34 ساعة، و46 حاجزاً.. في رحلة من دمشق إلى الباب
- بواسطة قصي عبد الباري - خاص - اقتصاد --
- 07 تشرين الاول 2018 --
- 0 تعليقات
"بعد 12 ساعة، أعلن سائق الباص انتهاء المرحلة الأولى من رحلة دمشق – الباب، كنا قد وصلنا حينها إلى مدخل مدينة "منبج" الخاضعة لسيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)". "أم محمد"، ابنة حي القابون تروي لـ "اقتصاد" تفاصيل رحلتها الشاقة من العاصمة دمشق وصولاً إلى مدينة الباب الخاضعة لسيطرة الجيش الحر.
تقول "أم محمد": "انطلق الباص من كراجات البولمان في منطقة العدوي حوالي الثامنة صباحاً بعد أن قامت قوات النظام بـ (التفييش) بشكل دقيق لجميع المسافرين. الفيش للشخص الواحد يستغرق مدة ربع ساعة تقريباً إضافة لتفتيش الحقائب".
تتابع "أم محمد": "وصلنا (إستراحة حمص) بعد ساعتين تقريباً من الإنطلاق أي حوالي 10:15 صباحاً، ليعاود الباص إكمال رحلته دون توقف باتجاه مدينة منبج. وصلنا مدخل المدينة في الثامنة مساءً بعد أن سلك الباص طريقاً مر من خلاله بمعظم المدن السورية بسبب التغيير الحاصل في طرقات السفر الرئيسية".
قوات "قسد" منعت دخول الباص إلى المدينة لأنه وصل بعد الثالثة ظهراً، حيث تقوم القوات هناك بإغلاق مداخل المدينة بعد الثالثة، وتمنع أي أحد من الدخول.
"أم محمد" أكملت: "قضينا الليلة خارج المدينة حتى السادسة صباحاً ليعاد فتح الحاجز والسماح للباص بالدخول. أربعة حواجز لـ (قوات سوريا الديمقراطية) قطعناها حتى خروجنا من المدينة قام كل واحد منها على حدى، بـ (التفييش) لجميع المسافرين بشكل دقيق للتأكد في حال وجود مطلوبين لهم، رغم أن المسافرين جميعهم من النساء، إضافة إلى تفتيش الحقائب والتفتيش الشخصي من قبل عناصر من النساء المتواجدين على الحواجز. آخر حاجز أرسل معنا دورية مرافقة حتى منطقة (العون) التي تعتبر الفاصلة بين مناطق سيطرة الحر وسيطرة (قسد)".
"وصلنا منطقة (العون) بعد ساعتين من الانطلاق، وتوقف الباص هناك مدة أربع ساعات تقريباً معلناً انتهاء المرحلة الثانية من الرحلة والتي ستجري فيها عملية تبديل للباصات".
"في الثانية عشرة ظهراً وصل الباص الثاني إلى حاجز مدخل جرابلس، ويتوجب على المسافرين الوصول إلى هناك عبر سيارات النقل الخاص (سوزوكي) حيث تُمنع الباصات من عبور طريق العون - جرابلس من قبل عناصر الحر".
استغرق الطريق حوالي ساعتين حتى الوصول إلى الباص الثاني عند مدخل جرابلس، وقام حاجز للجيش الحر بالتفييش أيضاً، بشكل دقيق جداً، لجميع المسافرين مع السؤال لكل شخص على حدى عن سبب مجيئه من دمشق إلى مناطق المعارضة، وارتفعت وتيرة التشديد على أبناء العاصمة خصوصاً حيث أشارت "أم محمد" أن هويتها بقيت محتجزة لدى عناصر الحاجز أكثر من نصف ساعة مع تكرار الأسئلة لها من قبل عناصر الحاجز عن سبب المجيء.
"وصلنا الباص الثاني في الثانية ظهراً في حين استمرت الرحلة مدة أربع ساعات حتى قرأنا لافتة (الباب ترحب بكم)".
إجمالي المدة التي استغرقتها رحلة من المفترض أن تنتهي بـ 4 ساعات، 34 ساعة، "مررنا خلالها على حوالي 46 حاجزاً، متنوعة بين حواجز للنظام و(قسد) والجيش الحر".
لدى وصولنا إلى مدينة الباب في السادسة مساء تهافت علينا سائقو التكسي لنقل من يريد إكمال الطريق باتجاه بقية المناطق المحررة.
السعر إلى إدلب المدينة كان 40 ألفاً، عند أحد السائقين وعند الثاني كان 20 ألف، في حين اقتصر عند الثالث على 10 آلاف ليرة. أما الذهاب إلى تلك المناطق عن طريق "السرفيس" فلا تزيد تكلفته عن 7 آلاف ليرة سورية كحد أقصى إلا أن الذهاب بالسرفيس ينحصر فقط في أوقات الصباح، حيث تتوقف الرحلات بعد الظهر لطول المسافة.
وتكلفة الرحلة انطلاقاً من دمشق ووصولاً إلى الباب بلغت 17 ألف ليرة سورية دفعتها "أم محمد" ثمن تذكرة للباص، وقالت: "كنت قد تواصلت قبلها مع عدة أشخاص يعملون على نقل المطلوبين للنظام من العاصمة إلى المناطق المحررة، أقلهم طلب مبلغ 250 ألف ليرة سورية. ووصل المبلغ لدى آخرين إلى 2000 دولار للشخص الواحد"، كما أكدت "أم محمد".
في تركيا يحتاج المسافر مدة 17 ساعة للوصول من مدينة أنطاكيا الحدودية إلى عمق مدينة إسطنبول. إلا أن الانتقال بين مدينتين في سوريا اليوم يحتاج إلى ضعف تلك المدة.
التعليق