"الضمان الصحي" في اللاذقية.. منظومة فاسدة تسرق المرضى
- بواسطة خاص - اقتصاد --
- 09 تشرين الاول 2018 --
- 0 تعليقات
باب جديد لنهب الأموال من شركة الضمان الصحي في اللاذقية، واستخدام أساليب ملتوية للحصول على الأموال، يتشارك بالعملية أطباء وصيادلة ومخبريون وموظفون.
منظومة فاسدة
ما إن بدأ نظام الضمان الصحي بالعمل في محافظة اللاذقية حتى سارع مختصون وصيادلة معروفون ومقربون من نظام الأسد للتعاقد مع شركة الضمان.
عيِّن قسم منهم بالواسطة، وآخرون تم فرضهم من قبل الأجهزة الأمنية في المحافظة، بينما دفع بعضهم مبالغ مالية كبيرة لبعض المتنفذين ليتم التعاقد معهم.
وبنفس الأسلوب تم التعاقد مع عدد من الصيادلة والمخبريين ومراكز التصوير الشعاعي وبقية الكوادر التي تم اعتمادها.
اشترك كل من يعمل مع الضمان الصحي بصفات الولاء المطلق للأسد، والعمالة لأجهزة الأمن، والفساد الأخلاقي، واستعدادهم لفعل أي شيء من أجل المال.
سرقة مكشوفة
تواصل موقع "اقتصاد" مع عدد من المواطنين في مدينة اللاذقية وأخبرنا أحدهم بما حصل معه بقوله "اتصلت مع أحد أطباء القلبية المتعاقدين مع شركة الضمان لأحجز لي موعداً لمعاينتي بعد شعوري بالتعب، وأعطيته رقم بطاقة الضمان الخاصة بي، ولكنني غيرت رأيي ولم أذهب، وذهبت لعيادة طبيب قلبية آخر متعاقد أيضاً مع الضمان، ولكنني تفاجأت بقول الممرضة لي بأنه بعدم إمكانية معاينتي على حساب الضمان لأنه مسجل لديهم أنني قد ذهبت إلى عيادة الطبيب الذي اتصلت معه يوم أمس وسيقبض معاينتي هو".
أضاف: "اتصلت بعيادة الدكتور ولكنه أنكر، وعندما أخبرته بمعلومات الضمان طلب مني أن أزوره في العيادة من أجل التفاهم حول ذلك".
أساليب مختلفة
تختلف أساليب السرقة ويحصل غالباً أن تسجل عدة وصفات طبية أو تحاليل أو تصوير شعاعي باسم مريض واحد، ولعدة مرات بشكل متسلسل ومنتظم بمجرد معرفة رقم بطاقة الضمان الخاصة به.
اكتشف "محمد،ع" لدى ذهابه إلى عيادة طبيب بولية ورفض شركة الضمان صرف معاينة الطبيب، تسجيل عدة تحاليل للدم والبول ووصفات طبية وتصوير شعاعي باسمه، وقبض تكاليفها بالكامل من قبل طبيب عصبية ومخبر الأشعة ومركز التحليل وصيدلية معروفة وجميعهم متعاقدون مع الشركة.
وشرح لـ "اقتصاد" بأنه ذهب إلى عيادة طبيب عصبية مرة واحدة لمعالجته من ألم في الظهر، وطلب منه الطبيب تحاليل بول ودم وصورة للعمود الفقري حينها، وكتب له وصفة دوائية، ولدى مراجعته لشركة الضمان تم إلغاء بطاقته حتى نهاية العام، ولم يتمكن من فعل شيء حيال ذلك.
تعامل سيء
وأضاف "محمد": "جميعهم متفقون، بدءاً من مدير الشركة حتى الموظفات في عيادات الأطباء، وهم عبارة عن حلقة واحدة، يحميها الأمن وجميعهم من فئة واحدة ويضعون صورة بشار الأسد في مكاتبهم وأماكن عملهم، وهم مبرمجون من أجل السرقة، ومعتادون على المال الحرام".
أما السيدة "فدوى" فقد عبّرت لـ "اقتصاد" عن قرفها واستيائها من أسلوب تعامل الأطباء مع المرضى، بمجرد معرفة أن الدفع سيكون عن طريق شركة الضمان، فهم يستعملون أسلوب تعامل متعجرف، وكأنهم يتعاملون مع شخص يستجديهم، ويتركونه حتى آخر المرضى، ويتذرعون بانشغالهم وعدم مقدرتهم على التواصل من خلال الانترنت، وضعف شبكة الاتصالات، وعند الاستجابة فإنهم يطلبون منهم تحاليل وصور واستشارات و و.. وكل ذلك من أجل تسجيل مصاريف على شركة الضمان لكل شركائهم المتفقين معهم على تبادل المنافع.
وأضافت أن قسماً من الأطباء يتذرع بعدم مقدرته على المتابعة إن لم يتم دفع الفارق بين أجر معاينته وما تدفعه شركة الضمان لضآلة ما يقبضونه لقاء أتعابهم.
وختمت بالقول: "كل موظفي شركة الضمان يعلمون بما يحصل وهم شركاء، وهؤلاء هم تربية البعث وحافظ الأسد".
التعليق