثير من الزبائن من أهل إدلب وأحبوا هذه الأكلة"، أوضح "أبو منذر" وهو يسكب القطر على الكنافة ويرش الفستق الحلبي.
يبلغ سعر كيلو كنافة النابلسية في إدلب ٢٠٠٠ ليرة سورية، و٥٠٠ ليرة صحن كوجبة لشخص واحد، وتتألف مكوناتها من الكنافة والتي باتت تصنع بمعمل خاص بحسب "أبومنذر"، والجبنة والقطر والفستق ووعاء للتسخين يوضع تحت صينية الكنافة لتبقيها ساخنة دائماً.
"أبو حسن" من إدلب، عبّر لـ "اقتصاد" عن إعجابه بالأكلات الشامية والطريقة الحرفية التي يصنعونها بها. "تذوقت الشاورما والفروج وأكلات الحلو من صنع أهل الشام.. كلها مميزة، وللكنافة النابلسية طريقة خاصة ولذيذة أحببتها".
محدثنا أوضح أنه بات يبحث عن المحلات التي تحمل اسم الشام ودمشق وريفها لكي يتذوق منتوجاتها ويتعرف على أكلات جديدة.
ويبتسم "أبو حسن " وهو يقول: "شكراً للتجهير اللعين الذي عرّفنا على أناس طيبين ومبدعين".
يعود تاريخ الكنافة إلى سنة 1850. ويُروى أن مواطناً سورياً أنشأ محلاً للكنافة في نابلس بفلسطين، ولعدم توفر إمكانيات مالية لديه لجأ إلى شخص من نابلس ليشاركه في المحل مقابل أن يدعمه مادياً، وكانت الكنافة بذلك الوقت تحشى بالمكسرات واللوزيات، وبعدما ترك السوري المحل وعاد لبلده، عمد النابلسي إلى حشو الكنافة بالجبنة وكان طعمها شهياً وعرفت بـ "الكنافة النابلسية" وانتقلت بعدها إلى معظم بلاد الشام.
التعليق