السعودية تقرّ أنها تمرّ بأزمة بسبب قضية خاشقجي وتحاول طمأنة المستثمرين


أقرّت الرياض الثلاثاء أنها تمرّ بأزمة بسبب قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، ساعية الى طمأنة قطاع الأعمال في افتتاح مؤتمر اقتصادي هام تأمل أن تستقطب من خلاله استثمارات من شركات عالمية.

وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح خلال مشاركته في أول أيام منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض "كما تعلمون هذه أيام صعبة (...) ونحن نمر بأزمة".

واعتبر أن مقتل خاشقجي "مقيت ومؤسف ولا يمكن لأحد في المملكة أن يبرّره".

وافتتح المؤتمر الهادف إلى جذب الاستثمارات للمملكة الغنية بالنفط والساعية الى تنويع اقتصادها صباحا وسط إجراءات أمنية مشددّة في فندق "ريتز كارلتون" في العاصمة السعودية.

وقال الفالح أيضا في كلمته اليوم إن قطاع النفط في المملكة سيستمر في النمو في إطار خطة التنويع الاقتصادي التي تحمل مسمى "رؤية 2013".

وأشاد الفالح بحضور رئيس مجلس إدارة المجموعة النفطية الفرنسية "توتال" باتريك بوياني، قائلا إن هذه الخطوة "تظهر حقيقة معدنه". فردّ بوياني أن "الشراكة الحقيقة تظهر في الأوقات الصعبة".

ووقّع الوزير ومسوؤلون في قطاع الطاقة السعودي اتفاقيات ومذكرات تفاهم على هامش أعمال المؤتمر في مجالات النقل والنفط والصناعة، علما أن بعض هذه الاتفاقيات سبق أن أعلن عنها في أوقات سابقة.

وقالت قناة "الإخبارية" الحكومية إن قيمة هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تقدّر بأكثر من 30 مليار دولار.

وتعطّل مساء الاثنين الموقع الالكتروني للمنتدى بعد تعرّضه على ما يبدو لهجوم الكتروني. كما تعطّل الموقع مجددا مرات عدة بعيد انطلاق أعمال المنتدى.

وتقول مجموعة "أوراسيا" الاستشارية للمخاطر أن ولي العهد يواجه "أزمة علاقات عامة حادة".

وينتهج الأمير محمد سياسة القبضة الحديدية في الملفات الرئيسية في المملكة. وبعد توليه منصبه، جرت حملة اعتقالات طالت رموزا دينية وثقافية وحقوقية، بالتوازي مع حملة انفتاح اجتماعي شهدت السماح للنساء بقيادة السيارات وإعادة فتح دور السينما.

وتشارك الرياض في حرب مكلفة في اليمن وتقود "حصارا" دبلوماسيا على قطر، ما يثير قلق المستثمرين.

وحصلت أزمات دبلوماسية بين الرياض ودول غربية بينها ألمانيا وكندا منذ تسلم الأمير محمد الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع، ولاية ولي العهد في حزيران/يونيو 2017.

وتهدد هذه النزاعات العلاقات بين السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، ودول عدة. وقد دعت برلين الإثنين الأوروبيين إلى تعليق عقود التسليح الجديدة مع الرياض ما لم تكشف حقيقة قضية خاشقجي.


ترك تعليق

التعليق